الإطار العام: «بابا جاب موز»، بطولة: طلعت زكريا، ورانيا فريد شوقى، وإدوارد، وإيمان سيد، ومروة عبدالمنعم، وطارق الإبيارى، ومحمد مهران، وهشام عطوة، ومن تأليف وإنتاج: أحمد الإبيارى، وإخراج: أشرف زكى. إيه حكاية الموز ومين اللى جابه؟ تدور الأحداث عن أربعة أشقاء يموت والدهم تاجر الموز وتدب بينهم الخلافات وهى بطولة جماعية والافتتاح اليوم الخميس. وعموماً تشهد خشبة المسرح المصرى حالياً انتعاشة غير مسبوقة، لم تحدث منذ فترة طويلة، سواء على صعيد القطاع العام ممثلاً فى مسرح الدولة، أو مسرح القطاع الخاص، ففى الوقت الذى تم تدشين بعض العروض الجديدة، تجرى الاستعدادات والبروفات على قدم وساق لإعادة افتتاح المسرح القومى بالعتبة.. وسط توقعات بطفرة فى الأعمال المسرحية فى مصر على المستويين مسارح الدولة ومسارح القطاع الخاص، بعروض جديدة يشارك فى بطولتها عدد من كبار الفنانين والفنانات والمؤلفين والمخرجين من مختلف الأجيال. فى مقدمة النجوم الذين عادوا للمسرح، ليلى علوى وفاروق الفيشاوى اللذان تعاونا من قبل فى مسرحية «البرنسيسة»، حيث يقومان ببطولة مسرحية «السلطان الحائر».. لتكون باكورة أعمال المسرح القومى بعد تجديده، والمسرحية مأخوذة عن قصة الأديب توفيق الحكيم ويخرجها محمد عمر، وتتناول أهمية الاحتكام إلى القضاء الشريف والقانون، وتدور أحداثها حول السلطان الحاكم الذى تقع غانية فى حبه. ويستعد محمد صبحى لتقديم مسرحية «خيبتنا».. التى كان أجلها أكثر من مرة إما لأسباب إنتاجية، أو لانشغاله بالدراما التليفزيونية، إلى جانب اضطراب الأوضاع منذ ثورة 25 يناير، وتتناول المسرحية الأحداث السياسية والاجتماعية التى مرت بها مصر خلال الآونة الأخيرة. ويعود يوسف شعبان للوقوف على خشبة المسرح بعد غياب 26 عاماً.. منذ مشاركته فى بطولة مسرحية «والسيدة حرمه» أمام إسعاد يونس وشريفة ماهر وحسن حسين. يعود يوسف شعبان من خلال مسرحية «باب الفتوح».. التى يشارك فى بطولتها أمام محمد رياض وسامى مغاورى وخالد النجدى، وتأليف: محمود دياب، وإخراج: فهمى الخولى. أما أحمد بدير، فيعود إلى المسرح بعد غياب، حيث يلعب بطولة مسرحية «غيبوبة» أمام سليمان عيد ومحمد الصاوى وأحمد الدمرداش ووفاء الحكيم وناصر شاهين وتأليف: محمود الطوخى وإخراج: شادى سرور. وعاد النجم طلعت زكريا من خلال مسرحية «بابا جاب موز» أمام رانيا فريد شوقى وإدوارد ومظهر أبوالنجا، وتأليف: أحمد الإبيارى، وإخراج: أشرف زكى، وتناقش تأثير الطمع والأنانية على العلاقات الاجتماعية. أعمال فى الطريق: وفى موازاة ما سبق، تصاعدت وتيرة العمل على مسرح الهناجر، من أول مسرحية «زيارة سعيدة جداً» التى أعادت مراد منير إلى الإخراج بعد غياب، وشارك فى بطولتها: انتصار ومحمد محمود وفتحى سعد وغناء: عزة بلبع، وتناقش المسرحية الإرهاب العالمى والتبعية الأمريكية بشكل كوميدى ساخر، انتهاءً بمسرحية «دنيا حبيبتى» لكمال أبورية ونسمة محجوب ورضا إدريس وإنتاج وإخراج جلال الشرقاوى. ونسبت تقارير صحفية لرئيس البيت الفنى للمسرح الفنان فتوح أحمد أنه يأخذ على عاتقه خلال الموسم الجديد، وبعد افتتاح المسرح القومى المنتظر 20 من