«أن تشعل شمعة، خير من أن تلعن الظلام»، هكذا قال «كونفوشيوس»، الفيلسوف الصينى، مواجهاً كل محاولات اليائسين والمحبطين ومن يمارس الحيف والظلم، فصناعة الأمل تحتاج إلى من يملك أرضية قوية من ثقافة التفاؤل والقدرة على التغيير، وربما تكون صناعة الأمل مكلفة وليست رائجة عن البعض، لكنها مطلوبة، ومن هنا تأتى أهمية أن يكون صانعوها مجتمعاً بأكمله وليس أفراداً. تلك الصناعة تحتاج إلى أن نفهم أنفسنا وأن نستوعب ذواتنا، مثلما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى ختام مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد: «أنا عارف مصر ومشاكلها زى ما شايفكو كده، وعارف حلولها كمان»، لقد حمل مؤتمر شرم الشيخ الكثير من فنون صناعة الأمل، بدءاً من استيعاب الذات ومعرفة قدر مصر وإمكانياتها، هو ما تذكره أو استوعبه الآخرون، وتمثل فى حجم المشاركات الدولية، سواء على المستوى الرسمى أو المستثمرين ورجال الأعمال. لقد ظلت مصر طوال عشرات السنين حبيسة صناعة اليأس أو الارتكان إلى الماضى، دون النظر إلى المستقبل أو حتى واقعنا، وظلت محاولات صناعة الأمل هشّة غير قادرة على إحداث التغيير، حتى خرج الشعب فى ثورتين مجيدتين، ليعلن أن عصور الظلام قد انتهت وحان وقت التغيير والأمل. لقد نجحت الحكومة، ومن خلفها دعم الطامحين فى مستقبل أفضل، الذين تحمّلوا تخبّط عشرات الحكومات قبل وبعد الثورة، نجحت فى تحديد الأهداف والمواقف، وحمل المسئولية فى القول والعمل، طبقاً لقاعدة «السكون هو الموت والحركة هى الحياة والأمل»، فنجاح مؤتمر دعم الاقتصاد يتمثل ركنه الأعظم فى إحداث الحركة والنشاط لبعض القطاعات فى الدولة. إن صناعة الأمل لا تتوقف فقط عند رؤية منتجه، بل التمسّك به وتحويله إلى حقيقة يعيشها الناس، وألا نترك رباط الأمل ينقطع فى شرم الشيخ، علينا أن نمد وصاله، فالمعركة الحقيقية هى استلهام الطاقات، لقد نجح المؤتمر فى إعطاء رسائل سياسية عديدة. إن صناعة الأمل، التى أعطاها الرئيس السيسى، بشكره الشباب، وبدعوته لهم ليكونوا بجانبه أثناء إلقائه كلمته فى الجلسة الختامية، هى تأكيد لاهتمام الرئيس بالشباب، إضافة إلى الشكر الذى قدّمه المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، إلى الشباب المنظمين للمؤتمر، الذين سهروا الليالى وقضوا أياماً كثيرة من أجل أن ينجح المؤتمر، فشكراً للرئيس ولرئيس الوزراء ولكل من أسهم فى نجاح المؤتمر. إن الأمل هو الذى يعطينا الإصرار لكى نستكمل طريقنا ومسيرتنا وطموحنا، ولنصبح «مصر المستقبل» التى تجعلنا نفخر دائماً بالانتماء إليها، مهما واجهتنا صعوبات وتحديات، فتاريخنا دائماً يجعلنا لا ننسى أننا نحن المصريين الذين صنعنا أكبر حضارة فى العالم، وأعرق حضارة، وأسهمنا فى نهضة البشرية وتعلمت منا الشعوب، وأننا سنصبح «أد الدنيا»، كما قال الرئيس، وشكراً للأشقاء العرب من الإمارات والسعودية والبحرين وسلطنة عمان والأردن، على جميع دعمهم لمصر.