تراجعت العقود الآجلة للنحاس إلى ما بعد 3.50 دولار للرطل «450 جرام تقريبا»، في النصف الثاني من سبتمبر، متأثرة بالتشدد النقدي القوي في جميع أنحاء العالم الذي أذكى المخاوف من الركود العالمي وقلل الطلب على المعادن. وقاد بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي موجة من رفع سعر الفائدة الثالث على التوالي 75 نقطة أساس لخفض التضخم، إلى جانب زيادات أخرى من قبل بنك إنجلترا والبنك الوطني السويسري وغيرهما من البنوك المركزية. حالة عدم اليقين في الصين وأدت حالة عدم اليقين الاقتصادية في الصين، أكبر مستهلك للمعادن، إلى التأثير السلبي على المعنويات بعد أن خفض بنكا «نومورا، وجولدمان ساكس»، توقعاتهما للنمو في البلاد، مشيرين إلى التوقعات بأن استراتيجيتها الصارمة لعدم انتشار فيروس كورونا ستمتد إلى العام المقبل. نقص هائل في إمدادات النحاس في غضون ذلك، بدأ المحللون دق ناقوس الخطر بشأن النقص الهائل في إمدادات النحاس في غضون سنوات قليلة بسبب الارتفاع المتوقع في الطلب من التحول نحو الطاقة النظيفة. وتتوقع منصة «تريدينج إيكونوميكس»، أن يتم تداول النحاس عند 3.48 دولار بنهاية هذا الربع، وأن يتم التداول عند 3.26 في غضون 12 شهرًا. تاريخياً، وصلت أسعار النحاس إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 5.02 دولار في مارس الماضي، مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية التي أشعلت أسعار كافة السلع والمعادن نتيجة مخاوف نقص الإمدادات وارتفاع تكاليف الشحن والتأمين، الأمر الذي عزز من موجة التضخم العالمية. ويتم تداول عقود النحاس الآجلة على نطاق واسع في بورصة لندن للمعادن، وفي بورصة «كومكس»، وبورصة السلع المتعددة في الهند، ويعادل العقد القياسي نحو 25000 رطل. ويعد النحاس ثالث أكثر المعادن استخدامًا في العالم، وتمثل شيلي أكثر من ثلث إنتاج النحاس في العالم تليها الصين وبيرو والولايات المتحدة وأستراليا وإندونيسيا وزامبيا وكندا وبولندا.
