ثمَّن حقوقيون وقيادات عمالية ما جاء فى حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى عن ثورة 23 يوليو وتأسيسها للجمهورية الأولى، التى كانت علامة فارقة فى تاريخ مصر، مؤكدين أن الرئيس يستكمل حالياً الطريق ببنائه للجمهورية الجديدة، من خلال وطن يتسع للجميع. «البدوى»: قضت على معاملة العمال كسلع تباع وتُشترى وقال مجدى البدوى، نائب رئيس اتحاد العمال، رئيس النقابة العامة للعاملين بالصحافة والطباعة والإعلام، إن الرئيس السيسى أشار خلال كلمته لإنجازات ثورة 23 يوليو، وأنها قطعت شوطاً مهماً لتمكين قطاعات كبيرة من أبناء شعبنا من الفلاحين والعمال، وإعطائهم مكاناً يليق بهم، طال انتظارهم واشتياقهم له، وحققت الثورة إنجازات عظيمة، وتعثرت مسيرتها فى أوقات أخرى. وأضاف «البدوى»، ل«الوطن»، أنّ ثورة 23 يوليو حققت الكثير للشعب المصرى بكل طوائفه، موضحاً أنها أقرت العدالة الاجتماعية للعمال، فعقب الثورة تم إقرار عمل قانونَى التأمين الصحى والتأمينات الاجتماعية، ومجانية التعليم التى تمتع بها أبناء العمال والموظفين والطبقة المتوسطة المطحونة، مؤكداً أن الثورة قضت على العبودية وعلى طريقة معاملة العمال كسلع تباع وتُشترى. وقال خالد عيش، عضو مجلس الشيوخ ورئيس النقابة العامة للعاملين بالصناعات الغذائية، إن الإنجازات التى تتحقق فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى تذكرنا بإنجازات ثورة 23 يوليو، التى حققت استقلال الإرادة الوطنية، وأرست قاعدة صناعية ضخمة أتاحت فرص العمل ووفرت مجانية التعليم، وأقامت جيشاً وطنياً قوياً لحماية مكتسبات الشعب، وقضت على سيطرة الإقطاع ورأس المال على الحكم، ووقفت إلى جانب الشعوب فى نضالها من أجل الحرية والاستقلال، وخاصة الدول الأفريقية. وأضاف «عيش»، فى تصريحات ل«الوطن»، أن أهداف ثورة 23 يوليو كانت القضاء على الاحتكار وسيطرة رأس المال والقضاء على الإقطاع وإقامة جيش وطنى، وإقامة عدالة اجتماعية وحياة ديمقراطية، موضحاً أنه منذ قيام ثورة 23 يوليو 1952 اتخذ الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قرارات ثورية اشتراكية، موضحاً أن قرارات ناصر صبّت فى صالح العمال فى هذا الوقت، ومنحتهم كامل حقوقهم كممثلين فى مجالس إدارات الشركات. «نصرى»: مصر لها دور ريادى فى المنطقة والرئيس السيسى شدد على أهمية التفكير فى المستقبل وقال أيمن نصرى، رئيس المنتدى العربى الأوروبى للحوار وحقوق الإنسان، إن الرئيس أكد على احترامه الشديد لثورة يوليو، وأنه يعتبرها مصدر إلهام لما قدمه فى 2013، لأنه فى الفترة من 2011 وحتى 2014 كانت مصر تمر بمرحلة عصيبة جداً، وهو الحال نفسه الذى كانت عليه البلاد عام 1952. وأضاف أن ثورة 30 يونيو 2013 هى امتداد لثورة 23 يوليو، لأنه فى الحالتين كانت الدولة فى حالة عدم استقرار وتعانى من الفوضى وحالة أمنية صعبة، مشيراً إلى أن الرئيس أكد فى كلمته على فكرة مبدأ الوطنية واصطفاف الشعب المصرى خلف القوات المسلحة والقوى السياسية، فى محاربة الاستعمار عام 52، وتحرير الدولة المصرية، وإعلاء إرادة الشعب. وأوضح أن الرئيس السيسى قدّم، من خلال كلمته، التقدير لجميع رموز ثورة يوليو، وعلى رأسهم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، والرئيس محمد نجيب الذى تصدّر المشهد وحمل المسئولية منذ اللحظة الأولى. وتابع: دائماً ما يتحدث الرئيس عن الجمهورية الجديدة، مؤكداً فى كلمته على تعبير «الجمهورية الأولى» التى يعود تاريخها إلى نحو 70 عاماً، وبالتالى فإن الجمهورية الجديدة هى امتداد للأولى التى تم تأسيسها بعد ثورة 23 يوليو عام 1952، والتى كان الهدف منها التحرر الوطنى وتمكين الشعب المصرى فى جميع القطاعات. وأشار رئيس المنتدى العربى الأوروبى للحوار وحقوق الإنسان إلى أن الرئيس السيسى شدد على أهمية التفكير فى المستقبل، لافتاً إلى أن مصر دولة كبيرة فى المنطقة لها دور قيادى، برز بشكل كبير بعد ثورة 1952. «عبدالنعيم»: قاعدة انطلاق نحو الدولة الوطنية الحديثة وألهمت شعوب المنطقة لتحقيق الحرية والاستقلال وقال محمد عبدالنعيم، رئيس المنظمة الوطنية المتحدة لحقوق الإنسان، إن ثورة 23 يوليو من أبرز الأحداث فى تاريخ مصر النضالى عبر العصور ونجحت فى تأسيس الجمهورية الأولى بعد النظام الملكى الذى سيطر على البلاد قروناً طويلة، مشيراً إلى أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، قائد الثورة، أشار فى كتابه «فلسفة الثورة» أن مصر لا يمكن أن تكون بعيدة عن الصراع الدائر بين أوروبا قليلة السكان وأفريقيا ذات الكثافة العالية. وأشار إلى أن احتفال مصر هذا العام بذكرى الثورة يتواكب مع ما تشهده مصر من زخم كبير فى مختلف المجالات، مثمناً كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى التى ألقاها أمس، والتى أكدت أن 23 يوليو ستظل خالدة فى وجدان الشعب المصرى العظيم، بعدما نجح فى حمايتها والوقوف فى ظهر الضباط الأحرار الذين ثاروا على الحكم الملكى وإعلان الجمهورية المصرية، مشيراً إلى أن تلك الثورة كانت علامة فى التاريخ المصرى الحديث. وقال «عبدالنعيم» إن ثورة 23 يوليو كانت قاعدة انطلاق لبناء الدولة الوطنية الحديثة وتحقيق التنمية المستدامة، موضحاً أن مصر استضافت عام 1958، أى بعد ست سنوات فقط من قيام الثورة، أول مؤتمر للتضامن بين شعوب آسيا وأفريقيا، ما يؤكد تلاحم الثورة مع طموحات وآمال الشعوب، مبيناً أن ثورة 23 يوليو كانت مصدر إلهام لكل الشعوب التى تتطلع للحرية والاستقلال الوطنى.