«ضربة حظ» كانت سبباً فى التحاق الطفل الصغير محمد عبدالشافى بنادى الزمالك، فتح له فريق الناشئين لكرة القدم بالنادى ذراعيه، احتضنه بكل قوة قبل أن يعلن مدربو الفريق استغناءهم عنه، لم يجد الصغير وقتها أمامه إلا أن ينتقل لنادى المرج، فيلعب ضمن صفوف ناشئيه، وكأنه يرد الدين لمنطقة المرج التى يقع فيها النادى، والتى ولد هو ونشأ فيها. هى نفسها ضربة الحظ التى مهدت للاعب كرة القدم الشاب الطريق للانضمام لفريق إنبى عام 2003، ثم أرسلت به لنادى فريق غزل المحلة ليبزغ نجمه مع النادى بشكل لافت للنظر، ما دفع مسئولى الزمالك الذين رفضوا وجوده فى البداية، لأن يجروا خلفه للتعاقد معه، والدخول فى منافسة قوية مع الغريم التقليدى «النادى الأهلى» لضمه، ووقتها حسمت رغبة اللاعب الموقف، وانتقل للزمالك، رغم أن المقابل المادى الذى حصل عليه اللاعب نفسه كان أقل من المعروض عليه فى الأهلى، إلا أنه فضل النادى الذى ينتمى له ويشجعه على المقابل المادى. ومع استمرار مسلسل هزائم «الزمالك»، ونتائجه السلبية، كان «عبدالشافى» اللاعب الوحيد ذا المستوى الثابت والذى يقاتل داخل الملعب، حيث استطاع أن ينهى ثغرة الجانب الأيسر للزمالك، وتحول مع مرور الوقت إلى أفضل مدافع أيسر فى مصر، بالإضافة لإجادته الأدوار الهجومية، وهو ما يجعله ظهير أيسر متكاملاً. مع بداية الموسم الكروى الحالى انتهى عقد «عبدالشافى» مع الزمالك، وافق على الفور على تجديده دون المطالبة بمستحقاته المالية المتأخرة لدى النادى، جاءت موافقته كدليل على حبه وانتمائه للنادى الذى احتضنه، وزاد على ذلك أنه لم يضع شرطاً واحداً عند التجديد، فوقع على بياض فى حضور أيمن يونس، عضو مجلس الإدارة، عكس لاعبين آخرين رفضوا تجديد عقودهم وقتها قبل الحصول على المستحقات المتأخرة، وتحديد مقابل مادى مناسب قبل أن يرحلوا عن الفريق لعدم أهليتهم. رحل «عبدالشافى» عن الزمالك لمدة 6 أشهر فقط، لكنه أصبح كالدجاجة التى باضت ذهباً للزمالك، فاللاعب تنازل عن ثلاثة ملايين جنيه من مستحقاته المتأخرة لدى النادى، فضلاً عن أن الزمالك سيحصل على ما يقترب من 11 مليون جنيه تنعش خزينة النادى وتساهم فى حل أزمته المالية، قبل أن ينتقل إلى فريق جدة السعودى على سبيل الإعارة. وحرص اللاعب على الاعتذار للجماهير عن الفراغ الذى سيتسبب فيه، مع وعد بالعودة للتعويض بعد نهاية الموسم، ليستمر مسلسل العشق بينه وبين القلعة البيضاء التى منحها الكثير فنياً داخل الملعب خلال 5 سنوت قضاها، أو حتى مالياً عند رحيله معاراً لمدة 6 أشهر فى مبلغ لم يدفع فى أغلى صفقة بالدورى المصرى.