هناك فيلم أمريكى أنتج فى التسعينات اسمه سرعة. واسمه التجارى بأقصى سرعة. عن مختل يضع قنبلة فى حافلة تتفعل إذا وصلت سرعتها إلى ثمانين ميلاً بالساعة -حوالى مائة وثلاثين كيلومتراً بالساعة- وتنفجر إن قلت سرعة الحافلة عن تلك السرعة. وتدور أحداث الفيلم كلها عن إخلاء الطريق لهذه الحافلة.تخيل أنت أن كل الحافلات أصبحت كذلك سيصبح لديك الطريق الدائرى. أعرف قواعد القيادة منذ زمن، وأولها أن تقود فى طريق خال ثم تقود وسط الشوارع ثم تحصل على رخصة قيادة بالإمارات ثم فى أوروبا ثم تفوز بفورميولا وان ثم تقود على الدائرى نهاراً وبعدها تجرب نفسك بعد كتابة وصيتك على الدائرى ليلاً. الأمر ليس قيادة فقط. إن حسبت هذا فرجاء اكتب الطريق الدائرى على محرك البحث. يبدأ الأمر عادة بالدخول إلى هذا الطريق ذى الأربع حارات المرورية من الحارة اليمنى من عند المدخل وطبعاً تكون خلفك سيارات فتنظر إلى يسارك فى مرآة السائق لتجد الشاحنات تطير بسرعة أعلى من مائة كيلومتر فتنتظر حتى يخلو الطريق، ولكن لا يعجب هذا الشبح القادم من خلفك فيتخطاك من اليسار أو من اليمين ويحشر نفسه بين شاحنتين لو هرش أحدهما لحوله إلى عجينة. ثم تنتهى دهشتك مضطراً إلى دخول حارتك عندها تبدأ أول محاكاة لألعاب البلايستيشن حقيقية -يوم ما ستدرس وكالة الفضاء الأمريكية سلوك السائقين على الدائرى- لا أحد يعرف شيئاً عن الالتزام بالحارة المرورية.. لماذا أجبرونى على شراء المثلث العاكس أثناء الترخيص، ولم يجبروا هؤلاء المتوقفين بسياراتهم على الطريق؟ هناك خطأ ما. أيصل الكسل بأحدهم إلى هذا؟ ثم إذا كان كسلاً فلماذا يضع كتل الطوب بدلاً من العاكس؟ ولماذا يتركها بعد أن يرحل؟ ناهيك عن حفر ومطبات وهبوط بأرض الطريق الذى عملت به كبريات شركات الرصف فى مصر. لماذا لا يحدث هذا فى طرق دول أخرى رصفتها نفس الشركات؟ الحلول المنطقية والعلمية موجودة وهندسة الطرق ليست «طلسم»، ونقل الناس بأمان من مكان لمكان ليس اختراعاً للعجلة.