«العدالة أخذت مجراها»، بهذه الكلمات أعلن الرئيس الأمريكى، جو بايدن، مساء الاثنين، مقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى، أحد أخطر الإرهابيين الدوليين، الذى تولى قيادة التنظيم الإرهابى، إثر مقتل مؤسِّسه أسامة بن لادن على أيدى قوات أمريكية فى مايو 2011. المشهد الأخير فى رحلة «الظواهرى» جراح العيون الذى تحوَّل لزعيم أشهر تنظيم إرهابى عالمى، جاء فى مدينة كابول عاصمة أفغانستان، مساء السبت الماضى، فى غارة أمريكية تعد الأقوى منذ مقتل «بن لادن». وقبل تولِّى «الظواهرى» زعامة تنظيم القاعدة كان ينظر له على أنه الساعد الأيمن ل«بن لادن» والمنظِّر الرئيسى لتنظيم القاعد، ويعتقد بعض الخبراء أنه من العناصر الأساسية وراء هجمات 11 سبتمبر 2001. وُلد «الظواهرى» فى القاهرة، 19 يونيو عام 1951، من عائلة من الطبقة المتوسطة، وفيها العديد من الأطباء وعلماء الدين، وترعرع فى حى المعادى، لكنه على عكس جده محمد الأحمد الظواهرى، شيخ الأزهر المجدد، ووالده «محمد» أستاذ الصيدلة الذى توفى فى العام 1995، فقد اتخذ «الظواهرى» الحفيد طريقاً مختلفاً، حيث تأثر فى صباه بشكل كبير بكتابات سيد قطب مُنظِّر الإخوان الأشهر. وانخرط «الظواهرى» فى نشاطات حركات الإسلام السياسى فى سن مبكرة، وهو لا يزال فى المدرسة، واعتقل فى سن الخامسة عشرة، لانضمامه لجماعة الإخوان الإرهابية، ثم شارك فى تأسيس تنظيم الجهاد الإرهابى فى 1973، لكن نشاطه الإرهابى لم يمنعه من دراسة الطب فى جامعة القاهرة، التى تخرج فيها عام 1974، وفى عام 1978 حصل على درجة الماجستير فى الجراحة. وفى الفترة من 1980 إلى 1981 سافر كعامل إغاثة مع الهلال الأحمر إلى بيشاور فى باكستان، لتبدأ علاقته بتنظيم القاعدة الذى تدرج فيه حتى أصبح الرجل الأول بعد مقتل «بن لادن»، وفى أواخر عام 1981، اعتقل ضمن المتهمين باغتيال الرئيس المصرى آنذاك محمد أنور السادات. خرج «الظواهرى» من السجن، وزاد نفوذه فى تنظيم القاعدة، وأصبح الرجل الثانى بعد «بن لادن»، ثم الرجل الأول بعد مقتله، ووعد «الظواهرى» بمواصلة الهجمات على الغرب الذى كان يصفه ب«الكافر»، حتى أسدل الستار على رحلته مع الضربة الأمريكية التى استهدفته فى 30 يوليو لتُنهى مسيرة «أمير الدم».