ديسمبر الحالى عودة الأعمال الجيدة إلى خشبة أبوالفنون.. على أن يشارك فى بطولتها نجوم من مختلف الأجيال، وتتناول قضايا اجتماعية وسياسية مهمة. وأكد فتوح أحمد أنه يسعى للاتفاق مع محمد هنيدى للقيام ببطولة مسرحية «الطوفان» من إخراج: أحمد عبدالعزيز، وطلب من سامح حسين اختيار أحد النصوص لتقديمه على خشبة المسرح الحديث. طوق نجاة لأبوالفنون: يقول النقاد إن المسرح القومى يشهد بوادر نهضة وحراك الفترة الحالية.. اعتبروها طوق نجاة لإنقاذ أبى الفنون من غيبوبة طويلة أصابته منذ 6 سنوات وتحديداً بعد تعرضه للحريق المشئوم عام 2008 وتوقف نبضه الإبداعى ومعه تعثرت الحياة المسرحية فى مصر. وتراجع الإقبال على المسرح المصرى لفترة طويلة، بفعل التطورات فى مصر عقب «ثورة 25 يناير». انقرض جمهوره وضاع وسط الأفلام والأعمال الدرامية إلى جانب الأزمات والتظاهرات والتصادمات. تعثر الحياة المسرحية على مسارح الدولة، ثم المسرح الخاص أدى بالفنانين إلى طلب حق اللجوء إلى السينما كمتنفس وحيد، ولكنهم جميعاً أصيبوا بالصدمة والهلع لما يحدث فى الشارع السينمائى والدرامى بين عبادة الأجساد تارة والرهان على الابتذال تارة أخرى. بشائر افتتاح القومى: الفترة القصيرة الماضية شهدت بوادر اهتمام حكومى.. تواكب مع الاستعدادات لإعادة افتتاح المسرح القومى ما يعكس وعى الدولة ورغبتها الحقيقية فى رد اعتبار الفن المصرى باعتباره رافداً ثقافياً وحضارياً فى منتهى الأهمية والخطورة للأجيال الجديدة. وكما يقول النقاد فإن عودة المسرح القومى وعودة طبوله الأثيرة للعزف هى بالتأكيد جرس إنذار أخير للمتطرفين الذين أفسدوا الحياة فى مصر بفتاوى وأحكام عبثية. ويدلل النقاد مستبشرين باعتبار الرواج المسرحى الحالى بارقة أمل لاستعادة عصر الإبداع الجميل على خشبة «أبى الفنون».. الذى يقولون إنه فى انتظار طفرة فنية جديدة، مع «افتتاح المسرح القومى» به. فى المقابل، يقول آخرون إن المسرح المصرى أمامه الكثير كى يزدهر ويعود إلى سابق عهده، بعدما أصبح منفصلاً عن الواقع، ولا يملك صناعه أدوات، ويحمّل أصحاب هذا الرأى الدولة مسئولية ما آلت إليه أحوال المسرح فى مصر، مطالبين الحكومة بعدم التعامل مع الفن من منطلق الوظيفة الحكومية البيروقراطية خصوصاً المسرح، وبضرورة إلغاء الرقابة، إضافة إلى مطالبتهم بإعادة بناء المسارح التى هدمت واحترقت. الحلول فى رأى أصحاب هذا الرأى من النقاد فى ضرورة بث روح جديدة فى المسرح بعدما وصل إلى مراحل صعبة، لم تعد تشفع فيها المسكنات لا سيما مع النقص الكبير فى المسارح. فلا يكفى العدد الهزيل للمسارح، سواء التى تملكها الدولة أو القطاع الخاص للنهضة المسرحية. يقولون إنه بسهولة يعود المسرح المصرى إلى الازدهار، شرط تقديم أعمال جادة تناقش قضايا مجتمعية تهم المشاهد والمتابع، وتعالجها بطريقة سلسة. فحسب ما يقال، فقد أدار القيّمون على المسرح ظهورهم فى وجه الجمهور وقدموا أعمالاً لا تهمه، فابتعد عن هذا الفن. ومن غير المقبول أن نجد حكايات منتهية الصلاحية لا جديد فيها. يقولون إن الجمهور سيعود إلى المسرح فى حال اختار القيّمون عليه موضوعات جاذبة للمواطنين وتناقش قضاياهم.