وزير العمل يشارك باجتماع المجموعة العربية المشاركة فى مؤتمر العمل بجنيف    متحدث الوزراء يزف بشرى سارة بشأن تعيين معلمين جدد    رئيس النيابة الإدارية يشهد حفل تكريم المستشارين المحاضرين بمركز التدريب القضائي    هل أقرت الحكومة زيادة سعر «سكر التموين» ل18 جنيهاً؟ متحدث الوزراء يرد    اتحاد منتجي الدواجن: الزيادة الحالية في الأسعار أمر معتاد في هذه الصناعة    فرق إطفاء تحاول السيطرة على حرائق غابات شرق مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية    فرص عمل للمصريين في ألمانيا.. انطلاق برنامج «بطاقة الفرص»    الشوط الأول| سبورتنج يتقدم على الزمالك في نهائي كأس اليد    موعد مباراة الأهلي والاتحاد السكندري في نهائي دوري السوبر لكرة السلة    الأرصاد: الموجة الحارة مستمرة حتى منتصف الأسبوع المقبل    مدبولى: مؤشر عدد الإناث بالهيئات القضائية يقفز إلى 3541 خلال 2023    جنايات السويس تقضى بإعدام قاتل صديقه.. تسلل إلى منزله وطعنه بسكين    ميرنا نور الدين تحتفل بعيد زواجها الأول | صور    مدير مكتب سمير صبري: «مقتنياته اتباعت على الأرصفة بالشوارع»    «الأخبار»    مجلس الحرب يشير على طاقم المفاوضات بعدم كشف العرض الإسرائيلي خشية تسريبه    "بشيل فلوس من وراء زوجي ينفع أعمل بيها عمرة؟".. أمين الفتوى يرد    تكبيرات عيد الأضحى 2024.. وقتها وأفضل صيغة    «مغشوش».. هيئة الدواء تسحب مضاد حيوي شهير من الصيداليات    التنظيم والإدارة: إتاحة الاستعلام عن نتيجة التظلم للمتقدمين لمسابقة معلم مساعد    متى إجازة عيد الأضحى 2024 للقطاع الخاص والحكومي والبنوك في السعودية؟    قبل ذبح الأضحية.. أهم 6 أحكام يجب أن تعرفها يوضحها الأزهر للفتوى (صور)    بشرى وضيوف مهرجان روتردام للفيلم العربي يزورون باخرة اللاجئين    بعد نهاية الدوريات الخمس الكبرى.. كين يبتعد بالحذاء الذهبي.. وصلاح في مركز متأخر    السعودية تصدر "دليل التوعية السيبرانية" لرفع مستوى الوعي بالأمن الإلكتروني لضيوف الرحمن    فعاليات متنوعة للأطفال بالمكتبة المتنقلة ضمن أنشطة قصور الثقافة ببشاير الخير    فيلم "بنقدر ظروفك" يحتل المركز الرابع في شباك التذاكر    «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية الفرجاني في مركز بني مزار غدا    لمواليد برج السرطان.. توقعات الأبراج في شهر يونيو 2024 (التفاصيل)    أخبار الأهلي : من هو اللاعب السعودي خالد مسعد الذي سيُشارك الأهلي في مباراة اعتزاله؟    إف چي هيرميس توقع اتفاقية شراكة مع بنك مصر لتوفير خاصية تغذية حسابات العملاء    طريقة عمل دجاج كنتاكي المقرمشة، أحلى من المطاعم    تعرف على محظورات الحج وكفارتها كما حددها النبي (فيديو)    ذا هيل: تحالف كوريا الشمالية وروسيا قد يلحق ضررا ببايدن في الانتخابات الرئاسية    مصر تواصل تحركاتها لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة إلى أهالي غزة    اللجنة العامة ل«النواب» توافق على موزانة المجلس للسنة المالية 2024 /2025    علاء نبيل يعدد مزايا مشروع تطوير مدربي المنتخبات    البنك التجاري الدولي يتقدم بمستندات زيادة رأسماله ل30.431 مليار جنيه    إصابة سائق إثر حادث انقلاب سيارته فى حلوان    مفاجأة.. مدرب ليفربول يحسم مستقبل محمد صلاح    خاص رد قاطع من نادي الوكرة على مفاوضات ضم ديانج من الأهلي    توني كروس يصل ل300 انتصار مع الريال بعد التتويج بدوري أبطال أوروبا    تأجيل إعادة إجراءات محاكمة متهمين ب "جماعة حازمون الإرهابية" ل 2 سبتمبر    محمد الشيبي.. هل يصبح عنوانًا لأزمة الرياضة في مصر؟    