بعد أن بدأ الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، في تراجع سيطرته على البلاد، وتوسيع رقعة المناطق التي تقع في قبضة جماعة الحوثيين، وزحفهم في تجاه عدن، أعلنت الدول العربية جميعها رفضهم هذه الخطوات، ما دفع 11 دولة منها إلى شن عمليات عسكرية بقواتها الجوية والبحرية وتوجيه ضربات قوية إلى القواعد العسكرية للجماعة التابعة للدولة الإيرانية. لم تهز الضربات العسكرية فقط اليمن، بل امتدت إلى كافة أنحاء المنطقة العربية التي دعمت تلك العمليات، فأثرت في المواطنين وعدد من مجالات الحياة، فكانت السياحة أحد النواحي التي اتجهت إليها الأنظار في إمكانية تأثيرها بتلك العمليات العسكرية. وعلق على هذا الشأن مجدي سليم، رئيس قطاع السياحة الداخلية لتنشيط السياحة، بقوله إن الضربات العسكرية العربية لجماعة الحوثيين باليمن ستؤثر على السياحة إذا كانت ذات مدى طويل، حيث إنها ستمثل اضطرابات سلبية على الدول، كما غيرت حرب العراق في الإقبال على زيارة المنطقة العربية. وتابع سليم، في تصريح ل"الوطن"، أن السياحة في مصر تنقسم إلى زيارات السياح وعدد الليالي التي يقضونها بها، مضيفًا أن عدد السياح شهد زيادة ملحوظة العام الحالي بعد أن شعر العديد منهم بالمزيد من الاستقرار وسيطرت الأمن على مناطق متعددة، بينما انخفضت عدد الأيام التي يقضونها في مصر. وهو ما أيده إيهاب موسى، مؤسس ائتلاف دعم السياحة، بأن السياحة في الوطن العربي ستتأثر في الفترة المقبلة، متوقعًا استمرار الضربات العسكرية لأشهر، لاعتقاد عدد من السياح أن المنطقة تشهد حالة حرب، لافتًا إلى أنه في مصر من الممكن أن تتأثر بنسبة 10% من إقبال السياح ما يعني فقدان مليون ونصف منهم ما يعادل مليار ونصف جنيه مصري. وأشار إلى أن هذه العمليات تعد "حرب مذهبية" ما يجعلها تشويه للثقافة بخاصة المصرية، حيث إنها ستخلص صراعًا دينيًا بين مختلف الأديان. بينما أكد معتز السيد، عضو نقابة المرشدين السياحين، أن تأثيرات الضربات العسكرية ستكون محدودة، سيكون للخليج النصيب الأكبر فيها، موضحًا أن هذه العمليات أمر معتاد في كافة أنحاء العالم، وأصبح السياح على دراية أكبر بالمسافات والفروق بين البلاد. ولفت السيد إلى أن شرم الشيخ تشهد رواجًا سياحيًا كبيرًا على الرغم من وجود معارك عسكرية بالقرب منها في شمال سيناء، ما يعني أن السياح على علم بالأماكن التي تتمتع بأمن أكبر وأن العمليات والقواعد العسكرية أمر معتاد.