إقبال كبير وحضور كثيف من السيدات على المساجد فى شهر رمضان، فى ظل وجود «عمود الخيمة» فى المسجد، والذى يتمثل فى الواعظات اللاتى نجحن فى جذب عدد كبير من السيدات لتعليمهن أمور دينهن السمح اليسير البعيد عن المغالاة والتطرف، من خلال جهود حثيثة تشهدها المساجد من قِبل الواعظات، اللاتى أصبحن كالفراشات تتزين المساجد بعلمهن، ما بين دروس عصر أو تعليم القرآن الكريم، أم من خلال ملتقيات الفكر الإسلامى التى تعقد لأول مرة هذا العام للواعظات. وأكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن مشاركة الواعظات فى العمل الدعوى تسهم فى نشر الفهم الصحيح للدين، وتبصير المجتمع بقضاياه، لا سيما بين النشء والسيدات، مشيراً إلى أن لواعظات الأوقاف فى شهر رمضان حضوراً متميزاً من خلال إقامة ملتقى الفكر الإسلامى لهن بمسجد السيدة نفيسة رضى الله عنها بالقاهرة، إضافة إلى إقامته فى 19 محافظة أخرى، عقب صلاة الظهر يومياً، كما تم تخصيص درس للسيدات يوم الثلاثاء من كل أسبوع بعد صلاة الظهر بجميع المساجد الكبرى التى ليس بها ملتقى للواعظات، وتم الإعلان عن إقامة 2234 درساً للواعظات يوم الثلاثاء من كل أسبوع عقب صلاة الظهر. وأقيمت فعاليات ملتقى الفكر الإسلامى للواعظات فى عدد كبير من المحافظات، كما انطلق درس السيدات للأئمة والواعظات، فى إطار الدور الدعوى والتثقيفى الذى تقوم به وزارة الأوقاف، وحرصاً على تهيئة الأجواء الإيمانية فى شهر رمضان، وفى ضوء الاهتمام بدور المرأة فى المجتمع، أطلقت وزارة الأوقاف درس السيدات للأئمة والواعظات عقب صلاة الظهر بجميع المساجد الكبرى على مستوى الجمهورية. وشهدت دروس السيدات بالمساجد إقبالاً كبيراً من السيدات، وإشادة منهن لتخصيص وزارة الأوقاف درساً لهن بالمساجد خلال الشهر الفضيل، بما يؤكد اهتمام الأوقاف بالمرأة والحرص على نشر الفكر الوسطى المستنير. «عبير»: نعقد مقارئ قرآنية وحلقات تحفيظ وقالت المهندسة عبير أنور، الواعظة بالأوقاف، إن دروس السيدات فى مسجد «شباب أهل الجنة» طوال العام تتألف من دروس تفسير وتجويد وتحفيظ قرآن، إضافة إلى مجلس الإفتاء الذى نتلقى فيه أسئلة السيدات للإجابة عنها، ولكن خلال رمضان تكون أسئلة السيدات منصبة على فقه المرأة فى رمضان نتحدث عن كفارة الإفطار فى السفر وحالة المرض المؤقت، ومرض لا يرجى شفاؤه وكذلك صلاة التراويح، وماذا تفعل إن أقيمت التراويح ولم تكن قد صلت العشاء؟، وأسئلة عن الاغتسال وكيف تتحدد بداية ونهاية الدورة الشهرية بدقة؟ وماذا لو أخرت غسل الجنابة إلى ما بعد الفجر؟، وهل الحقن واللبوس الشرجى والمهبلى وقطرة العين وبخاخ الأنف من المفطرات، إضافة إلى بعض الأسئلة عن قضاء الصيام عن المتوفى، وأسئلة عن استخدام معجون الأسنان والماكياج والصيام مع الحمل والرضاعة وأيضاً زكاة الفطر. وأوضحت أن دروس الوعظ والتفسير تنصرف موضوعاتها إلى فضل تلاوة القرآن والأعمال الصالحة خلال رمضان، أما عن دروس التجويد والتحفيظ، فأوضحت أنها تتحول إلى مقرأة قرآن نجتهد فيها لختم القرآن أكثر من مرة ختمة جماعية، فالصحبة الصالحة خير معين على التكاليف والاجتهاد فيها. «فاطمة»: أركز على تعليمهن جوهر الأخلاق من جانبها، قالت فاطمة موسى، الواعظة بمحافظة المنصورة، إنها تركز على الجوهر فى المعاملات والأخلاقيات التى تعتبر من أهم ركائز وأسس المجتمع، كالصدق والأمانة والوسطية، والاعتدال، خصوصاً أنه فى الفترة الأخيرة، التشدد والغلو وعدم الوسطية جعل الناس تبتعد عن الدين، لأننا فى وقت معين عانينا من الانقسام بين شقين، أحدهما متشدد والآخر بعيد تماماً عن الدين، لذلك نحن بحاجة إلى الوسطية والاعتدال، خصوصاً أن الإسلام الحق هو دين الوسطية. وأوضحت أنها فى العشر الأواخر من الشهر الكريم ستوضح فضائلها وشروط الاعتكاف وواجباته وكذلك فضائل صوم 6 أيام من شهر شوال. «ميرفت»: حريصة على تعليم المعاملات الطيبة من جانبها، قالت المهندسة ميرفت عزت، الواعظة بوزارة الأوقاف، إنها وضعت خطة عمل للدروس التى تقدمها فى المسجد خلال شهر رمضان كدورة تدريبية للمعاملات والأخلاقيات، وكيفية الإقلاع عن العادات السيئة التى يعانين منها، ومساعدتهن فى التخلص منها خلال شهر رمضان، موضحة أن خطتها تشمل شقين، أحدهما العبادات التى تمارس خلال شهر رمضان، والشق الآخر الأخلاقى الذى يرتبط بالصيام. وأضافت «ميرفت» أنها تركز على المعاملات الحسنة خلال الشهر الكريم، ووضع روشتة جيدة لبعض المشكلات التى تعانى منها السيدات فى شهر رمضان ككثرة النوم نهاراً، أو عدم مراقبة الله، أو غيرها من المشكلات التى تختلف من سيدة لأخرى، إضافة إلى الرد على الاستفسارات التى تشغل بالهن فى رمضان من أحكام وغيرها، إضافة إلى مناقشة العديد من الموضوعات التى تدور فى أذهانهن مثل قطع الأرحام والمعاملات بين الأخوة وطاعة زوجها والحفاظ على بيتها وأسرتها هادئة دون خلاف.
