واصلت الدولة المصرية جهودها فى إجلاء المصريين الراغبين فى العودة لأرض الوطن من السودان، عبر «جسر جوى» لليوم الثالث على التوالى، أمس الأربعاء، عبر وصول طائرتين عسكريتين جديدتين من السودان نقلتا عشرات المصريين العائدين من الدولة الشقيقة من قاعدة شرق القاهرة الجوية، وذلك بعد الاضطرابات الأمنية التى تشهدها «الخرطوم»والولايات السودانية، إثر اندلاع مواجهات مسلحة بين الجيش السودانى، وقوات الدعم السريع. وبالطائرتين اللتين وصلتا مصر أمس الأربعاء يرتفع عدد الطائرات التى أجلت المصريين من السودان إلى 9 طائرات عسكرية، سيّرتها القوات الجوية، بناءً على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، والقيادة العسكرية، من أجل إجلاء المصريين من السودان، بينهم 3 طائرات أسهمت فى نقل رجال القوات المسلحة من السودان، فضلاً عن 6 طائرات لنقل الجالية المصرية فى 3 أيام، بواقع طائرتين عسكريتين يومياً. يأتى ذلك فى ضوء خطة الإجلاء للمصريين الراغبين فى العودة من السودان، التى تعمل عليها الجهات المعنية فى الدولة، فى إطار توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتيسير وصول المصريين القادمين من السودان، وتقديم كل الدعم لهم، فضلاً عن ضمان أمنهم وسلامتهم. ويتابع الرئيس عبدالفتاح السيسى بشكل مستمر مع خلية الأزمة المُشكلة لمتابعة الأزمة الخدمات والرعاية المُقدمة للمصريين فى السودان، وهى الخلية المشكلة من القوات المسلحة، وجهاز المخابرات العامة، ووزارات الخارجية، والداخلية، والهجرة وشئون المصريين فى الخارج. وحرصت «خلية الأزمة» على تنفيذ خطة إجلاء محكمة ومؤمنة لضمان دقة عملية الإجلاء وسلامة أفراد الجالية المصرية فى الولايات السودانية المختلفة، وذلك وفق خطة تقضى بنقل المصريين الموجودين فى «النقاط الآمنة» مثل «بورتسودان»، التى جاءت أولى الطائرات من السودان منها، وتتابع الأجهزة المعنية أوضاع الجالية المصرية فى السودان على مدار الساعة، مع ضمان تحركاتهم بأقصى درجات الحيطة والحذر حتى لا يصيبهم أى مكروه. وتتجمع عناصر الجالية المصرية فى السودان الموجودين خارج العاصمة السودانية الخرطوم فى مقر القنصلية المصرية فى بورتسودان، وفى مكتب وادى حلفا القنصلى المصرى، تمهيداً لإعادتهم إلى أرض الوطن. وناشدت السلطات مواطنيها فى الخرطوم الابتعاد عن مناطق التوتر والاشتباكات، مع متابعة مستجدات توجيهات السلطات المصرية المعنية عبر صفحتى وزارتى الخارجية، والهجرة وشئون المصريين بالخارج، ووسائل الإعلام الوطنية المصرية. وأعلنت السلطات المصرية عن خطوط ساخنة لغرفة عمليات القطاع القنصلى بوزارة الخارجية للتواصل مع المصريين الموجودين بالسودان، وأسرهم، لتلقى الاستفسارات بشأن «خطط الإجلاء». كانت الدولة قد نجحت فى إتمام إجلاء مواطنيها من دول ليبيا وأفغانستان وأوكرانيا بشكل آمن، بعد موجات الاضطرابات الأمنية فى تلك البلدان خلال السنوات الماضية، مع بقاء مسئولى البعثة الدبلوماسية المصرية فى تلك البلدان حتى الاطمئنان على إجلاء آخر مصرى يرغب فى العودة إلى أرض الوطن. ومن المرتقب، إجلاء عدد من المصريين فى السودان بحراً عبر عدد من السفن التى أرسلتها الدولة لإجلائهم خلال الساعات المقبلة، وذلك تزامناً مع الجهود الكبيرة التى تبذلها القوات الجوية لنقل الجالية المصرية عبر «الجسر الجوى»، فضلاً عن استقبال