تستعد مصر لإقامة المؤتمر الاقتصادي العالمي في شرم الشيخ مارس المقبل، لكن ذبح ال21 مصريا في ليبيا استدعى رد قوي من القوات المسلحة على تنظيم "داعش" الإرهابي، شنت إثره القوات المسلحة غارات جوية على "داعش" بمساعدة الجيش الليبي، ما أثار قلق البعض بخصوص الترتيبات للمؤتمر الاقتصادي. "الوطن" تحدثت مع سياسيين فيما يخص إمكانية تأجيل المؤتمر الاقتصادي بسبب تداعيات الأحداث الأخيرة، ومطالبة مصر بتفويض من مجلس الأمن لتوجيه ضربات ضد "داعش" في ليبيا بمساعدة عربية ودولية. وأشار معتز بالله عبدالفتاح، أستاذ العلوم السياسية، لضرورة انعقاد المؤتمر في موعده، فالأجواء المتوترة تعم المنطقة بالكامل وليس مصر فقط، ولابد من العمل في أفضل الظروف المتاحة، حتى وإن امتنعت بعض الدول أو الشركات الكبرى عن المشاركة في المؤتمر، كما أن الكثير من الدول بدأت في ترتيب أمورها للمشاركة في المؤتمر. وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن التأخير ليس في صالح مصر، لأن التأجيل قد يستدعي تأجيلا طويل المدى لحين الانتهاء من قضية الإرهاب، وأضاف أمت الإرهاب قضية معقدة وليست مفهومة، لذلك لابد من إتمام المؤتمر الاقتصادي في موعده، لأننا "بحاجة ملحة لمثل هذا المؤتمر لتقوية الاقتصاد وجذب مزيد من الاستثمارات للبلاد". وأكد عبدالفتاح أن المؤتمر ليس مخصصا لجذب الاستثمارات فقط، إنما هو نواة لعرض خيارات ومميزات الاستثمار في البلد الراعي لعملية الاستثمار، مؤكدا أن لدينا حوالي 10 مليار دولار هي قيمة الاستثمارات التي ستضخها الدول العربية في مصر في فترة ما بعد المؤتمر الاقتصادي. وأكد محمد فراج أبو النور، كاتب سياسي، بأن الضربة الجوية المصرية ضد "داعش" في ليبيا لا تؤثر على المؤتمر الاقتصادي، لأن العالم يرى كم تعاني مصر من الإرهاب، ولابد أن تستخدم حق الرد دفاعا عن مقدرات الوطن وعن مواطنيها. وأشار الكاتب أن الدولة ستعمل جاهدة على إتمام المؤتمر الاقتصادي، لأن تأجيل المؤتمر يبعث برسالة سيئة للدول المشاركة، ويعطى مؤشرا يبعث بالخوف لدى الدول التي اعتزمت المشاركة في المؤتمر. واختلف إبراهيم الشهابي، مدير مركز "الجيل للدراسات السياسية والاستراتيجية"، مع سابقيه، فهو يرى أن الضربة التي تمت ضد "داعش" في ليبيا في هذا التوقيت تقلل من فرص الاستثمار وتؤثر على الاقتصاد، وهذا بدأ يتضح من خلال الهبوط الملحوظ الذي انتاب البورصة المصرية عقب الضربة الجوية التي شنها الجيش ضد "داعش" في ليبيا. وأكد الشهابي أن العواقب السلبية للضربات ضد "داعش" لها تأثير على المدى القريب، وإن كانت الفائدة من هذه الضربات أيضا ستظهر على المدى البعيد، فالقضاء على الإرهاب من ضرورات الاستثمار في أي دولة. أما اللواء نبيل فريد، الخبير العسكري، فيفسر الانعقاد شبه المستمر لمجلس الدفاع الوطني بالأمر المهم في ظل الأحداث التي حدثت في ليبيا، والتي من المتوقع حدوثها، فالانعقاد الدائم للمجلس يعطي الحق في سرعة اتخاذ القرار بخصوص أي حدث طارئ تمر به البلاد داخليا أو خارجيا. وأضاف فريد "لا تأثير على المؤتمر الاقتصادي، لأن هذا دليل على قوة الدولة في الحفاظ على سيادتها وأراضيها، وهذا يطمئن المستثمرين سواء شركات أو دول، في حين أن المشروعات الاستثمارية ستكون في أماكن بعيدة كل البعد عن أماكن الخطر المحتمل، كالأطراف السيناوية التي على الحدود.