يسير المواطنون، يخرجون من منازلهم الكائنة بمناطق ترعة الجبل، سكة الوايلى، الشيخ غراب، قاصدين أماكن عملهم، إلا أن أغلبهم يتعثرون فى خطاهم، بسبب أكوام القمامة المترامية على جانبى الطريق المؤدى إلى محطة مترو حدائق القبة، تلك الأكوام التى يقبع خلفها مبنى أصفر اللون، يحمل لافتة عريضة، مكتوب عليها «حى حدائق القبة»، التى اتخذت من أحد البلوكات بمساكن القبة الجديدة مأوى لها ولموظفيها. تلك المنطقة التى حوت بين جنباتها أثرياء المدينة قبيل ثورة 23 يوليو 1952، حيث كانت ملاذا لطبقة الباشوات والأجانب ورجال الحكم، وعرف عنها كثافة الأشجار والحدائق المحيطة بالقصور الكبيرة - تحولت إلى مقلب قمامة كبير، الشاهد الوحيد عليها هو «الحى» وكأن القمامة «على عينك يا تاجر». «مفيش زبالة عندى.. العربيات بتشيلها على طول»، هذا ما صرح به جمال محمد محيى -رئيس حى حدائق القبة- تعليقاً على أكوام القمامة التى تراصت أمام «الحى»، ويُضيف: «إحنا بشكل مستمر بنعمل عمليات تجريف للشوارع، خاصة شارع الشيخ غراب، والتجريف معناه إن إحنا بنشيل التراب، فإزاى يكون فيه زبالة؟». وأرجع «محيى» وجود أكوام القمامة ببعض المناطق إلى عدد العربات القليلة التى تساعد فى إزالة المخلفات: «المفروض إن إحنا متفقين مع شركة (أما عرب) وهى شركة مصرية إيطالية مهمتها جمع القمامة من الصناديق بالحى الذى يبلغ مساحته 4٫5 كيلومتر»، ويؤكد رئيس حى حدائق القبة أن عدد العربات التى من المفروض أن تقوم بمهمتها فى جمع القمامة 26، إلا أن العدد الفعلى الذى يقوم بتنظيف الحى لا يتعدى ال5 سيارات، ويقول: «إحنا بنحاول نخلى الحى نظيف بنسبة 90%، لكن المشكلة دايماً فى المستجدات من القمامة، العربية تيجى تشيل أكوام الزبالة وبعد ساعتين تلاقى الزبالة رجعت تانى».