برلماني أيرلندي ينفعل بسبب سياسة نتنياهو في حرب غزة (فيديو)    الاحتلال الإسرائيلي يواصل قصفه قرى وبلدات جنوبي لبنان    وزير الإسكان ومحافظ الإسكندرية يتفقدان مشروع إنشاء محور عمر سليمان    وزير المالية: مشكلة الاقتصاد الوطني هي تكلفة التمويل داخل وخارج مصر    مفتي الجمهورية: يجوز للمقيمين في الخارج ذبح الأضحية داخل مصر    تحرير 139 مخالفة للمحلات غير الملتزمة بقرار الغلق لترشيد الكهرباء    وزيرة التخطيط ل«النواب»: نستهدف إنشاء فصول جديدة لتقليل الكثافة إلى 30 طالبا في 2030    أمناء الحوار الوطني يعلنون دعمهم ومساندتهم الموقف المصري بشأن القضية الفلسطينية    توريد 125 طن قمح لمطحن الطارق بجنوب سيناء    حفر 30 بئرًا جوفية وتنفيذ سدَّين لحصاد الأمطار.. تفاصيل لقاء وزير الري سفيرَ تنزانيا بالقاهرة    غرفة الرعاية الصحية: القطاع الخاص يشارك في صياغة قانون المنشآت    غرفة عمليات «طيبة التكنولوجية»: امتحانات نهاية العام دون شكاوى من الطلاب    تحرير أكثر من 300 محضر لمخالفات في الأسواق والمخابز خلال حملات تموينية في بني سويف    لتحسين أداء الطلاب.. ماذا قال وزير التعليم عن الثانوية العامة الجديدة؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



++وحيد حامد يكتب: النخبة الفاسدة.. !!
نشر في الوطن يوم 07 - 10 - 2012

أرى أن الحديث عن إنجازات المائة يوم ترف غير مستحب والإلحاح فى سبيل معرفة هذه الإنجازات هو التنطع بعينه.. لأن الواقع الذى نعيشه يطلعنا على الحقيقة وهى أنه لا يوجد أى إنجاز فى أى مجال.. ولكن لأننا نعيش فى عهد عجيب ومحير، فإننا نرى البعض يقف وسط الظلام الدامس ويهتف: «إيه النور ده كله» فإننا لا نملك إلا أن نقول: «لا حول ولا قوة إلا بالله» ونردد قول العزيز الحكيم: «ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا» الآن.. وبعد مائة يوم من حكم الجماعة.. العاقل هو الذى لا يسأل عن الإنجازات؟ حتى يحمى نفسه أولاً من تهمة العداء للحكم الإسلامى وللإسلام نفسه وكأن الجماعة هى الإسلام والرجل الذى يمثلها فى رئاسة الجمهورية هو أمير المؤمنين.
المواطن المصرى الذى يعنيه أمر الوطن بحق وصدق، عليه أن يعمل بيده وبلسانه وبقلبه على إيقاف هذا التراجع المخيف إلى الخلف والذى يشمل كل ما هو موجود على أرض مصر، والتصدى بكل القوة الموجودة فى نفوس البشر لمنع الخراب الزاحف بقوة ولا يجد من يردعه أو يوقف زحفه، وكأن خراب مصر أمر واجب التنفيذ.. الآن.. وبعد مائة يوم.. لا توجد دولة فى مصر.. والفوضى هى الدولة التى تفرض سلطانها على الشعب المصرى كله.. صحيح وثابت أن عندنا حكومة ولها رئيس وفيها وزراء.. ولكنها حكومة باهتة.. فاترة.. مثلها مثل الأجساد الرخوية بلا عظام أو أعصاب.. حكومة تقرأ عنها فى الصحف دون أن تهتم؛ لأنك تعرف مسبقاً أنها حكومة غير قادرة على الفعل.. وهى حكومة الجماعة وليست حكومة مصر وإن حاولوا إقناعنا بغير ذلك، وعليه لا توجد دولة بالمعنى الحقيقى للدولة.. الحاج مرسى يسعى بكل جهده للتأكيد على أنه الرئيس وعليه فإنه يسافر لمجرد السفر، ويكثر فى المقابلات التى لا تقدم ولا تؤخر.. ويخطب فى المساجد وغير المساجد.. ويتهرب دائماً من مواجهة المشاكل الحقيقية والخطيرة سواء فى الداخل أو الخارج.. والأمر الذى لا جدال فيه أن جماعة الإخوان وحزبها وكل المتحدثين باسمها سوف يرفضون هذه الحقائق ويحدثوننا عن أنهار اللبن والعسل التى تشقها الجماعة فى أنحاء مصر.. ويجب أن نستقبل ذلك بلطف ولين؛ لأننا تعودنا على كذبهم من وفرته وتكراره الممل.. وخداعهم الذى أصبح مكشوفاً مهما حاولوا إخفاءه.. أما غير الطبيعى جداً جداً.. فهو سلوك عدد لا بأس به من النخبة وهم الذين يساندون الجماعة فى كذبها وجورها.. ويبررون ضلالها ويغمضون أعينهم عن تجاوزاتها.. هؤلاء هم النخبة الفاسدة الذين يطبقون المثل الشعبى المصرى: «اللى يتجوز أمى أقول له يا عمى» وما أكثر الذين يقولون يا عمى فى مصر الآن.. عن النخبة الفاسدة أكتب وبلا حرج...
