صندوق خشبي أبيض مساحته 50 سم × 50 سم، مسنود على حائط، محمول على قطعة حديد لإمساكه جيدًا، مغلَّف ب"لزق" أزرق ثقيل وناعم حتى لا يتلف عند سقوط مطر أو ما شابه.. مواصفات الصندوق الأزرق كما يطلق عليه مستخدموه، الحل العملي لمشكلات الجوع التي أُفردت لها المؤتمرات وتعددت تصريحات سبل مواجهتها في ظل تفاقمها. "مكافحة الجوع سهلة".. المبادرة التي دشَّنها 3 شباب في ديسمبر 2013، رد عملي على كل المؤتمرات دون تذكير الغير أو إحراجه بأنه غير قادر على توفير الطعام لأسرته، فأصبحت وسيطًا لا تُرى ولا ترى آخذي الطعام، لضمان وصوله إلى محتاجيه مع حفظ كرامتهم. انتشرت المبادرة في 11 محافظة، كما روت المهندسة منى سالم، مدير المبادرة في القاهرة والجيزة، آملة ألا يوجد "جائع واحد في مصر" كما شعار الحملة، التي بدأت في محافظة الإسكندرية من خلال وضع "الصندوق الأزرق" أمام منزل كل منهم بالاتفاق مع ساكني العقار أو وضعه أمام مطعم بعد موافقة المالك، حتى يضع فيه السكان والعاملون بالمطعم الطعام الزائد بشرط أن يكون نظيفًا وجافًا، وتركه، على أن ينشر الفكرة كل متطوع في محيطه حتى يعرف الفقراء ويأتون إليه ويأخذون ما يكفيهم. التواصل مع المبادرة يكون من خلال التواصل عبر صفحتهم "مكافحة الجوع سهلة" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، التي تم تدشينها عقب بدء المبادرة ب3 أشهر، ويكون المشارك عضوًا في فريق من الثلاثة إما "التطوع أو ممن يركبون الصناديق أو فريق متابعة الصناديق"، وتشترط الحملة على المتطوع أن يكون حاصلًا على موافقة السكان لأن الجميع سيساهم أو إذا كان صاحب محل فهو حر فيما يفعله، ويذهب فريق تركيب الصناديق لوضعه في حضور صاحب الصندوق، الذي سيصبح مسؤولًا عنه أمام لجنة المتابعة التي ستشرف على التنفيذ بعد ذلك. الحملة لا تملك مقرًا، كما أوضحت "سالم" في حديثها ل"الوطن"، يتواصل الجميع عبر "جروبات" والصفحة الرسمية، لانتشارهم في 11 محافظة بواقع حوال 320 صندوقًا في جميعها، وعلى رأسهم محافظاتالإسكندرية والمنصورة والقاهرة الكبرى، تُشحن الصناديق من الإسكندرية على حساب أعضاء المبادرة، الذين تتفاوت أعمارهم ما بين 19 وحتى الأربعينيات، حتى يساعدهم أشخاص في سن المعاش، الذين اتفقوا مع أحد "النجارين" هناك يصنع لهم الصندوق بسعر الجملة فيقف الواحد بحوالي 135 جنيهًا. "ضع الطعام نظيفًا وجافًا كما تحب أن تأكله".. الرسالة التي تلصقها المبادرة على الصندوق من ضمن عدة عبارات، وأشارت مدير المبادرة، في القاهرة والجيزة إلى أن محافظة سوهاج وفي دولة السعودية توجد ثلاجات يضع بها المتبرعون الطعام، وأنهم يأملون صنع ذلك ولكن يدرسون الأمر جيدًا، لأنها تتطلَّب وجود مسؤول عنها طوال الوقت وصيانة مستمرة، والعديد من الأمور التي يصعب التحكم فيها خلال الفترة الحالية.