حالة ترقب انتظره بها الجميع بعد غياب دام لمدة عامين، توقع فيها الجميع الرجوع بقوة، إلا أن الأمر خيب آمال الكثيرين، حيث لم تلق حفل افتتح مهرجان القاهرة السينمائي في دورته ال36، التي أقيمت أمس في مسرح المحكى بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، إعجاب معظم الحاضرين والمشاهدين، حيث تلخصت معظم الشكاوي في "سوء التنظيم". منذ بداية الحفل وحتى نهايته، كان الهواء عائقا كبيرا نظرا لإقامته في مكان مفتوح، وتسببت برودة الجو في التأثير على أداء الفنان آسر ياسين، مقدم حفل الافتتاح، وجعلته يعتذر عدة مرات أثناء تقدميه للضيوف ولجان التحكيم وبرنامج المهرجان، كما تعرضت الفنانة يسرا رئيس لجنة التحكيم، لتطاير أوراق الكلمة التي كانت ستلقيها في الحفل، وضحكت قائلة "ورقي طار"، وقام ياسين بإعادة جمعه ثانية لها. لم يتسبب الهواء في إزعاج الضيوف والحاضرين فقط، فضلا عن البرد الشديد الذي تسبب فيه للفنانات، بخاصة مع ارتدائهن ملابس "سواريه"، بل تسبب في مشكلات تقنية أساءت لإذاعة الحفل ذاته، حيث أثر صوت الهواء بالسلب على الحفل وشوشت على كلمات المتحدثين، الأمر الذي دفع قناة "نايل سينما" للاعتذار للمشاهدين عن سوء التغطية من حيث ضعف مستوى الصوت والإضاءة الصادر عن تقنيات الإخراج المسرحي، والتي لا تعد مسؤولية القناة. وأكد آسر ياسين في تغريدة له على موقع "تويتر" بعد انتهاء الحفل، وجود مشاكل تقنية وتنظيمية لحفل الافتتاح، مشيرا إلى أنها خارجة عن إرادته، إلا أنه عبر عن سعادته لتقديم مهرجان يمثل بلده ويكون واجهته أمام العالم، في حين انتقدت الإعلامية لميس جابر تقديم "آسر" للحفل، معبرة عن احترامها له إلا ان الأداء كان في مجمله كان "باردا". وعبرت الحديدي عن استيائها من تنظيم الحفل بصفة عامة، قائلة "ندي العيش لخبازة"، حيث كانت تفضل أن تتولى شركات متخصصة تنظيم حفل الافتتاح، كما أشار المنتج محمد العدل إلى عدم وجود تنسيق بين وتوافق بين مقدم الحفل والضيوف والموسيقى، وشيرين إلى الإيقاع البطيء على المسرح أثناء تقديم الاحتفالية. الأمر الذي زاد الطين بلة كان تعرض الإعلامية بوسي شلبي لسرقة حقيبتها، حيث كان الأمر بمثابة "فضيحة" في مهرجان ذي قيمة كمهرجان القاهرة السينمائي، إضافة إلى شيوع تعرض بعض الفنانات لحالات تحرش أثناء تسجيل حوارات تليفزيونية معهن، فعبرت درة عن استيائها من الفوضى التي سيطرت على الحفل قائلة "حاسة إني في ميكروباص، مش مهرجان سينما"، في حين نفت الفنانة الاستعراضية دينا تعرضها للتحرش، لكنها أشارت إلى سوء تنظيم الحفل الذي حول ال"ريد كاربت" إلى ما يشبه حي الموسكي. ولم يقتصر المستوى السيئ للحفل على تنظيمه والمشاكل التقنية، بل امتد إلى الحاضرين أيضا، الذي وصفهم أحد الضيوف المغاربة بعدم التفاعل مع افتتاح المهرجان مشيرا إلى فتورهم في التصفيق والحماس، وبين سوء تنظيم الحفل والمستوى الذي ظهرت به، وكثرة الاعتذارات من القنوات التي أذاعت الحفل وتبرئها من المشكلات التي تسببت في هذا الأداء، ومقدم الحفل والمتحدثين، خيب المهرجان ظن منتظريه بعد غياب عامين بالسقطات المتعددة التي وقع بها أمس، آملين أن تعوض الأفلام المشاركة ولجان التحكيم الصورة السيئة التي بدأ بها المهرجان دورته ال36.