5 سنوات، دفعات تتخرج وأخرى تحل محلها، لكن وحشة المكان باقية على ما هى عليه، حيث مواسير الصرف الصحى الصدئة، الأسقف المتصدعة، ونوافذ المدرجات ودورات المياه المتهالكة، جزء من حال كلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، هى فى الأصل صرح عريق يمثل تراثاً تاريخياً للمحافظة، لكن لم يحاول أحد ترميمه رغم الإنذارات المتكررة بالسقوط، وبالأخص شعبة عمارة التى لبت النداء بعد سنوات، خشية من انتقال عدوى الإهمال من المدارس إلى الجامعات. «قسم عمارة محتاج عمارة»، ملخص الصورة الذهنية التى تطرأ فى ذهن أحمد مصطفى، 20 عاماً، الطالب بالفرقة الثانية، شعبة عمارة، عندما انتقل هو وبقية الدفعة إلى مبنى مجاور للقديم بعد استجابة الكلية لقرار الترميم الصادر بشأن المبنى، مؤكداً أن بقية المبانى تعانى من الأضرار الجسيمة، فى الوقت الذى تركض المحافظة وراء بعض الفيلات المهجورة بشوارع الإسكندرية لهدمها تاركة حياته هو وباقى الطلاب على المحك: «أمال لو روحتوا مبنى ديكور تعملوا إيه؟ إحنا عملنا زى المثل اللى بيقولك باب النجار مخلع.. الكلية مثال حى للأخطاء المعمارية، وفى نفس الوقت الدكتور مش محتاج يشرح على مجسم من وحى خياله، لما ممكن يبص فى سقف المدرج!». أما لميس محمود، 19 عاماً، طالبة فى الفرقة الأولى بفنون جميلة، فلم تتوقع أن الكلية التى طالما حلمت بدخولها ستكون اسماً على غير مسمى، حيث حالة الدمار الشامل التى ضربت المدرجات بداية من الأسقف حتى سلالم المبنى المتآكلة: «بدل ما نعمل مشروعات تخرج ندفع فيها دم قلبنا ما يبقى الشغل العملى على ترميم كليتنا مادام محدش عاوز يتحرك.. أنا حسيت إنى دخلت الفنون القبيحة مش الجميلة».