رحل عن عالمنا في الساعات الأولى من صباح اليوم، الفريق عبد رب النبي حافظ، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، وهو رجل عسكري من طراز فريد قلما يجود به الزمن، نظراً لبطولاته المتعددة، بداية من اشتراكه في حرب اليمن، حتى أذاق رجال «آرائيل شارون»، الويل في حرب أكتوبر المجيدة، وقال الأخير عن بطولة رجاله: «أذاقونا أحد أسوأ الليالي» في الحرب، وذلك عبر «الكتيبة 16» التي قادها المشير الراحل محمد حسين طنطاوي في الحرب، وكانت تحت قيادته، مروراً بإشراف على انسحاب أخر جندي إسرائيلي عن أرض سيناء. الفريق عبد رب النبي حافظ أعد أحد 5 فرق مشاه لحرب أكتوبر وقادها للانتصار الفريق عبد رب النبي حافظ من مواليد 16 يونيو 1930، تخرج في الكلية الحربية أول فبراير 1949 ليعين ضابطا في الكتيبة الثانية بنادق مشاه، ثم عُين قائد كتيبة في حرب اليمن، ثم عاد ليخوض ملاحم البطولة والفداء في حرب الاستنزاف كقائد للواء 118 مشاه ميكانيكي بالجيش الثاني الميداني، ثم عُين رئيساً لأركان الفرقة 16 مشاه ميكانيكي، ثم أصبح قائداً لها في فترة الإعداد والتجهيز لحرب أكتوبر المجيدة. وخلال حرب أكتوبر المجيدة، كانت الفرقة 16 مشاه ميكانيكي، أحد 5 فرق عبرت القناة لتخوض قتال ضاري، وقامت تلك الفرقة بالعديد من المعارك، مثل عملية «المزرعة الصينية»، والتي هاجمها أرائيل شارون 4 مرات بالمدرعات، لكنها فشلت، ولم تتمكّن القوات الإسرائيلية من التقدم، وتكلم عنها شارون، فقال: «فقدت فرقتي حوالي 300 فرد قتلوا، وحوالي 1000 فرد أصيب، وكلنا من الجنود إلى قائد الفرقة أمضينا ليلة من أسوأ الليالي في حياتي»، وعقب الحرب حازت الفرقة 16 مشاه ميكانيكي على وسام الجمهورية العسكري للتشكيلات. ولم ينته عطاء الفريق عبد رب النبي حافظ بعد حرب أكتوبر المجيدة، وعُين أميناً عاماً لوزارة الدفاع، ثم رئيساً لأركان الجيش الثاني الميداني، فقائداً له، ثم رئيساً لهيئة عمليات القوات المسلحة. القائد الراحل أشرف على انسحاب أخر جندي إسرائيلي من سيناء ومُنح «عبد رب النبي حافظ» رتبة «الفريق»، ليتولى رئاسة أركان حرب القوات المسلحة في أبريل 1981، ويواصل عطائه عبر الإشراف على انسحاب أخر جندي إسرائيلي من أرض سيناء في 25 أبريل 1982، وهو ما يقول عنه قبل وفاته: «25 أبريل كان ذكرى لا يمكن أن تُنسى». ومن عبارات الفريق عبدرب النبي حافظ الخالدة، حين قال في فيديو من إنتاج إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة في وقت سابق: «بالقانون تستطيع أن تحصل على الواجب، وبالحب تستطيع أن تحصل على المستحيل، وهذا ما حدث في حرب أكتوبر المجيدة». وكرمت القوات المسلحة، الفريق الراحل عبر إطلاق اسمه على الدفعة 115 حربية، تقديراً لبطولاته وعرفاناً بعطائه وتكريماً لاسمه المضيء والخالد في العسكرية المصرية. وفي ندوة تثقيفية للقوات المسلحة بمناسبة حرب أكتوبر المجيدة خلال العام الماضي، حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي والقائد الأعلى للقوات المسلحة على الترحيب الخاص بالفريق عبد رب النبي حافظ، واصفاً إياه أمام الحضور بأنّه «أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة».