استأنف المحققون عمليات البحث، في موقع تحطم طائرة البوينغ "إيه 320" التابعة لشركة "جيرمان وينغز" الألمانية في جبال الألب الفرنسية، صباح اليوم، بعد أسبوع على وقوع الكارثة. وبات في إمكان المحققين ورجال الدرك، الوصول إلى المنطقة من طريق بدأ شقه أول أمس، لبلوغ موقع سقوط الطائرة، بينما قال مصدر في الدرك: "نعمل بوتيرة أسرع، ونبقى حتى ساعة متأخرة، وننقل عددا أكبر من العينات". وأوضح المصدر نفسه، أن المحققين جمعوا ونقلوا أكثر من 4 آلاف قطعة من حطام الطائرة والأشلاء، كما حلقت مروحيتان فوق موقع الحادث ومحيطه، بحثا عن عناصر أخرى قد تكون خارج نطاق منطقة البحث، وكان يتوقع وصول مروحيتين تابعتين للجيش الألماني خلال النهار. وبحسب المصدر، يفترض أن تكون الفرق في الثامن من أبريل، أنهت عمل نقل الأشلاء والقطع الأساسية من الحطام، ثم ستتولى شركة مدنية تطهير هذه المنطقة، بينما تتحمل شركة لوفتهانزا تكاليفها. وأضاف المصدر، أنه يتم كل يوم إجراء عمليات مسح بأجهزة خاصة، لأننا نفترض أن الصندوق الأسود الثاني قد يكون دفن تحت الأرض. وفي بيان له اليوم، أعلن مكتب التحقيقات والتحليلات الفرنسي للطيران، أن التحقيق سيركز على وصف بدقة من الناحية التقنية سير الرحلة، كما سيستند هذا العمل إلى تحليل مفصل للمعلومات المتعلقة بالتسجيلات الصوتية في قمرة القيادة، وكذلك الاستفادة من المعلومات المتعلقة بالرحلة التي ستكون متوفرة. من جهة أخرى، "سيدرس التحقيق الثغرات في النظام التي قد تكون أدت إلى هذه الكارثة، كما سيركز حول السلامة خصوصا على منطق تشغيل نظام إغلاق باب قمرة القيادة، والإجراءات للدخول إليها والخروج منها، والمعايير للكشف عن المشاكل النفسية لأفراد الطاقم". أما بشأن عملية التعرف على الضحايا، فيتوقع أن تستمر لأشهر، وفقا لجهاز الدرك الفرنسي المكلف القيام بها في بونتواز في الضاحية الباريسية. وستعرف النتائج النهائية، خلال شهرين إلى 4 أشهر، وستبلغ بها العائلات أولا، وتم إرسال نحو 400 عينة، أخذت من أشلاء في موقع تحطم الطائرة إلى معهد الأبحاث الجنائية لدى الدرك الوطني. وسمحت هذه العينات حتى الآن، ب"تحديد 78 عينة مختلفة من الحمض الريبي النووي"، تعود إلى 78 من الركاب أو أفراد الطاقم، لكن لم تتم بعد أي عملية لتحديد هوية شخص في الطائرة، من خلال الحمض الريبي النووي. وقال الكولونيل فرنسوا دوست، خلال زيارة لموقع تحطم الطائرة بحضور مجموعة من الصحفيين، إننا نتوقع الحصول في الأسابيع المقبلة على العديد من العينات الصغيرة الحجم. ولن يتم إجراء عملية مختلفة أو خاصة، لتحديد هوية مساعد الطيار أندرياس لوبيتز، الذي يشتبه في أنه تعمد إسقاط الطائرة في جبال الألب. وحذر الكولونيل دوست، من أنه ثمة احتمال في عدم التعرف أبدا على بعض الضحايا ال150 بسبب الاصطدام العنيف بالجبل، ولم يتم بعد العثور على جثة كاملة في موقع سقوط الطائرة. وأعلنت شركة "لوفتهنزا" اليوم، لوكالة "فرانس برس"، أن كونسورسيوم شركات تأمين تقوده شركة اليانز خصص 300 مليون دولار أي 279 مليون يورو كتعويضات عن حادث تحطم الطائرة. وقالت متحدثة باسم لوفتهانزا: "يمكنني التأكيد تخصيص 300 مليون دولار" لتغطية طلبات التعويض التي ستتقدم بها عائلات الضحايا وعن الطائرة. وكانت طائرة البوينغ تحطمت في 24 مارس لدى ارتطامها بجبل في الألب، في عمل متعمد على ما يبدو قام به مساعد الطيار، الذي تولى القيادة، ما أسفر عن مقتل ركابها ال150 الذين كانوا من 20 جنسية مختلفة ومعظمهم من الألمان والأسبان.