بداية احترامى الكامل وتقديرى لأى نخبة غير فاسدة.. وأى نخبة غير فاسدة هى النخبة التى لا تقوم بأعمال النخبة الفاسدة.. أعتقد أن المسألة واضحة.. واستناداً إلى مذكرات القيادى البارز فى جماعة الإخوان محمود عبدالحليم: «الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ» وكتب لها المقدمة المرشد الرابع للجماعة الحاج مصطفى مشهور.. وأيضاً استناداً إلى مذكرات عضو التنظيم السرى البارز أحمد عادل كمال «النقط فوق الحروف» يتبين لنا أن الجماعة تجند من يعمل من أجلها.. ويروج لها ويمهد لها الطريق ويتآمر لحسابها ويتجسس دون أن يظهر أنه من الإخوان أو محسوب عليهم.. وبهذه الطريقة تم اختراق الأحزاب القائمة فى ذلك الزمان ومنها الوفد ومصر الفتاة والأحرار الدستوريين والوطنى.. أيضاً داخل النقابات المهنية والجمعيات الخيرية.. وطلبة الجامعات كان فيهم الإخوانى الظاهر الذى يعلن عن نفسه والذى يعمل فى الخفاء وكل مهمته تمزيق الصفوف وزرع الفرقة بين الذين لهم توجهات وطنية وغير إخوانية.. وهذا ما يحدث الآن تماماً مع إضافات وتحسينات.. الآن لدينا أكثر من حزب سياسى يعمل جنباً إلى جنب مع حزب الحرية والعدالة بحيث يخالفه فى توافه الأمور ويتفق معه ويسانده فى الأمور التى تؤدى إلى كسر ظهر الوطن.. وعلى المستوى الفردى عندنا أكثر من ناشط سياسى.. ومحلل استراتيجى.. وباحث فى كل شئون الدنيا، بالإضافة إلى المشايخ الذين يطلق عليهم دعاة إسلاميون ونوعيات أخرى عديدة، وأيضاً جبهات تقول عن نفسها ثورية ولزيادة التوضيح أنا أتحدث عن النخبة الفاسدة، فوظيفة كل هؤلاء هى منع أى اتفاق على رأى واحد.. وتفتيت أى صخرة قد تسقط على رأس الجماعة بينما الجماعة مثل صخرة الدويقة التى سقطت على بيوت الأبرياء فجعلتها مقابر لهم دفنوا فيها وهم أحياء.. وفريق آخر من النخبة الفاسدة يلعب هذا الدور متطوعاً دون أن يقصد أو يقدر نتائج الذى يلعبه، هؤلاء هم العرائس الخشبية التى تحركها الخيوط فى مسرح العرائس.. كل ما يشغلهم ويحافظ على توازنهم النفسى هو وجودهم تحت الأضواء دون أن يدركوا أنهم تماماً مثل شخصيات أوبريت الليلة الكبيرة، الأراجوز والبلياتشو ولاعب الثلاث ورقات والحاوى والمنشد بالإضافة إلى المعلم حنتيرة.. ورغم أنهم يملأون الدنيا ضجيجاً وصخباً وهم يتحدثون عن الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحق الشعب فى حياة كريمة، ولكن الصدق مفقود.. هى أسطوانة يعاد تشغيلها.. هذه النخبة الفاسدة عندما تتحدث تكون صاحبة المبادئ.. وعندما تعمل تكون صاحبة المصالح... وهم مثل العناكب أنواع كثيرة والبعض منها سام وقاتل، الكثير منهم كانوا بمثابة الخدم لرجال الصفين الثانى والثالث فى النظام الذى قُضى عليه.. الآن نراهم فى هذا النظام الإخوانى وفى نفس الأماكن وربما أكثر قرباً من النافذين فيه الآن.. وأنا لا أرمى الناس بالباطل؛ لأننى لا أعمل لحساب أحد. لا حكومة.. ولا حزب.. ولا جماعة.. ولا رئيس ولا أى عفريت أزرق وعندما حاولت جماعة الإخوان