سيطر مسلحون من تنظيم "القاعدة"، اليوم، على معسكر اللواء 19 مشاة في محافظة شبوة بجنوب اليمن، بعد مواجهات أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص من الطرفين. وقال مسؤول محلي لوكالة "فرانس برس"، "قتل ثلاثة جنود وأربعة من القاعدة في اشتباكات انتهت بسيطرة الأخيرة على معسكر اللواء 19 مشاة في بيحان التابعة لمحافظة شبوة". فيما أكد تنظيم "القاعدة"، في بيان عبر "تويتر"، السيطرة الكاملة على معسكر اللواء التابع للجيش المتحوث، نسبة إلى المسلحين الحوثيين الشيعة، ونشر صورًا لعناصره داخل المعسكر ولعدد من جنود اللواء 19 الذين تم أسرهم، فضلًا عن صور لعناصر التنظيم وهم يرفعون رايتهم على بوابة المعسكر. وتمكن مسلحو "القاعدة" من احتجاز عشرات الجنود، إلا أن مصدرًا قبليًا أكد الإفراج عن الجنود بعد وساطة قبلية وبعد تخلي الجنود عن أسلحتهم. وفي هذا السياق، قال مصدر عسكري في شبوة، لوكالة "فرانس برس"، إن عناصر "القاعدة" استولوا على كميات كبيرة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة من هذا المعسكر، مضيفًا "المعدات التي تم نهبها من المعسكر هي 30 دبابة و90 مركبة عسكرية و25 مصفحة و28 مدفعا". ويأتي ذلك فيما يغرق اليمن في أزمة سياسية وأمنية، من دون رئيس جمهورية أو حكومة وفي ظل سيطرة المسلحين الحوثيين الشيعة على صنعاء. من جهتهم، اعتبر الحوثيون أن إغلاق السفارات الغربية في العاصمة اليمنية غير مبرر، مؤكدين في الوقت نفسه استعدادهم لإعادة المركبات الأمريكية التي استولوا عليها للأمم المتحدة. وقال حسين العزي مسؤول العلاقات الخارجية في "أنصار الله"، التسمية التي يتخذها الحوثيون، إن القرارات التي اتخذتها بعض الدول الغربية بإغلاق سفاراتها في صنعاء غير مبررة على الإطلاق. وأضاف العزي، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء اليمنية، أن هذه القرارات تندرج فقط في سياق الضغط على شعبنا في ما صنعه من تحولات عظيمة على طريق عزته وكرامته وسيادته واستقلاله وامتلاك قراره السياسي. وتابع "نحن على ثقة في أن حكومات الدول الشقيقة والصديقة الحريصة على تطوير وتعزيز العلاقات مع بلدنا الكبير والعظيم، ستدرك في القريب العاجل أن مصلحتها تقتضي التعاطي الإيجابي مع إرادة الشعب اليمني الواجبة الاحترام. ورفض المسؤول الحوثي، اعتبار السيطرة على المركبات التي تركها الطاقم الدبلوماسي الأمريكي في المطار استيلاء عليها. وقال العزي "لقد كان من الطبيعي أن يتركوا سياراتهم لأن طائراتهم لا تتسع لها، ومن الطبيعي جدا أن تعمل سلطات المطار على حفظها وحمايتها خصوصًا بعد أن ظهرت مؤشرات الاختلاف والطمع حولها بين بعض سائقيها من عاملين وموظفين محليين لدى السفارة نفسها". وأضاف "سلطات مطار صنعاء جاهزة لتسليم هذه السيارات لأي جهة موثوقة كمكتب الأممالمتحدة". ويسيطر الحوثيون على مطار صنعاء منذ أشهر. كانت الولاياتالمتحدة وعدة دول اوروبية منها فرنسا وبريطانيا، أغلقوا سفاراتهم أمس في صنعاء، وأجلت أطقمها الدبلوماسية على خلفية اشتداد الأزمة السياسية والأمنية مع صعود المسلحين الحوثيين الشيعة الذين يحاولون تثبيت دعائم سيطرتهم على البلد. وسارع موظفو السفارة الأمريكية إلى الخروج من البلاد وتركوا خلفهم السيارات الدبلوماسية والعربات المدرعة التي استولى عليها المسلحون. واستولى عناصر الميليشيات الشيعية على 30 سيارة أمريكية في مطار صنعاء بعيد مغادرة السفير الأمريكي. ويأتي ذلك فيما تابعت الأطراف اليمنية حوارًا برعاية الأممالمتحدة ومبعوثها الخاص جمال بنعمر، للخروج من الأزمة العميقة وإطلاق مرحلة انتقالية جديدة بعد استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة. فيما أكد مشاركون في الجلسة الحوارية التي عقدت مساء أمس، أن المحادثات لم تحقق أي اختراق مع تمسك الحوثيين ب"الإعلان الدستوري" الذي أصدروه الجمعة الماضية، وحلوا بموجبه البرلمان مع تشكيل لجنة أمنية لإدارة شؤون البلاد بانتظار تشكيل مجلس رئاسي. وسيطر الحوثيون، في 21 سبتمبر الماضي، على صنعاء ووقعوا في اليوم ذاته على اتفاق للسلام وتقاسم السلطة مع باقي الأحزاب إلا أن تنفيذ الاتفاق فشل. وفي 20 يناير الماضي، سيطروا على دار الرئاسة، ثم أبرموا اتفاقًا جديدًا مع الرئيس هادي، لكنه فشل مجددًا ما دفع بالرئيس إلى الاستقالة مع الحكومة.