المصريين الراغبين فى العودة براً عبر منفذى «قسطل»، و«أرقين» الحدوديين. طالبة: وزيرة الهجرة تواصلت معنا شخصياً لطمأنتنا ونقل دعم الرئيس لنا غفران هشام، إحدى المصريات العائدات من السودان، التى كانت تدرس فى الصف الثالث بكلية الطب فى إحدى جامعات السودان، أكدت ل«الوطن» أنها شعرت بأنها مواطنة لدولة كبرى، حين احتوت السفارة المصرية فى الخرطوم، والمكاتب القنصلية والدبلوماسية المصرية فى السودان كافة أبناء الجالية المتواصلين معها، مؤكدين أن كافة الجهات المعنية فى الدولة تعمل لضمان أمنهم وسلامتهم، وإجلائهم فى أسرع وقت ممكن، وهو ما هدأ عن روعهم هى وزملائها رغم طلقات النيران المتتابعة. وأوضحت «غفران» أنها كانت تعد الأيام والدقائق حتى تعود لأرض الوطن بسلام، وأن السفارة المصرية فى الخرطوم ووزارة الدولة للهجرة كانوا متواصلين معهم بشكل دائم، وتواصلت السفيرة سها الجندى، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج، بنفسها مع الطلاب، لطمأنتهم، ونقل توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بتقديم كل التيسيرات اللازمة لهم. وحرصت الطالبة المصرية العائدة من السودان على تقديم رسالة شكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، قائلة: «شكراً يا ريس.. كنت نعم الأب والسند فى تلك الأزمة، وشكراً لكل الجهات المعنية التى تواصل العمل ليل نهار لإجلاء المصريين العالقين فى السودان فى خضم تلك الأزمة الأمنية هناك». طالب ثانوى: تأجيل الامتحانات أشعرنا بحرص الدولة على مصلحتنا حديث الطالبة «غفران» تزامن مع ما ذكره الطالب أنس عبدالسلام، الطالب الذى كان يدرس فى المرحلة الثانوية فى «الخرطوم»، والذى أكد سعادته بقرار وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى المصرية باستيعابهم فى المدارس المصرية، مع إمكانية تأجيل الامتحانات لهم لتصبح فى الدور الثانى، مع احتسابها بالدرجات كاملة، مؤكداً أنهم يشعرون بأن الدولة المصرية تقف إلى جوارهم، وأنها حريصة على مصلحة كل ابن من أبنائها. مصرفى: شعرنا بأن «كل مصرى غالى على بلده» وأكد فرج عبدالواحد، المصرفى المصرى الذى كان يعمل فى أحد البنوك الدولية فى السودان، أن تعامل السفارة المصرية مع الأزمة السودانية «يُدرّس»؛ حيث وفرت المأوى للمصريين فى نقاط آمنة بعيداً عن الاضطرابات الأمنية، حتى تتمكن من إجلائهم بكل أمن وأمان، مشدداً على أن انتقالهم بطائرات عسكرية فى وقت لا توجد طائرات مدنية فى سماء الخرطوم فيه دليل على أن كل مصرى «غالى» على وطنه، موجهاً الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، ورجال القوات المسلحة، والجهات الأمنية المعنية على دورهم فى إجلائهم. سيدة: كنا من أوائل الدول التى تجلى أبناءها.. وشكراً للرئيس السيسى على رعايته وطمأنته لنا وقالت نبيهة النحاس، مصرية عائدة وهى ترتدى العلم المصرى على ملابسها، إنها لن تستطيع أن توفى القوات المسلحة والأجهزة المعنية حقها بكل آيات الشكر والتقدير، موضحة أن هناك الكثيرين الذين يرغبون فى العودة من السودان لبلادهم ولا يستطيعون، فيما أن المصريين كانوا من أوائل الجنسيات التى يتم إجلاؤها من النقاط الآمنة هناك، متوجهة بالشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، على رعايتهم الكاملة، ورسائل الطمأنة التى نقلها لهم مع جهات الاختصاص.