تواصلت ردود الأفعال بين السياسيين والمواطنين الأتراك المطالبين بكشف حقيقة عملية الإفراج عن الدبلوماسيين الأتراك الرهائن لدى تنظيم «داعش» فى مدينة «الموصل» العراقية، وسط تنديد بما وصفوه ب«التعاون بين الحكومة وداعش». وشهدت مدن «إسطنبول» و«فان» وبلدة «يوكسك أوفا» تظاهرات، أمس، تتهم حكومة حزب «العدالة والتنمية»، القريب من تنظيم الإخوان، بالتعاون مع تنظيم «داعش»، وتندد بسياستها، رافعين شعارات «الجمهورية التركية وتنظيم داعش يداً بيد»، وجرت التظاهرات تحت تدابير أمنية مشددة تحسباً لوقوع أعمال شغب واضطرابات. وقالت شبكة «سى.إن.إن تورك»، إن «حزب الشعوب الديمقراطية الكردى، نظم تظاهرة فى مدينة فان وبلدة يوكسك أوفا مشابهة لتظاهرة إسطنبول، إذ اتهم المحتجون الحكومة التركية بالتنسيق والتعاون مع تنظيم داعش الذى قتل الأبرياء الأكراد فى سوريا». واندلعت اشتباكات فى «فان» وبلدة «يوكسك أوفا» بين المتظاهرين الأكراد والشرطة التى استخدمت مدافع المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع، فيما استخدم المتظاهرون الألعاب النارية وقنابل المولوتوف، واستمرت التظاهرة حتى الساعات الأولى من صباح أمس، وسط الشوارع الرئيسية والفرعية، وقبضت قوات الشرطة على 5 مواطنين فى «فان»، و«يوكسك أوفا». فى السياق ذاته، نقلت وسائل إعلام تركية، مساء أمس الأول، مشاهد يظهر فيها قطار محمل بالعتاد العسكرى، من بينها الدبابات، والأسلحة التى قيل إنها «مرسلة إلى تنظيم داعش، تنفيذاً لتعهد الحكومة التركية فى إطلاق سراح ال49 دبلوماسياً كان التنظيم أطلق سراحهم منذ بضعة أيام». ووفق الفيديو فإن «القطار المحمل بالعتاد العسكرى متجه إلى منطقة التل الأبيض، إذ يخوض التنظيم معارك طاحنة ضد الأكراد فى شمال سوريا». وكان تنظيم «داعش» اختطف 49 دبلوماسياً تركياً من الموصل فى يونيو الماضى، فى حين أعلن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أن عملية التحرير تمت لقاء صفقة دبلوماسية سياسية، مؤكداً أنه لم يدفع أى مبلغ مالى مقابل الإفراج عنهم. من جهتها، قالت صحيفة «بوجون» التركية المعارضة، إن «حكومة العدالة والتنمية تغض الطرف عن مستشفى يوفر المساعدات الطبية للمقاتلين فى سوريا، وله 75 سريراً فى مدينة غازى عنتب بجنوب البلاد تزامناً مع تصاعد الحديث حول تقديم تركيا الأسلحة والذخيرة لأعضاء تنظيم داعش». وأضافت الصحيفة، أمس، أن «مراسلها التقط صوراً للمستشفى وأجرى مقابلات صحفية مع المقاتلين المصابين بجروح مختلفة فى سوريا، فيما أكد مسئولو المستشفى أن ما يقرب من 700 مقاتل فى سوريا تلقوا العلاج بالمستشفى على إثر إصابات مختلفة خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالى». وكان «أردوغان» ألمح للمرة الأولى، أمس الأول، إلى أن بلاده قد تكون تبادلت أسرى تابعين لتنظيم «داعش» كانت أسرتهم فى مقابل إطلاق سراح الدبلوماسيين المحتجزين.