السويسى.. «ملك الطماطم» يتكبد 40 ألف جنيه لترميم أرضه بسبب استخدامه المبيدات الإسرائيلية المهربة، فقد إبراهيم المعلم، المزارع بقرية جنيفة فى محافظة السويس، نحو 10 فدادين من أرضه: «العنكبوت الأحمر، مرض من أمراض الطماطم، لما أصاب زرعى لجأت فى البداية للمبيدات المصرية، لكن فعاليتها كانت محدودة، فاستخدمت مبيدات إسرائيلية مفعولها سريع مثل روماكتين وفيرتمك لمواجهة العنكبوت الأحمر، وفوجئت بزيادة غير مسبوقة من محصول الطماطم» يقول «المعلم». «كانوا يسموننى ملك الطماطم»، يعاود «المعلم» الحديث قبل الانتقال إلى قصة الخسارة التى مُنى بها فى أعوام متتالية، قائلاً: «خصوبة الأرض قلّت، والمحصول تناقص بشكل مفاجئ، وانتشر مرض النيمتودا، وهو مرض مميت يقتل الزرعة قبل إنبات الثمرة». النيمتودا، وتلوثات أخرى غير معروفة، أودت بخطط «المعلم» لزراعة المزيد من الطماطم، «اضطررت أزرع محاصيل أخرى لكن بعد غسيل التربة». يقصد «المعلم» ب«غسيل التربة»، إزالة الطبقة السطحية من التربة التالفة بفعل استخدام المبيدات الإسرائيلية المُلوِثة، واستبدالها بطبقة جديدة من نفس النوع (رملية، طينية.. وهكذا). وترتفع تكلفة غسيل التربة إلى 40 ألف جنيه للفدان الواحد من التربة الرملية (متوسط سعر الفدان الزراعى الرملى 1.5 مليون جنيه)، وهى أرخص الأنواع، ويزداد السعر بابتعاد الأرض عن محاجر الرمال. «الوافدون من العريش»، كما يصفهم «المعلم»، هم السبب الرئيسى وراء انتشار تلك المبيدات فى مدن القناة، حيث يقول المزارع الخمسينى «الواحد منهم يستأجر الأراضى، ويعالجها بمبيدات إسرائيلية خطيرة تضاعف إنتاجية الفدان فى هذا الموسم، لكن ولا فلاح يمكنه زراعة هذه الأرض بعد ذلك لأن آثار هذه المبيدات الخطيرة على التربة لا يظهر إلا فى المواسم التالية». يشهد صلاح سعيد، عامل رش المبيدات، على اتساع مجال استخدام المبيدات الإسرائيلية فى نطاق سكنه، حيث يقول: «بعض هذه المبيدات يباع بدون عبوات، وبعضه يُوضع فى عبوات مرخصة، لأن تداوله واستخدامه ممنوعان»، ومن بين الأدوية المهربة التى يطلب المزارعون من «صلاح» رشها: «الداميثويت، والتيتوفان، والدروسبان، وهذه هى المبيدات التى تسببت فى تلف أراضى أحمد خليل فى كبريت بالسويس». يردف عامل رش المبيدات أن «بعض الفلاحين يلجأون لمبيدات النمو الإسرائيلية، رغم علمهم بخطورتها، حتى يتمكنوا من تسريع نمو المحاصيل وبيعها فوراً وقت ارتفاع السعر، حيث يمكن للفلاح جمع المحصول بعد ساعات من رش مبيدات النمو، حيث تظهر الثمرة بخلاف الحقيقة وكأنها تامة النضج».