قال اللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، إنّ مصر تضع تجاربها التنموية الناجحة في جميع المجالات، خاصة المرتبطة بتطوير ومواجهة تحديات مدن القارة الأفريقية، من خلال مقر إقليم الشمال الأفريقي لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الأفريقية بالقاهرة، مشيرا إلى ترحيب الوزارة بأي مقترح للتعاون على الصعيد الثنائي أو الإقليمي والقاري بين المدن الأفريقية في إطار المنظمة الأفريقية، كما ستعمل مصر خلال سنوات رئاستها لتجمع الكوميسا، من خلال مقر إقليم الشمال بالتعرف على فرص الاستثمار والتعاون والتوأمة بين مدننا الأفريقية. جاء ذلك خلال كلمة وزير التنمية المحلية، في اجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة المدن والحكومات المحلية الأفريقية عبر الفيديو كونفرانس، في بداية أعمال الدورة ال26 للمجلس، بحضور كريستين ندوتوم، رئيس منظمة المدن والحكومات المحلية الأفريقية، ونواب رئيس منظمة المدن والحكومات المحلية الأفريقية، وجان بيير إمباسي، سكرتير عام منظمة المدن والحكومات المحلية الأفريقية، وماكورة كوليبالي، رئيسة شبكة النساء المحلية المنتخبة الأفريقية - ريفيلا وأعضاء المجلس التنفيذي. مبادرات مصرية لتنمية القارة الأفريقية وشدد شعراوي، على حرص الرئيس عبدالفتاح السيسي، على وضع إمكانيات مصر لخدمة شعوب وأبناء القارة الأفريقية في مختلف المجالات منذ توليه المسؤولية، وإطلاقه العديد من المبادرات المهمة خلال تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، ومنها الانتهاء من توقيع اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية والتي دخلت حيز النفاذ في 2020، إضافة إلى العديد من المبادرات الصحية ومشروعات البنية التحتية بالقارة. تحديات القارة الأفريقية وأضاف وزير التنمية المحلية، أنّ مصر شرفت باستضافة الدورة السابقة ال25 لمجلسنا التنفيذي، بحضور كامل ومشرف من جميع أعضاء المجلس، وخلال انعقاد الدورة كان لنا شرف استقبال رئيس مجلس الوزراء لأعضاء المجلس وحضوره مراسم توقيع اتفاقية المقر الجديد للمنظمة في إقليم الشمال الأفريقي بمحافظة القاهرة. وأكد أنّ المقر بدأ نشاطه بالفعل ليضيف للمنظمة حضورا واتصالات مع المسؤولين المحليين والشركاء الدوليين، لدعم ومساندة استراتيجية المنظمة في مواجهة التحديات التي تواجهنا، خاصة جائحة كورونا والتغيرات المناخية، وغيرها من التحديات التي تواجه مدننا الأفريقية على المستوى الاقتصادي والتنموي، وعلى مستوى التطوير الحضري والممتد للأبعاد الاجتماعية والتنموية والصحية، وتأهيل البنية التحتية في مدننا الأفريقية. وتابع شعراوي، أنّ مدينة الأقصر تشرفت باستضافة الحدث الدولي الكبير «يوم المدن العالمي» في 30-31 أكتوبر الماضي، وسط حضور دولي واسع، وكانت المشاركة الأفريقية واسعة يتقدمها الوفد رفيع المستوى للمنظمة، برئاسة جان بيير مباسي سكرتير عام المنظمة وأعضاء السكرتارية، وعدد من وزراء التنمية المحلية الأفارقة، يتقدمهم وزير التنمية المحلية بدولة ليسوتو -رئيس المكتب التنفيذي للجنة الثامنة الخاصة بوزراء التنمية المحلية والبنية التحتية والنقل التابعة للاتحاد الأفريقي، ووزير التنمية المحلية الكيني وعمدة مدينة كيسومو بيتر انيانج وعدد من المسؤولين الحكوميين والمحافظين من المغرب، تتقدمهم أسماء