رصدت «الوطن»، مراحل وخطوات سفر الجهاديين المصريين، للانضمام إلى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام «داعش»، وغيره من التنظيمات مثل الجيش السورى الحر، وجبهة النصرة فى سوريا، حيث يسافرون إليها فرادى أو فى مجموعات صغيرة، عن طريق تركيا. وكان مركز سوفان البريطانى، المختص بمتابعة التنظيمات الجهادية، أعلن فى إحصائية خلال مايو الماضى، عن سفر ما يقرب من 358 مقاتلاً مصرياً للانضمام إلى الجماعات المسلحة فى سورياوالعراق. وتبدأ رحلة السفر إلى سورياوالعراق، بالحصول على تزكية، من واحد من الشخصيات الجهادية ذات الثقل، يكون على علاقة بالجماعات فى سورياوالعراق، وتعتبر التزكية، بمثابة التأشيرة، فلا يحصل عليها الشخص إلا بعد ضمان كبار الجهاديين، المسئولين عن تسفير الشباب فى مصر، ولاءه لأفكارهم، واستعداده للتضحية بنفسه، من أجل ما يتبنونه من معتقدات. وتُعتمد التزكية من خلال قيادات تنظيمات محددة وشخصيات سلفية معروفة، منها حركة حازمون وقياداتها، ومن الشخصيات، محمد عبدالمقصود، الداعية السلفى، ومحمد الظواهرى، شقيق أيمن الظواهرى، المحبوس على ذمة العديد من القضايا، إلا أن البعض ممن لا يحصلون على التزكية، ويسافرون بشكل منفرد إلى سوريا، يتعرّضون وفقاً لجهاديين مصريين، لاختبارات صعبة، لقياس مدى أمانتهم وتبنيهم الفكر الجهادى، حتى يتبين القائمون عليهم ما إذا كانوا موالين ل«التنظيم» أم أنهم جواسيس عليه. وقال أبوالبراء المصرى، أحد الجهاديين المصريين فى سوريا، ل«الوطن» عبر «سكايب»، إن مناطق العمرانية، وناهيا، وعين شمس، وحلوان، والزيتون، هى أبرز الأماكن فى القاهرة الكبرى التى تشهد نزوحاً من شباب ورجال مصريين إلى سوريا، كما أن هناك وافدين من باقى المحافظات. وأوضح «المصرى»، أن من يعطون التزكية لا يثقون فى أى شخص، ولا يسمحون لأى شاب بالتقرّب إليهم، بل يرصدون مدى قربه من الحركة الجهادية، ومدى استعداده للمشاركة فى القتال، وتبدأ عملية استقطابه من خلال إشراكه فى الأعمال الخيرية، لافتاً إلى أن الجهاديين المصريين، ينصحون الشباب الذين يقررون السفر، بإخفاء الأمر عن أسرهم، وإبلاغهم فيما بعد. وبعد التزكية، تبدأ المرحلة الثانية، وهى السفر إلى سوريا، بإنهاء التأشيرة من السفارة التركية فى القاهرة للسفر إلى إسطنبول، بغرض السياحة. وبعد وصولهم إلى تركيا، يستقبلهم عناصر ل«التنظيم» فى فنادق بعينها، معروف أن عناصر «داعش» يعيشون فى بعضها لتوفير كل السبل للجهاديين العرب والأجانب للدخول إلى سوريا، ويساعدونهم، فى تزوير بطاقات هوية سورية لعبور الحدود إلى مناطق القتال. وفى سوريا تبدأ المرحلة الثالثة، حيث يخضع الوافدون لتدريبات قتالية قاسية ومكثّفة، مع مزيد من الدروس الدينية، كى يصبحوا أكثر تشدّداً، وليدخلوا فى حالة العزلة الشعورية، التى تحدث عنها سيد قطب، فى كتابه «معالم فى الطريق»، كى يتوحدوا مع المكان وأهدافه وأفكاره، وخلال هذه الفترة، يكون العديد من المسافرين، تحت الأعين، ليتأكد «التنظيم» من ولائهم، وأنهم ليسوا جواسيس عليه. ويعيش المسافرون، مع المصريين الذين سافروا قبل ذلك، معتمدين على الأموال التى يحصلون عليها من «التنظيم»، ومنهم من يسافر بزوجته أو زوجاته، إن كان متزوجاً من أكثر من واحدة. ملف خاص: «الوطن» ترصد «جهاد ال5 نجوم»: فتيات أوروبا ب«داعش» يعترفن بالفشل هيثم الدروى: رسالة من تليفون «تركى» أبلغتنى وفاة شقيقى جهادي مصري بسوريا:«الدروي» كان يتحمس للقتال.. وعمله ب«الداخلية» ساعده