استُشهد، أمس، 6 من أفراد الجيش بينهم ضابطان، وأصيب 5 آخرون، إثر تفجير مجموعة إرهابية من تنظيم «أنصار بيت المقدس»، عبوة ناسفة فى مدرعة وسيارة عسكرية، أثناء تمشيطهما خط الغاز قرب قرية «السبيل» غرب العريش، وذلك بعد 3 أيام فقط من هجوم مماثل استهدف مدرعة شرطة بحى المساعيد بمدينة العريش، وأسفر عن استشهاد 3 جنود وإصابة 9 آخرين. وقالت القوات المسلحة فى بيان رسمى إنه فى الساعة الواحدة، من ظهر أمس، وأثناء مرور العربات المكلفة بمهام التأمين بمنطقة «السبيل» على الطريق الدائرى بالعريش، انفجرت عبوة ناسفة أسفرت عن استشهاد 6 أفراد وإصابة 5 آخرين من أطقم المركبات. وأكدت القوات المسلحة أن مثل هذه الأعمال الإرهابية الجبانة لا تزيد أفرادها إلا عزيمة وإصراراً، على الاستمرار فى اقتلاع جذور الإرهاب ليعيش هذا الشعب العظيم فى أمان من شرور هؤلاء المجرمين. وحول تفاصيل التفجير، قال مصدر أمنى بشمال سيناء إن الانفجار استهدف قوة عسكرية كانت مكلفة بتمشيط خط الغاز، والمناطق الصحراوية والأودية المتاخمة للخط، للبحث عن أى عناصر تكفيرية، تتخذ من أماكن قريبة من الخط مأوى لهم، مضيفاً: زرعت عناصر الإرهاب عبوة ناسفة كبيرة الحجم داخل نفق صغير أسفل الطريق الأسفلتى، وفجروهما بمجرد مرور المدرعة والسيارة المرافقة لها، مما أدى إلى استشهاد 6 من أفراد القوة وإصابة 5 أفراد آخرين، تم نقلهم إلى المستشفى العسكرى بالعريش. وأوضح المصدر أن شهود العيان أكدوا مشاهدتهم 3 عناصر ملثمين، يقفون أعلى صندوق سيارة ربع نقل «دوبل كابينه» بيضاء اللون، وأحدهم يقوم بتصوير الطريق، بكاميرا فيديو كبيرة الحجم، مشيرين إلى أن ملثمين آخرين، هرعا للركوب فى الصندوق الخلفى للسيارة، عقب الانفجار. وقال مصدر سيادى إن قوات الجيش والشرطة أعلنت الاستنفار فور الحادث، وفرضت حصاراً أمنياً مشدداً على كل مناطق شمال سيناء، خاصة غرب العريش، مضيفاً أنه تم الدفع بقوات الصاعقة مدعومة بطائرات «الأباتشى» لرصد مرتكبى الحادث، خصوصاً أن التحريات الأولية تشير إلى تورّط 8 من «أنصار بيت المقدس» فى التفجير، وفرارهم داخل المناطق السكنية بالعريش، وفق تأكيدات شهود العيان. وأوضح المصدر أن وزير الدفاع وقيادات الجيش يتابعون الموقف أولاً بأول، وطالبوا بسرعة ضبط الجناة. وأمر قائد الجيش الثانى الميدانى اللواء محمد الشحات، بتخصيص طائرة عسكرية لنقل الجثث والمصابين من مطار العريش إلى القاهرة، ونقل الحالات الخطرة إلى مستشفى المعادى العسكرى. وقالت مصادر أمنية وشهود عيان إن قوات الأمن عززت انتشارها فى الشيخ زويد ورفح، عقب التفجير، وشددت إجراءاتها على الطريق الدولى العام، وحاصرت منطقة السوق بأبوطويلة، وألقت القبض على عدد من المشتبه بهم، ونقلوا إلى أحد المقرات الأمنية. وخرجت أكثر من 6 حملات متعاقبة لتمشيط كل مناطق الشيخ زويد، وتحرّكت باتجاه غرب وجنوبالمدينة، فيما شُوهدت 3 جيبات عسكرية «همر»، وهى تمشّط عدة أماكن جنوب الشيخ زويد، وقال شهود عيان إن القوات الخاصة ألقت القبض على عدد من المشتبهين. وقال مصدر أمنى رفيع المستوى إن التحريات الأولية تؤكد وقوف تنظيم «بيت المقدس» وراء تفجير مدرعة الجيش، موضحاً أن هناك 3 أسباب رئيسية تدعم ذلك، أولها أن التفجير تم بالطريقة نفسها المعتادة التى يستخدمها «التنظيم»، وهى زرع العبوات الناسفة فى نفق صغير، يمر أسفل الطريق الأسفلتى، والسبب الثانى هو اهتمام الملثمين بتصوير لحظة التفجير، وهى عادة «بيت المقدس»، مضيفاً أن السبب الثالث يرجع إلى رغبة «التنظيم» فى الرد السريع على القبض على وليد واكد عطالله أميره فى العريش، إضافة إلى انتقال عدد كبير من عناصره إلى العريش فى الفترة الأخيرة.