رهلالو عمدة مدينة الرباط. ولفت إلى الحضور الأفريقي المميز في جلسات المنتدي العالمي، الذي اختار التحدي المناخي كأساس وشعار له، فكانت لنتائجه أبلغ الأثر على النحو الذي نقلته السيدة ميمونة محمد شريف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية UN-Habitat، وجان بيير مباسي لقمة المناخ العالمية الذي استضافته مدينة جلاسجو في الفترة من 2-12 نوفمبر 2021 الماضي. دور المنظمة الافريقية للتصدي للتحديات المناخية وأوضح وزير التنمية المحلية، أنّه اطلع على تقرير بشأن الاتصالات المهمة رفيعة المستوى، التي أجراها وفد المنظمة الأفريقية في مؤتمر قمة المناخ العالمية في جلاسجو، ما أكد للجميع هناك، أهمية الدور الذي تلعبه منظمتنا علي الساحة الأفريقية، وقدرتها على دعم جهود المجتمع الدولي للتصدي للتحديات المناخية. جذب الاستثمارات إلى أفريقيا وقال شعراوي، إنّ وفد المنظمة الأفريقية أكد أيضا أنّ المدن هي حائط الصد أمام التغيرات المناخية، وليس فقط ذلك، فالتحديات كلها كما يذكر دوما مباسي يتم مواجهتها دائما حاليا على المستوى المحلي، سواء كنا نتحدث عن تحديات المناخ أو الجائحة أو الإرهاب أو الهجرة غير الشرعية، علاوة على تحدي التنمية الاقتصادية والخروج من دائرة الفقر والدفع بالاستثمارات البينية بين دولنا داخل القارة، وجذب الاستثمارات الدولية. وتابع الوزير: «اسمحوا لي بمناسبة هذه النقطة الأخيرة، أن أشير للاتصالات التي أجريناها خلال اجتماعات القاهرة للدورة 25 للمجلس التنفيذي مع عدد من المدن الأفريقية، ما أظهر قدرة منظمتنا بالفعل على أن تكون آلية قادرة وفاعلة في تقديم الفرص الاستثمارية المتاحة بكل منها، تعزيزا لدعم الاستثمارات البينية الأفريقية – الأفريقية». الاستفادة من ثروات القارة السمراء وأكد وزير التنمية المحلية، أنّ الوفد الأفريقي أشار أيضا إلى وجود فرصة لتعزيز دولنا لاستراتيجية اللامركزية، ما يسهم في قدرة مدننا على التكامل والاستثمار فيما بينها، ولعل تدارس عقد المؤتمر الدولي للاستثمار بين المدن الأفريقية يكون من بين أهدافنا في المرحلة المقبلة، فتملك قارتنا ثروات يمكن أن نتبادل الاستفادة منها فيما بيننا، فتتعزز قدرتنا أو نفيد شعوبنا بدلا من ترك ثرواتنا نهبا للاستغلال. وأضاف وزير التنمية المحلية، أنّ تجمعنا بمدينة الأقصر خلال انعقاد يوم «المدن العالمي» بالتحديد يومي 1-2 نوفمبر 2021، حيث عقد الاجتماع الأول لمدن شمال أفريقيا بحضور شبه كامل لمدن دول الشمال الأفريقي من مصر وليبيا وتونس والمغرب وموريتانيا، وجرت أعمال الدورة بسلاسة ووعي، وأُجريت الانتخابات والخيارات فيما بينها لشغل مناصب نائب الرئيس عن إقليم الشمال ولأعضاء المجلس التنفيذي وللريفيلا والشباب، في جو سادته روح الإخوة الأفريقية، تمهيدا لتقديمها حسب اللوائح لقمة المدن الأفريقية القادمة في كيسومو في 17-21 مايو 2022. عاشت أفريقيا ووجّه اللواء محمود شعراوي، التهنئة خاصة لمحافظي دول الشمال من الحضور، ولمنظمتنا التي تشكل رابطة يجمع ما بيننا ويزيد من تقاربنا معا، ويؤكد دور مدننا كما وصفناها وعن حق في مؤتمرنا في 19 يونيو 2019 تحت عنوان «المدن الأفريقية قاطرة التنمية المستدامة»، واختتم الوزير كلمته، قائلا: «عاشت أفريقيا.. عاشت منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الأفريقية.. وتحيا مصر».