الإساءة إلى سمعتى وأننى من عملاء أمن الدولة كان لا بد لى أن أكشف عملاء الدولة من الإخوان، وهم من الكبار.. وأن الجماعة كانت مع النظام السابق «سمن على عسل» وأنهم كانوا فى خدمة النظام وكان النظام فى خدمتهم.. القيادى البارز فى الجماعة ومكانته فى داخلها كمكانة التيس فى قراع الخطوب، والذى تطاول على شخصى بلا مبرر أقول له ولغيره مثلى لا يكذب أيها السيد.. وأنت تعلم أن السادة الآتية أسماؤهم ودعنى أذكر الكبار دون الصغار.. المرشد السابق محمد مهدى عاكف، الدكتور محمد مرسى الرئيس الآن، الأستاذ خيرت الشاطر، الكل فى الكل الآن الدكتور الكتاتنى عاشق السلطة وغيرهم جميعهم ذهبوا إلى أمن الدولة وأكلوا وشربوا وجرت بينهم اتفاقات.. وأعتقد أن الدكتور محمد حبيب نائب المرشد السابق قد ذكر ذلك.. ولا تنس أيها العضو البارز فى الجماعة ما كشفت عنه الأيام القليلة الماضية حيث اللقاءات السرية مع المرشح المناهض للجماعة أحمد شفيق.. منتهى الخداع والانتهازية والكذب.. وغير ذلك فإن النخبة الفاسدة لجأت إلى حكمة القرود.. لا أسمع لا أرى لا أتكلم.. النخبة الفاسدة تعلم أن الحاج مرسى له قضية أمن دولة ما زالت قيد التحقيق وكان محبوساً على ذمتها وهرب مع الهاربين عندما تم اقتحام السجون وكان يجب إعادته إلى السجن لاستكمال التحقيق فإن ثبتت عليه التهمة يقدم للمحاكمة.. وإن كانت التهمة ملفقة يخلى سبيله ويصبح البطل المظلوم.. ولكن حكمة القرود فرضت نفسها على المجلس العسكرى الذى باع شعبه دفعة واحدة كأنه محصول حقل بصل.. لقد ذهب وفد من الجماعة إلى أمريكا طلباً للدعم فى الانتخابات وتقديم فروض الولاء والطاعة.. وقد استجاب لهم الرئيس أوباما.. وذهبوا إليه مرة أخرى بعد أن وصلت الخلافة إليهم لتقديم الشكر وتأكيد الولاء والخضوع.. وأمريكا ليست الست «أم أحمد» التى تبيع الكرشة على باب السلخانة ونفس الوقت هى الفتوة التى تدخل المعارك بسبب أو بدون سبب.. أمريكا لا تفعل أى شىء إلا إذا كان فى صالحها ويخدم أهدافها ويحمى أصدقاءها.. لهذا أرادت الإخوان فى الحكم.. وليس معنى ذلك أن حكم مبارك كان مناهضاً لها أو ليس تابعاً لها.. كان تابعاً جيداً وضعيفاً أيضاً.. ولكنه كان مثل الحمل الذى يرتدى جلد ذئب.. أما النظام الحالى الذى هو حكم الإخوان فهو الحمل بلا أى جلد غير جلده.. وكما ينحنى أعضاء الجماعة ويقبلون يد المرشد.. تم تقبيل يد السيد أوباما المرشد الأمريكى الذى له السمع والطاعة.. وحتى لا يكون هذا الكلام مرسلاً.. أقول إن الله سبحانه وتعالى دعانا إلى إعمال العقل.. نحن نعرف موقف الجماعة قبل الثورة من العدو الصهيونى وموقف الجماعة من القضية الفلسطينية.. «خيبر خيبر.. يا يهود.. جيش محمد سوف يعود» ولا بد من إزالة الكيان الصهيونى وابتزاز النظام السابق وأنه الخائن والمتآمر.. الآن أتحدى أى قيادى إخوانى والحاج مرسى نفسه أن ينطق بكلمة واحدة تغضب إسرائيل.. حتى منظمة حماس الفرع الرئيسى للجماعة وبها الجناح العسكرى المهاجم أصبحت تطلق