يحتفل الأقباط الأرثوذكس، الشهر المقبل، بما يعرف ب مولد العذراء، الذي يتوافدون خلاله على الأديرة والكنائس التي تحمل اسم والدة المسيح في العديد من محافظات مصر، ويحظى دير العذراء بجبل «درنكة» في محافظة أسيوط بشهرة خاصة، حيث أنَّه آخر محطات رحلة العائلة المقدسة في مصر قبل العودة من جديد إلى فلسطين. وبالتزامن مع ذلك، تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لافتتاح مغارة دير درنكة التي قيل أنها عاشت بها العائلة المقدسة بعد تجديدها، وهو الأمر الذي وقف عليه الأنبا يوأنس أسقف أسيوط وتوابعها للأقباط الأرثوذكس. إلا أنَّه مع انتشار صور لما قيل إنَّه عملية تجديد للمغارة الأثرية، حتى ثار جدل قبطي على مواقع التواصل الاجتماعي، بين مؤيد ورافض لهذا التجديد، للمكان الذي تحيطه ما يعرف بكنيسة المغارة، وطول واجهتها 160 مترًا وعمقها 60 مترًا، ويعود تاريخ تلك المغارة إلى نحو 2500 سنة قيل الميلاد. المؤيدون: التجديد هدفه راحة الزوار وفيما انصب المعترضون على ما وصفوه بالطريقة العشوائية في تطوير المغارة الأثرية وإفقادها مظهرها التاريخي، دافع المؤيدون عن التطوير بأنَّه تمّ فيه توفير وسائل الراحة للزوار، حيث تمّ تركيب أرضيات جديدة مع تكييف المكان وهو الفريق الذي انضمت إليه «مرمرة كاراس» التي قالت: «الناس اللي معترضه علي تجديد المغارة ياريت لما تروحو تزورو في عز النار مطولوش جوه المغارة وتطلعو بسرعة، الأماكن الأثريه زي ما هي دي مجرد تجديدات من ضمن عشرات التجديدات اللي اتعملت في المكان، والأنبا يوأنس لما جدد كان بناء علي رغبه الآلاف اللي كانو حاضرين إحدى عظات ليالي كيهك السنة اللي فاتت، لما حد كتبله رجاء يشتكي من المراوح، راح قال أوعدكم السنة الجاية المغارة هتكون مكيفة، وكل اللي قاعد هلل وسقف وفرح، وسيدنا وعد ووفى، بلاش نبقى زي اليهود اللي هتفوا يوم حد السعف أوصنا لملك داوود، وبعد كام يوم قالوا: اصلبوه، كل ما يُعمل يعمل للخير». فيما قال روماني منير: «الناس متضايقة وزعلانة ليه من تجديد المغارة! الحاجات الأثرية جواها مجاش جنبها أصلًا، تغيير الأرضية عادي بالعكس بقيت شيك وجميلة والبلاط اللي كان محطوط مكنش أثري، ده من أيام ما كان الأنبا ميخائيل بيطور في المغارة برضو، محدش ليه ساعتها قاله ليه بتحط البلاط وسيب الأرض، زي ماهي كدة! دي حاجة كويسة تغيير منظر الأرض، المغارة الناس كانت بتفطس فيها من الحر والخدام في كل حته بيقعدوا يهوا للناس يعني لما تزور براحتك ومتقولش يالا نطلع بسرعة هنموت من الحر يبقي دي نقطة إيجابية، تغيير الإضاءة وتزويدها يضر في إيه! تغيير مكان حاجة هنا أو هنا مش جريمة ولا هتغير من قدسية المكان، المغارة بقيت جميلة والمناطق الأثرية اللي فيها زي ما هي، نروح نزور ونصلي ونطلب شفاعة العذراء وناخد بركة الدير، بلاش إدانة ومنخليش الانتقاد يضيع الايام الحلوة». المعترضون: التجديد طال الهوية وتمّ بعشوائية أما فريق المعترضين، فكان منهم مينا وسيم، الذي قال: «اعتقد إن التجديد عمره ما يكون عيب لكن الفكرة دايمًا في الهوية، جدد المغارة لكن متغيرش الهوية بتاعتها، جدد التفاصيل لكن متغيرش الجوهر، المكان فقد كتير جدا من كينونته باللي اتعمل ده، كانت محتاج احترافية اكتر بكتير اوي من مجرد ديكور و شكل حلو وشيك وخلاص». فيما قال كيرلس جميل: «عمل قبيح يضاف لقائمة الأعمال المخزية في الكنيسة القبطية، تلك الأعمال المشينة التي لاحظناها منذ سنوات.. لا هدف لها سوى ضياع تراث الكنيسة الأرثوذكسية وإيمان كنيسة الإسكندرية وتحويله إلى مشاريع سياحية بهدف الربح القبيح دون تمييز ولا اعتبار للقيمة الحقيقية للأماكن المقدسة، ويكفي أن العمل الهدام دا ثمرة من ثمار العشوائية والجهل بقيمه الأماكن المقدسة اللي شعب أسيوط كله معترضش عليها منذ بدء العمل».