سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد الهجوم الإرهابى: الجيوش التونسية الثلاثة تجتمع للمرة الأولى أعداد القتلى ترتفع إلى «23».. و«الداخلية»: عدم الاستقرار فى ليبيا يشكل أرضاً لتفريخ الإرهاب
أعلنت رئاسة الجمهورية التونسية، أمس، الاستنفار على مستوى القيادات الأمنية والعسكرية عقب الهجوم الإرهابى الذى استهدف المتحف الوطنى فى «باردو» فى قلب العاصمة «تونس»، وأدى إلى مقتل نحو 22 وإصابة ما يقرب من 50. وقال الناطق الرسمى باسم رئاسة الجمهورية معز السيناوى، أمس، إن «رئيس الجمهورية الباجى قائد السبسى سيعلن رسمياً الحرب ضد الإرهاب وسيتم لأول مرة عقد اجتماع المجلس الأعلى للجيوش الثلاثة إلى جانب المجلس الأعلى لقوات الأمن الداخلى فى قصر قرطاج». وأكد وزير الداخلية التونسى محمد ناجم الغرسلى أن الجريمة الإرهابية على متحف باردو، لن تثنى المؤسستين الأمنية والعسكرية عن مواصلة جهودهما فى خدمة البلاد وفى مقاومة الإرهاب. وأقر الوزير، فى تصريحات أمس، بأن العملية الإرهابية ستكون لها تداعيات سلبية على الاقتصاد التونسى وعلى الموسم السياحى بصفة خاصة، موضحاً أنه رغم مشاعر الحزن والألم التى تغمر كل التونسيين، فإن هذا العمل الجبان يتعين أن يشكل مناسبة للم الشمل وللوقوف صفاً واحداً فى مواجهة الإرهاب. ودعا الوزير كل التونسيين والأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدنى والقيادات الأمنية والعسكرية ورجال الأمن بمختلف فروعهم للتجند من أجل الدفاع عن البلاد، مؤكداً أنه لن يتم التفريط فى تونس التى ضحت من أجلها الأجيال، ومشدداً على المضى قدماً فى تجذير المسار الديمقراطى وفى تثبيت أسس الجمهورية الثانية. وفى اتصال ل«الوطن»، قال الخبير الأمنى التونسى الدكتور نصر بن سلطانة، إن «اجتماع الجيوش الثلاثة والمجلس الأعلى لقوات الأمن الداخلى دلالة على أن تونس دخلت مرحلة الحرب والمواجهة المفتوحة مع الإرهاب، وفق ما أعلن رئيس الجمهورية، وهو قرار صائب جداً يتناسب مع حجم الجريمة التى ارتكبها الإرهاب فى باردو». وأضاف الرئيس السابق ل«المركز التونسى لدراسات الأمن الشامل»، أن «الدولة ستتخذ إجراءات أكثر صرامة الفترة المقبلة، وستتواصل مع الدول الإقليمية المعنية بالحرب على الإرهاب، لأن عملية باردو تعكس تحولاً نوعياً كبيراً فى الأعمال الإرهابية». وقال وزير الخارجية التونسى الطيب البكوش، إن «عدم الاستقرار فى ليبيا يشكل أرضاً لتفريخ الإرهاب فى تونس»، داعياً المجتمع الدولى إلى التحرك لتشكيل حكومة وحدة فى هذا البلد. وأضاف: «كلنا مهددون طالما ظل الوضع على ما هو عليه»، مؤكداً أن بلاده «تدعم أى عمل يساعد على التوصل إلى حل فى ليبيا يفضى إلى تشكيل حكومة واحدة قادرة على السيطرة على أراضيها»، منبهاً إلى أن «هذا هو السبيل الوحيد لمكافحة الإرهاب». من جهته، توقع السفير المصرى فى تونس أيمن مشرفة، عقد لقاءات مشتركة مع المسئولين بين الحكومة المصرية والحكومة التونسية خلال الفترة المقبلة، لتنسيق الموقف الأمنى بشأن محاربة ظاهرة الإرهاب لما تمثله الحدود الليبية من مخاطر على البلدين، وخاصة بعد حادث متحف «باردو» الأخير. وأكد السفير «مشرفة»، فى تصريح ل«الوطن»، أن «الرئاسة المصرية ووزارة الخارجية فى القاهرة سارعتا على الفور بإعلان تضامنهما مع تونس فى الحادث الإرهابى الأليم وهو ما يمهد لإمكانية التنسيق القوى بين مصر وتونس فى محاربة الإرهاب». ولفت السفير المصرى فى تونس إلى أنه تقدم بالعزاء للحكومة التونسية وأكد التضامن المصرى مع تونس فى مواجهة الإرهاب، خاصة فيما تواجهه من مخاطر أمنية بسبب الحدود مع ليبيا وهو ما تتعرض له مصر أيضاً. ونقلت الإذاعة التونسية الرسمية، أمس، عن مصدر طبى، قوله إن «حصيلة قتلى عملية متحف باردو ارتفعت إلى 23 قتيلاً». ولم يوضح المصدر هوية القتيلين اللذين أضيفا إلى حصيلة ال21 قتيلاً التى أعلنها، مساء أمس الأول، رئيس الحكومة الحبيب الصيد عقب اجتماع وزارى. وقال «الصيد» إنه سقط «17 سائحاً، بينهم 4 إيطاليين، وفرنسى واحد، وكولومبيان اثنان، و5 يابانيين، وبولونوى وأسترالى، وإسبانى فى الهجوم على المتحف». وأضاف «الصيد» أن «مواطنين تونسيين اثنين قتلا، وهما سائق حافلة ورجل أمن، وأنه تم القضاء على إرهابيين». وأكدت الرئاسة الفرنسية، مساء أمس الأول، مقتل فرنسيين اثنين فى هجوم «باردو»، فيما أكدت الحكومة اليابانية مقتل 3 من مواطنيها وإصابة 3 آخرين فى الهجوم. من جهته، قال وزير المالية والاقتصاد سليم شاكر، أمس، إن «العملية الإرهابية ستكون لها انعكاسات سلبية على الاقتصاد التونسى وعلى قطاع الصناعة والصناعات التقليدية».