شخص معروف بكونه غير اعتيادى، ليس فى كونه صاحب أفكار براقة، ولكن فى كونه يطلق تصريحات تضر دوماً المحيطين به، وتثير أزمات كبيرة يضطر بعدها إلى الاعتذار.. فى بلاده يوصف بأنه «شخص وصل به النشاط إلى حد الجنون» أو هو «خارج عن السيطرة فى بعض الأحيان» فى نظر الكتاب الأمريكيين، حين يتعلق الأمر بخطاب أو بيان يلقيه دون نص معد مسبقاً، فتصريحاته التى تتطاير شراراتها هنا وهناك تخرج دوماً عن السياق، إلى درجة تكاد تسبب أزمة دبلوماسية بين بلاده ودول أخرى فى أنحاء العالم. هكذا كان الحال قبل أسبوع بالنسبة إلى نائب الرئيس الأمريكى جو بايدن، الذى اضطر إلى الاعتذار 3 مرات فى أقل من يومين بسبب تصريحاته العفوية التى خرجت عنه فى لقائه مع طلاب جامعة «هارفارد» الأمريكية يوم الخميس الماضى، فقد كان السؤال الذى وجهه أحد الطلاب إليه بمثابة شرارة ستجلب عليه الانتقادات الحادة من كل حدب وصوب. النائب الأمريكى، الذى قضى ما يزيد على 30 عاماً من عمره نائباً فى مجلس الشيوخ الأمريكى، له تاريخ طويل من التصريحات الارتجالية التى جلبت عليه سلسلة من الانتقادات الحادة، خاصة تصريحاته التى خرجت عنه بعد أقل من 15 يوماً على الإطاحة بالرئيس الأسبق حسنى مبارك، ففى الوقت الذى كانت فيه «واشنطن» تعلن رسمياً تأييدها لتظاهرات ميدان التحرير والإطاحة ب«مبارك» وتسعى إلى كسب ود شباب الثورة، خرج هو بكل أريحية يعلن أن «مبارك» بالنسبة إليه ليس ديكتاتوراً، بينما كان التصريح الأكثر سخرية الذى خرج عنه، هو دعوته النائب الأمريكى تشاك جراهام إلى «الوقوف» خلال الحملة الانتخابية فى 2008، وكانت المفارقة التى تسببت فى عاصفة حادة من الانتقادات ضده، هى أن «جراهام» كان «قعيداً» لا يقوى على الوقوف. بشكل عام، يعتبر السياسى الأمريكى المثير للجدل من الليبراليين المعتدلين، ولكن بعض آرائه جلبت عليه هجوماً لم يتوقف حتى اليوم، خاصة دعوته إلى تقسيم العراق إلى 3 فيدراليات (كردية وسنية وشيعية)، كما أن دعوته إلى إرسال قوات أمريكية إلى دارفور لحل الأزمة هناك، جلب عليه نقداً حاداً من جانب المواطنين الأمريكيين الذى سئموا القرارات المندفعة التى يتخذها قادتهم للتدخل فى شئون الدول الأخرى. المفارقة الأكبر على الإطلاق، هى أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما اختار «بايدن» نائباً له فى 2008 لكونه عضواً قديماً فى الكونجرس على دراية جيدة فى مجالى السياسة الخارجية وقضايا الدفاع، وهى خبرة طغت عليها تصريحاته الارتجالية المثيرة للجدل.