ما سبب الشعور بالنعاس بعد تناول الطعام؟.. قد يشير للإصابة بأمراض خطيرة

لا شك أنّك جربت ولو مرة شعور الخمول والكسل المصحوب بالنوم عقب تناول الوجبات مباشرة، خاصة إذا تناولت كمية كبيرة من الطعام التي تحتوي على العديد من المكونات والعناصر الغذائية، وقد لا يعلم البعض أنّها إشارة إلى حالة مرضية، ما يجعلهم يتساءلون عن سبب الشعور بالنعاس بعد تناول الطعام.
سبب الشعور بالنعاس بعد تناول الطعام
وعن سبب الشعور بالنعاس بعد تناول الطعام، يقول الدكتور سيد حماد أستاذ التغذية بالمعهد القومي للتغذية ل«الوطن» إنّ هذا الشعور طبيعي خاصة مع تناول الوجبات الدسمة أو الوجبات التي تحتوي على نسبة عالية من البروتينات أو الدهون، إذ تسحب هذه المكونات جزء كبير من الطاقة لإتمام عمليات الهضم، وفي الوقت ذاته يوجّه جزء من الدم إلى الجهاز الهضمي في بداية تناول الطعام خاصة مع كميات الطعام الكبيرة.
ويقول أستاذ التغذية العلاجية إنّ الشعور بالنعاس بعد تناول الطعام لا يكون مؤشرًا على علامة مرضية إلا في حال تكرار هذا الشعور مع معظم الوجبات، أو يُخلّف إحساس بالألم أو التلبك المعوي أو مشاكل واضحة في الجهاز الهضمي، وفي هذه الحالة على الشخص مراجعة الطبيب المختص للوقوف على الأسباب الصحيحة لهذا الشعور.
وأضاف «حماد» أنّ الشعور بالنعاس بعد الطعام عادة يحدث عندما تعقب هذه الوجبات فترات طويلة من عدم التناول على مدار اليوم، ف يؤدي تناول وجبة كبيرة بعد فترة صيام طويلة في اليوم إلى الشعور بالخمول والكسل بعد تناول الطعام.
ويكون هذا الشعور بالخمول والكسل بعد تناول الطعام بحسب «حماد» في بعض الحالات مرتبطة بأمراض الكبد أو بعض الأمراض المزمنة الأخرى أو مشاكل في الجهاز الهضمي، خاصة مع تكرار هذا الشعور بصورة دائمة مع كافة الوجبات ويصاحبه ميل شديد للنعاس وإحساس شديد بالوخم، وفي حالة مرضى السكري يكون هذا الشعور نتيجة ارتفاع أو انخفاض نسبة السكر في حال تناول الطعام بعد فترة طويلة من الانقطاع عن الطعام.
أطعمة تسبب النعاس بعد تناولها
ولفت إلى أنّ شعور النعاس بعد الطعام يكون عادة بعد تناول الأغذية الغنية بالبروتين والدهون، وبعض الوجبات السريعة التي تفتقر إلى الخضروات والفاكهة، في حين يكون تناول الخضروات والفواكه الطازجة، والكربوهيدرات والبروتينات والدهون بالنسب والكميات المعتادة للجسم يعطي الجسم فرصة للشعور بالنشاط والحيوية خاصة في الفترة التي تعقب تناول الوجبات.
ونصح أستاذ التغذية العلاجية بالمعهد القومي تقسيم الوجبات على مدار اليوم مع الانتظام في تناول الوجبات، والحرص ألا تحتوي الوجبة الواحدة على كميات كبيرة مُركزة من الطعام وتوزيع الكميات على مدار اليوم من خلال 3 وجبات رئيسية بالإضافة إلى وجبة أو وجبتين بينية، وبعد تناول الوجبة يمكن أن يأخذ الشخص قسطًا من الراحة ولو قليل في وضع الاعتدال والابتعاد عن الاستلقاء حتى لا يتعرض لارتجاع الحامض المعدي أو غيره، وبعد تناول الوجبة بنصف ساعة يمكن أن يمارس الشخص بعض الرياضة مثل المشي البسيط أو الأنشطة الخفيفة بدلًا من النوم.
وكان موقع «Medical News Today» ذكر أنّ أنواع الأطعمة وتوقيت الوجبات يمكن أن يجعل الأشخاص يشعرون بالتعب بشكل خاص بعد تناول الوجبة. ويسمى انخفاض مستويات الطاقة بعد تناول الطعام بالنعاس بعد الأكل، إذ يعتقد بعض الباحثين أن الشخص يشعر بالتعب بعد تناول الطعام لأن جسمه ينتج المزيد من السيروتونين، وهي مادة كيميائية تلعب دورًا في تنظيم دورات المزاج والنوم.
ويساعد الحمض الأميني المسمى التربتوفان، والذي يوجد في العديد من الأطعمة الغنية بالبروتين، الجسم على إنتاج السيروتونين. وتساعد الكربوهيدرات الجسم على امتصاص التربتوفان، ولهذه الأسباب فإن تناول وجبة غنية بالبروتين والكربوهيدرات قد يجعل الإنسان يشعر بالنعاس.