أسراب الحمام فى سماء إسرائيل بدلاً من صواريخ الكاتيوشا وفى ذات الوقت وجهت بنادقها إلى المصريين فى صحراء سيناء.. إن المائة يوم التى مرت علينا ونحن نحترق بأكثر من نار هى أفضل مائة يوم بالنسبة لإسرائيل لأن المرشد الأمريكى أراد ذلك.. والآن هو مرشد الجماعة الأعلى.. فى أزمة الفيلم التافه والحقير الذى يحمل إساءة بالغة إلى سيدنا رسول الله.. تمطعت الجماعة ومارست تمارين الصباح وقررت أن تحتشد أمام السفارة الأمريكية وأعلنت ذلك وتجهزت واستدعت عناصرها من الأقاليم.. وفجأة اختفت الجماعة تماماً ولا وجود لها.. وكأنها غابت عن الوعى وتعيش فى غيبوبة.. وتساءل الناس جميعاً إيه الحكاية.. ؟!!
والحكاية أن المرشد الأمريكى أوباما هاتف الحاج مرسى بعدة كلمات موجزة وحادة باللغة الإنجليزية ولا أعرفها على وجه التحديد ولكنها تحمل معنى المثل المصرى المعروف «اللى طلع البغل المدنة هوه بس اللى يعرف ينزله».. أمريكا قالت «بخ» فاختفت الجماعة وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى أصحابه أجمعين.. كل هذا والنخبة الفاسدة متمسكة بحكمة القرود.. . لا أسمع.. لا أرى.. لا أتكلم.. أيضاً عشت عمرى كله.. وجيلى بالكامل يعلم أن العدو الأول للعرب جميعاً هو العدو الصهيونى.. القاتل لأبناء هذا الوطن والأوطان المجاورة فلسطين والأردن وسوريا ولبنان وصولاً إلى تونس.. ومع هذا يراد لنا أن نستبدل هذا العدو الذى يشكل الخطر الأكبر على الأمة العربية بعدو جديد هو دولة إيران الشيعية.. ومحاربة المذهب الشيعى.. دون أن يكون هناك خطر حقيقى على الشعب المصرى من هذا المذهب.. لسبب بسيط أن مصر دولة سنية سبق أن خضعت للمذهب الشيعى أيام حكم الفاطميين حتى إن الأزهر الشريف الذى ينشر المذهب السنى فى شتى بلاد العالم الإسلامى هو فى الأصل مؤسسة علمية دينية لنشر المذهب الشيعى.. إلا أن أهل مصر عادوا إلى جذورهم وعقائدهم الثابتة.. فلماذا يدخلنا الحاج مرسى فى خصومة دينية مع دولة تعد بعيدة عنا.. إنها العنترية الكاذبة لإرضاء المرشد الأمريكى وعشيقته إسرائيل وأيضاً مشايخ الوهابية.. لا هى بطولة.. ولا هى فروسية أن أحل ضيفاً على بلد وأتحدث على أرضه بما يغضبه. صحيح أن البعض اعتبر ذلك الفعل غير اللائق هو الباب الملكى للزعيم مرسى، ولكن الزعماء لا تصنعهم الخطب البليغة ولا خوض الحروب بالكلام.. الزعماء تصنعهم الوطنية والحكمة وأن تكون قراراتهم من رؤوسهم لا من رؤوس الآخرين وأن يكون ولاؤهم الكامل لأوطانهم ورغم كل هذا تستمر النخبة الفاسدة فى ممارسة أفعالها دون خجل.. المائة يوم هى أسوأ الأيام بالنسبة للأقباط فى مصر.. حيث الاضطهاد الحقيقى والمذل والذى يتم بشكل علنى فى مناطق متفرقة من الوطن ويكفى أن بعض الأقباط فى مصر يعيش الآن تحت الحماية المسلحة.. ومثل هذا الأمر يتجاوز الكارثة ويدل دلالة قاطعة على فساد النظام وفساد النخبة التى تسانده.. إن شريعة الله تعطى أصحاب كل الديانات السماوية حق العيش فى حرية وأمن وسلام.. والحفاظ على حق غير