طالب الشيخ صبحي طه، إمام وخطيب مسجد الفتح بمدينة إيتاي البارود، من على منبر الجمعة، زميله ماهر صالح، خطيب الجمعة بالمكافأة، بالاعتذار إلى الله والتوبة إليه عما بدر منه خلال خطبة الجمعة الماضية بنفس المسجد، حينما أصر على نطق ما ورد في صدر سورة الروم "ألم. غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون" بفتح "الغين واللام" في "غُلِبَت" لتصبح "غَلَبَت"، على عكس الروايات المتواترة في القرآن الكريم، والتي تؤكد نطقها بضم الغين وكسر اللام، وذلك رغم مراجعة الشيخ فرج الله الشاذلي، القارئ بالإذاعة والتليفزيون، له خلال الخطبة. وخصص الشيخ صبحي طه خطبة اليوم للرد على خطبة الجمعة الماضية، مؤكدا أن القرآن الكريم محفوظ ومحروس من عند الله إلى يوم الدين، ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن يتقوَّل البعض من حملة الشهادات والمؤهلات الدراسية على القرآن وعلى ما أنزله الله سبحانه وتعالى، "فالقرآن أكبر وأعلى من أية شهادات"، مشيرا إلى أن أمثال هؤلاء عليهم أن يتوبوا إلى الله، وعلى الحاكم أن يستتيبهم وأن يقيم عليهم حد الردة لأنهم كفروا بالله، موضحا أن من يعدل في حرف من القرآن فقد كفر بالقرآن كله، ومن كفر بالقرآن فقد كفر بالله وبالرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم). ودحض الشيخ الرواية التي استند إليها خطيب المكافأة ماهر صالح، حينما قال إنه يستند في نطق كلمة "غلبت" بالفتح إلى رواية وردت عن علي بن أبي طالب، مؤكدا أنها رواية ضعيفة للغاية، ومتسائلا: "كيف تكون تلك الرواية واردة عن سيدنا علي ويوجد اسمه في تعريف المصحف الشريف من بين من تم النقل والكتابة وفقا لرواياتهم للقرآن الكريم؟". وقال إن نطق كلمة "غلبت" وفقا لما قاله صالح مخالف تماما للروايات المتواترة في القرآن الكريم، كما أنه "يتعارض مع التاريخ الذي نعرفه من أن الروم هُزِمَت أو غُلِبَت على يد الفرس أولا، ثم غَلَبُوا أو هَزَمُوا الفرس بعد ذلك، ما يطابق رواية القرآن الكريم، إلى أن هزم المسلمون الفرس والروم بعد ذلك"، مناشدا من يقعون في هذا الخطأ العظيم أن يتوبوا إلى الله. وقالت مصادر بأوقاف إيتاي البارود أنه تم سحب ترخيص الخطبة من خطيب الجمعة ماهر صالح بعد الخطأ الفادح الذي وقع فيه الجمعة الماضية.