قولاً واحداً فصلاً.. لن نستسلم للإرهاب. ولأن الإرهاب جبان، فهو دائماً مختبئ ويعمل فى الظلام. ولأنه ليس نظامياً، بل يتكون من تشكيلات عصابية، فستكون له ضرباته المفاجئة فى الحرب المستمرة ضده منذ فض الاعتصام فى رابعة العدوية. وما دامت الحرب على الإرهاب لم تُحسم حتى الآن رغم الضربات الموجعة التى توجهها قواتنا المسلحة الباسلة، فسيستمر نزيف الدم. تلك هى الحقائق المجردة التى لا تقبل القسمة أو التأويل أو الفلسفة أو الاستهزاء ممن يبذلون الدم لكى نبيت فى بيوتنا بأمان ويذهب أولادنا إلى مدارسهم وتسير الحياة بشكل طبيعى فى ربع المحروسة. حينما أكتب فى هذا الأمر أدعى قدراً من المعرفة التى لم تتح لكثيرين مثلى. كونى سبق أن أديت الخدمة العسكرية وتدربت تدريباً طيباً جداً إبان تولى المرحوم المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة وزارة الدفاع، ثم بحكم أنى غطيت حربين على الجبهة فى التاريخ الحديث، وليس من قاعدة آمنة. لهذا أدعى قدراً من الفهم. شاهدت فى أفغانستان التفجيرات على الطرق واستهداف العربات المدرعة للقوات المسلحة النظامية التى تدرّبت أساساً على مواجهة جيوش نظامية مشابهة. المشاهد نفسها تكررت فى العراق. وكان ذلك أسلوباً لتنظيم القاعدة طوال الوقت. القوة الطاحنة والمفرطة ملك لجيشنا فى سيناء، لكنه يفرق بين المدنيين الأبرياء، حتى لو كانوا أقارب الإرهابيين القتلة. لو شاء هذا الجيش لدكهم دكاً ووقعت خسائر هائلة بين المدنيين. ذلك المشهد بعينه هو ما تريده الجماعات الإرهابية لضمان بناء المظلومية فى أذهان البشر العاديين وتأليب المجتمع الدولى بأسره على الوحش الكاسر الذى لا يُبقى ولا يذر. كما أنهم بتغيير خططهم وتحركاتهم الفردية وتسجيل ما يرونه نصراً فى حربهم الإرهابية على الدولة، يريدون أن يظهروا القوات المسلحة بمظهر المنهزم والخاسر. لكن ليست تلك الحقيقة. المنتصرون هم من يسيطرون على الأرض، والخاسرون هم المختبئون تحت الأرض الذين يهاجمون غدراً وغيلة، وفى هذا دلالة نفسية واضحة. ولو أن هؤلاء الذين ينتقدون القادة العسكريين فى سقوط شهدائنا الأبرار يفهمون، لعلموا أن الإرهاب لا موعد له، ومهما كانت الجاهزية فهو يطل برأسه، ولديه دائماً عنصر المفاجأة. لو لم يكن كذلك فكيف وقعت الهجمات الإرهابية على الولاياتالمتحدة فى الحادى عشر من سبتمبر. أنت فى هذه الحالة -التى أودت بحياة ثلاثة آلاف شخص على الأقل- ترى تنظيماً إرهابياً هو «القاعدة» ينفذ مخططاً لا وجود له إلا فى خيال صنّاع الأفلام. والدولة التى تعرّضت لهذا الغدر والغيلة هى أقوى دولة فى العالم، وهى الولاياتالمتحدة، وهى الدولة التى خاضت حروباً فى ربوع الدنيا لمكافحة الإرهاب منذ 7 أكتوبر 2001، أى منذ 13 سنة، لم تقضِ فيها على طالبان التى تعود عسكرياً الآن فى شمال أفغانستان بانتصارات يحققونها فى قندز. إذن الإرهاب يظل فى حالة تأهب ويفرض تأهباً أمنياً على القوات النظامية. وللمتفذلكين الذين لا يفهمون، أقول إن دولاً أوروبية شربت من الكأس نفسها بعد 11 سبتمبر، فهل كان قادة تلك الدول غافلين؟ لقد ضربت شبكة قطارات الأنفاق فى لندن فى 7/7، وكذلك تعرّضت إسبانيا لهجمات إرهابية. سيناء صحراء مترامية الأطراف وجيشنا العظيم يخوض حرباً ضروساً يرفض أن تطال المدنيين، ويرفض تهجير الأهالى من رفح وزويد. الثمن غالٍ والدم طاهر ونفيس ونحن مع جيشنا. هو حد هيلخبطكوا تانى والا إيه؟ الجيش يحرسنا ويحمينا ولهذا نتحرك بأمان بينما يبذل أبناء جيشنا دماءهم. فوقوا وارجعوا إلى رشدكم. الجيش والشعب إيد واحدة. رحم الله الشهداء ولعن الإرهابيين.