المسلم هو مسئولية كل مسلم.. وأى نظام حكم يتعامل مع هذا الأمر الخطير بتهاون وارتخاء هو نظام يجب الخروج عليه شرعاً وقتاله حتى يفىء إلى نفسه ومن المضحكات المبكيات أن يطل علينا الحاج مرسى فى حوار تليفزيونى يبشرنا فيه بالنهضة وأن مصر مقبلة على صناعة الطائرات والسيارات والأسلحة و.. و.. صبراً جميلاً يا حاج!! حتى نصدق ذلك القول نطلب منك حل مشكلة الزبالة.. وإعمال القانون.. وإعادة هيبة الدولة إذا كنت تظن أن هناك دولة.. المائة يوم الأولى من فترة حكمك تحولت القاهرة وسائر المدن المصرية إلى مدن عشوائية شديدة القبح والقذارة وأنت وحزبك وجماعتك لا تحركون ساكناً وكأنه ليس بلدكم أو كأنكم تكرهون النظام والحضارة والجمال رغم أنها من أساسيات الإسلام.. ولكنكم لا تريدون إغضاب العامة وتركتم لهم الحبل على الغارب حتى إنهم اغتصبوا المدن على كل شكل ولون لأنكم تريدون أصواتهم فى أى انتخابات قادمة.. من أجل شهوة الحكم ونزوة السلطة يتم تخريب مصر وتجريف حضارتها ومحو أصالتها.. خلال المائة يوم تغيرت أخلاقيات البشر.. ذهبت البشاشة واللطافة التى كانت مرسومة على وجوه المصريين وحل محلها الجهامة والعبوس.. وضاعت الثقافة الإنسانية البسيطة التى كان يتحلى بها الشعب المصرى.. وحلت محلها ثقافة خشنة وفظة.. الكاذبون والمنافقون فى إطلاق اللحى على أنها دلالة التقوى والإيمان أكثر بكثير من الأتقياء الأنقياء أصحاب الإيمان الحقيقى والتقوى الحقيقية.. البعض يطلق لحيته ويفعل ما يشاء حتى لو كان ضد الدين.. وضد القانون، حتى إن تجار المخدرات أطلقوا لحاهم وأصبحت اللحية هى التى تحميهم ولا عجب فى ذلك، فنحن فى زمن الإخوان.. تختال الجماعة بنفسها وكأنها أنثى الطاووس وهى تعلم أن الفقر يأكل الناس أكلاً.. والمرض يفترس أجسادهم.. والحصول على كوب ماء صالح للشرب فى الريف المصرى والمناطق الشعبية مسألة مستحيلة.. وارتفاع الأسعار يطارد الناس مطاردة الكلاب الضالة، والفساد -لا حول ولا قوة إلا بالله- كما هو وزيادة.. الفاسد الآن يستعمل كلمات ومصطلحات جديدة.. فالمرتشى يأخذ الرشوة ويقول للراشى: «بارك الله فيك».. ومع هذا تتمسك النخبة الفاسدة بحكمة القرود.. ونوعية أخرى من هذه النخبة يجب ألا نهمل شأنها.. هؤلاء الذين يمسكون العصا من المنتصف.. الذين يقفون فى منتصف المسافة.. هل تتذكرون المصطلح الذى خدعنا به المجلس العسكرى.. «نحن نقف على مسافة واحدة من الجميع» الخدعة الخسيسة التى شربناها كأنها زجاجة كازوزة، بينما المجلس يقف على أرض الإخوان ويجلس على أرض الإخوان وينام على أرض الإخوان.. لقد خدعنا من الجميع.. وجميعهم كذبوا علينا وضللونا وسرقوا ثورتنا.. الإخوان.. والسلفيون.. والعسكريون.. والحزبيون والكل كان يعمل لصالحه فقط والوطن غائب تماماً.. وعلى كل هؤلاء أن ينظروا إلى أنفسهم فى مرآة الضمير ويسألون: هل حصلنا على الثمن المناسب.. أم أن شنق مصر بما يخالف شرع الله كان يستحق أكثر؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.