أكدت وزارة التضامن الاجتماعي، أن موضوع التحرش والابتزاز الإلكتروني قد فرض نفسه مؤخرا بما يحدث تكراراً من حوادث وجرائم مؤلمة تعكس خللا في المنظومة القيمية والسلوكية والنفسية لكثير من الشباب، لافتة إلى أننا نجد ظواهر مثل التنمر، والتحرش، والعنف، والانتحار وغيرها من الظواهر التي تؤثر سلباً على تماسك المجتمع، وتتعاظم ممارسة تلك الظواهر مع الفتيات والنساء في كثير من الأحيان، وغالباً ما لا تصرح المرأة بتعرضها للابتزاز أو التنمر بسبب الثقافة الزائفة، أو الخوف من الفضيحة، أو تعرض أسرتها للتفكك، أو خشية من عدم وجود من يساندها ويدعمها في الحديث عن معاناتها. جاء ذلك خلال المؤتمر الحواري «مكافحة التحرش والابتزاز الإلكتروني» الذي نظمته مؤسسة آل قرة للتنمية المستدامة بالتنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعى، تحت عنوان «متخافيش... اتكلمي»، للتوعية بقضايا التحرش والابتزاز الإلكتروني، بحضور الدكتورة منال ماهر المدير التنفيذي لمؤسسة آل قرة، و نهاد أبو القمصان عضو المجلس القومي لحقوق الانسان ورئيس مؤسسة قضايا المرأة، و أمل عبد المنعم مدير مكتب الشكاوى بالمجلس القومي للمرأة، وهاني إبراهيم عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان. ولفتت التضامن إلى أن هناك من يُسقط الذنب على الفتاة مبرراً بتبرج الفتاة، أو بلزوم السترة، أو أولوية سمعة الأسرة، وتبقى الأنثى غالباً هي المذنب أو الجاني. وأطلقت التضامن الاجتماعي دعوة لكسر حواجز الصمت، ودعت المرأة لتقهر خوفها وصمتها وترفض كل أشكال الابتزاز، كما دعت المجتمع أن يهجر جميع الظلم الذي قد يوقعه على المرأة، أو السلبية تجاه هدر حقوقها. جريمة التحرش والابتزاز آفة مجتمعية وأوضحت أن جريمة التحرش والابتزاز آفة مجتمعية زادت قسوتها وانتشارها مع انتشار غزو الإنترنت في كافة أنحاء العالم، مشيرة إلى أن إحدى الدراسات الميدانية التي أجريت العام الماضي أكدت أن الفتيات اللاتي تعرضن للتحرش الإلكتروني أعلى من اللاتي تعرضن للتحرش بالشارع بنسبة 50%، كما أفادت تلك الاستطلاعات أن التحرش الإلكتروني قد طال الفتيات في سن 8 سنوات في المتوسط، وأن 18% ممن تعرضن للتحرش الإلكتروني لديهن مشكلات فى المدرسة، و24% من الفتيات اللاتي تعرضن للمضايقات الإلكترونية لديهن شعور بعدم الأمان وبالتوتر. تعزيز الاستخدام الآمن للمنصات الرقمية ومكافحة المعلومات المضللة وأكدت وزارة التضامن الاجتماعي أن هناك حاجة ماسة إلى محو الأمية الرقمية في تعزيز الاستخدام الآمن للمنصات الرقمية ومكافحة المعلومات المضللة، والخطاب الذي يحفز على الكراهية والعداوة، ولذلك ستتبنى الوزارة بالتنسيق مع المجالس القومية ذات الصلة ومنظمات المجتمع المدني والجامعات الشريكة أنشطة التوعية والتدريب على سبل تأمين حساباتهم الرقمية، وحفظ خصوصياتهم، وحمايتها من الاختراقات الإلكترونية، وأيضًا كيفية التعامل مع المضايقات الإلكترونية، هذا بالإضافة إلى أهمية تكوين مناخ ثقافي واجتماعي داعم لمناهضة العنف ضد الفتاة والمرأة، والتفاعل مع هاشتاج «اتكلمي.. ماتخافيش». تشديد العقوبات على التحرش الجنسي وتوجهت وزارة التضامن الاجتماعي بالشكر والتقديرلرئيس الجمهورية والسلطة التشريعية على إقرار القانون رقم 141 لسنة 2021 بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم 58 لسنة 1937، والخاصة بتشديد العقوبات على التحرش الجنسي، بالحبس الذي قد يصل إلى 5 سنوات وبغرامة تصل إلى 300 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، إذا تكرر الفعل من الجاني من خلال الملاحقة والتتبع للمجني عليه، وفي حالة العودة لنفس الفعل، يتم مضاعفة عقوبتا الحبس والغرامة في حديهما الأدنى والأقصى. ووجهت رسالة إلى المتنمرين والمتحرشين، قائلة: «أنتم أضعف من أن تدخلوا مواجهة صريحة، وإنما تختبأون خلف أسماء مستعارة، أو أدوات تحصلون عليها بالصدفة أو بالسرقة لتشبعوا غروركم بإذلال الآخرين.. اخجلوا من أنفسكم لأن الله يراكم ولأنه أصبح من الممكن رصد مصدر هذه الانتهاكات وقطعاً ستخضعون للمحاسبة».