تحدثت بالأمس عن الثورة الليبية واليوم أكمل الثورة الثانية.. سوريا وأحداثها التى بدأت شرارتها فى مدينة درعا، حيث قامت قوات الأمن باعتقال خمسة عشر طفلاً إثر كتابتهم شعارات تنادى بالحرية وتطالب بإسقاط النظام على جدار المدارس بتاريخ 26 فبراير 2011. فى خضم ذلك كانت هناك دعوة للتظاهر على مواقع التواصل الاجتماعى فى صفحة لم يكن أحد يعرف من يقف يديرها استجاب لها مجموعة من الناشطين يوم الثلاثاء 15 مارس عام 2011، وهذه المظاهرة ضمت شخصيات من مناطق مختلفة مثل حمص ودرعا ودمشق. كانت هذه الاحتجاجات ضد الاستبداد والقمع والفساد وكبت الحريات، وعلى أثر اعتقال أطفال درعا والإهانة التى تعرض لها أهاليهم بحسب المعارضة السورية، بينما يرى مؤيدو نظام بشار أنها مؤامرة لتدمير المقاومة والممانعة العربية ونشر الفوضى فى سوريا لمصلحة إسرائيل بالدرجة الأولى، وقد قام بعض الناشطين من المعارضة بدعوات على مواقع التواصل الاجتماعى، وذلك فى تحد غير مسبوق لحكم بشار الأسد متأثرين بموجة الاحتجاجات العارمة (المعروفة باسم الربيع العربى)، التى اندلعت فى الوطن العربى أواخر عام 2010 وعام 2011، وخصوصاً الثورة التونسية وثورة 25 يناير، أما التكلفة البشرية للصراع الذى طال أمده يعتبر صادماً، حيث إنه وبحسب أرقام الأممالمتحدة فإن أكثر من 100 ألف شخص لقوا حتفهم وأكثر من 680 ألفاً أصيبوا بجروح، و6.5 مليون على الأقل نزحوا داخلياً، فيما لجأ نحو 2.5 مليون شخص إلى بلدان أخرى. دمرت الحرب منذ ثلاثة أعوام الاقتصاد والإسكان والبنى التحتية بالبلاد، ولا يزال هناك بعض المناطق التى تعتبر جيوباً للراحة يقطنها نخبة من المؤيدين للرئيس السورى بشار الأسد، مقابل مئات الآلاف من الأشخاص الذين يتضورون جوعاً بمناطق أخرى. ففى مطلع عام 2011 اندلعت الثورة اليمنى أو ما يطلق عليها ثورة التغيير السلمية واستمرت لمده عام وانتهت برحيل على عبدالله صالح، وتم تغييره بنائبه عبدربه منصور هادى ضمن اتفاق راعته الأسرة الدولية. ورغم أن اليمنيين نجحوا فى القطع مع الدكتاتورية السابقة، إلا أنهم ما زالوا بعيدين عن الوحدة والاستقرار. ووفقاً للعربى صديقى فإنّ أسباب ذلك عديدة.