يعلن الكثير من الفنانين مواقفهم السياسية بكل تلقائية ووضوح، مثل أي مواطن بين الشعب المصري، دون النظر لتبعات تلك المواقف، على عكس غيرهم ممن ظلوا صامتين، رغم التغيرات السياسية التي شهدتها مصر في السنوات الثلاث الأخيرة، بداية من ثورة 25 يناير حتى وقتنا هذا. هناك فنانون لم يرضخوا للغضب الشعبي تجاههم بعد إعلانهم انتماءاتهم السياسية، وظلوا ثابتين على مواقفهم، وعلى عكس ذلك هناك كثير من الفنانين أعلنوا مواقفهم السياسية، وبعد فترة تغيَّرت تلك المواقف تلبية لرغبة الجماهير. وتعددت الاتهامات من الشعب المصري للفنانين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بداية من القائمة السوداء للفنانين التي وضعها "ثوار يناير"، والتي ضمَّت كلًا من "عادل أمام ويسرا وإلهام شاهين وغادة عبدالرازق وحسن يوسف وطلعت زكريا وتامر حسني وسماح أنور وتامر عبدالمنعم وأحمد بدير وهاني رمزي وأحمد عز وهالة فاخر والملحن عمرو مصطفى" وذلك بسبب دعمهم للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك. "اعتذارات بعد الكوارث مرفوضة".. هكذا أعلن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي رفضهم اعتذارات بعض الفنانين بعد إهانة الثوار، ووصف ما يحدث في ميدان التحرير بأنه مؤامرة، ومن أبرز من اعتذر بعد تصريحات معادية للثورة، الفنانة سماح أنور، لدعوتها بحرق ميدان التحرير بمن فيه أثناء ثورة يناير، إضافة إلى اعتذار الفنان تامر حسني عن تصريحاته الخاصة بالرئيس الأسبق مبارك بأنه أب لكل مصري ولا ينبغي أن يثور ضده الشباب. حتى وصل الأمر لتهديدات بالقتل لكثير من الفنانين الذين انضمَّت أسماؤهم إلى ما يسمى "القائمة السوداء"، إضافة إلى السب والإهانة والسخرية التي تعرَّض لها بعضهم على صفحاتهم الرسمية من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بعد إعلانهم مواقفهم السياسية. لم يقتصر الأمر على الجمهور فقط، بل وصل الأمر لعزوف بعض المنتجين عن إنتاج أفلام لبعضهم، ولعل أبرز مشكلة إنتاجية في السنوات الثلاث الأخيرة، كانت بين المنتج محمد العدل ورفضه إنتاج أي عمل سينمائي للفنان طلعت زكريا، بعد ادعاء الأخير بأن ميدان التحرير أثناء ثورة يناير "مليء بالمخدرات والعلاقات الجنسية". ومن القائمة السوداء الخاصة بثورة يناير إلى متعاطفي الإخوان في ثورة 30 يونيو، حيث لن يتعلم الكثير من الفنانين ما حدث من فرقة وحاجز بين الفنانين والجماهير بعد إعلانهم لمواقفهم السياسية، حيث أعلن بعض الفنانين دعمهم جماعة الإخوان، حتى بعد الرفض الشعبي لهذه الجماعة، ومن أبرز من رفض ثورة 30 يونيو وأعلن عن تعاطفة مع الإخوان "عمرو واكد ومحمد عطية وخالد أبوالنجا ومحمود حميدة والمطرب حمزة نمرة". ومن أبرز المشكلات التي واجهت هؤلاء النجوم في الفترة السابقة منع عرض مسلسل "أهل الإسكندرية" للفنان عمرو واكد والكاتب بلال فضل، بسبب مواقفهم السياسية، واستنكر واكد في تلك الفترة قرار منع إذاعة المسلسل على القنوات الفضائية قائلًا: "يعني هيمنعوا عرض أعمالي وأعمال بلال فضل الفنية بسبب مواقفنا السياسية". ويبقى الفنانون الذين لم يعلنوا عن مواقفهم السياسية، بعيدًا كل البعد عن المشكلات التي تحدثها الانتماءات السياسية للفنانين، ويظل تقبل الجمهور لأعمالهم كما هو قبل وبعد ثورتيّ 25 يناير و30 يونيو.