افتتح الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، الدورة العلمية المتخصصة لأئمة دولة الجزائر، بالقاعة الرئيسية الكبرى بمركز التدريب الرئيسي بمسجد النور بالعباسية اليوم، بالترحيب بوفد الأئمة الموجودة في مصر. وقال وزير الأوقاف: «لم يقل أحد من أهل العلم أن الدين هو التشدد، والفقه هو التيسير، والعالم المتمكن يلجأ للتيسير، والجاهل المتشدد يعسر على الناس، وأخطر شيء لمن يتصدرون للفتوى من الجهال». مشكلة فهم النصوص الشرعية وأضاف وزير الأوقاف، إن المشكلة الحالية في عصرنا الحالي تكمن في فهمنا للنصوص الشرعية، مؤكدا أن هناك فرقا بين النص الثابت والشروح حول النص نفسه، موضحا أن الفقهاء اجتهدوا لعصرهم وأحوالهم، مستشهدا بما قاله ابن القيم «إن من أفتى الناس بمجرد المنقول في الكتب دون اعتبار أحوالهم وظروفهم وزمانهم فقد ضل وأضل». صيام رمضان من الثوابت وأضاف وزير الأوقاف أن صيام رمضان من الثوابت، التي لا يمكن الخلاف عليها، كما أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال خذوا عني مناسككم، متابعا: «الرسول صلى الله عليه وسلم في إدارة شئون الدولة كان يتصرف بصفتيه نبي وإمام أو رئيس دولة ولم يعد الآن هناك من يحمل نفس الصفتين، لكن الرسول صلي الله عليه وسلم ترك لنا ضرورة النظر إلى مصالح الناس في صدور الأحكام». وأشار وزير الأوقاف إلي من يأخذون النص دون جوهرة أو يتعاملون بالمظهر لا المضمون الحقيقي: «فمثلا أحاديث السواك هل العبرة فيها باستخدام عود السواك فقط أم نظافة للفم سواء بالسواك أو غيره من الأدوات المتطورة، إلا أننا نجد بعض الشباب يضعون عود السواك دون تنظيفه، فالسواك من السنة ومن يستخدم الغسول أصاب السنة أيضا». حديث التنظيف بطرف الثوب لمكانك وتابع: «كذلك حديث التنظيف بطرف الثوب لمكانك، الرسول هنا ذكر طرف الثوب لحماية اليد، ومنع الحاق أي ضرر بها، فهل هذا يمنع أن استخدام آله كهربائية أو غيره، الإجابة لا». واستكمل: «نجد البعض يهتم بالمظهر دون الجوهر والشكل في اللبس، فكل لباس يستر العورة من السنة، ولبس الرسول كان من عادات أهل البلدة، ونجد من يقرأ الأذكار كلها ويخطط للشر هل هذا يتبع سنة الرسول؟ الأولى أم ينام سليم الصدر وإن اتبع السنة فهو أصاب، فالمشكلة فيمن يقفون عند الشكل دون المضمون، وإنزال الثابت دون المتغير هدم للثوابت وهدم للدين، وإنزال المتغير منزلة الثابت عين الجمود».
