كلنا مقتنعون بأنه رغم «التجريف» الممنهج والمتعمّد فى عصر المخلوع، فمصر دائماً «ولّاده»، وأنها ما زالت ثرية بالعقول المبدعة الخلاقة، وبها آلاف المواهب من المميزين، ومن يملكون مهارات وفنون «القيادة».. قيادة الصفوف، لتقفز مصر.. ثم «تُقلع» للطيران فى سماء العالمية.. لتسهم فى تقدّم الحضارة الإنسانية، الحضارة الإنسانية التى أسسها أجدادنا الفراعنة، وما زال العالم كله مديناً ومعترفاً بفضل أم الدنيا على البشرية جمعاء. السؤال: كيف نصل إلى هذه «العقول» المميّزة، والشخصيات المؤهلة، وكل من تتوافر لديه مواصفات «القيادة» من المصريين والمصريات على مستوى الجمهورية؟ بعد أن ظلت القاهرة محتكرة لخشبة المسرح، وظل المخلوع يحاول إقناعنا بأنه لا يجد فى الثمانين مليون مصرى «شخصاً واحداً» يصلح خلفاً له، أو حتى «نائباً» لجنابه.. ولهذا أشاعوا فكرة «عبده مشتاق» كتهمة لمن يسعى إلى منصب، حتى لو كان مؤهلاً له.. والحقيقة أنه كان هناك بعض «المشتاقين» من أنصاف الموهبة، طمعاً فى الامتيازات، واستغلال النفوذ، والأُبهة التى كان يتمتع بها منصب الوزير أو المحافظ.. وانزوى كل «موهوب» يحترم نفسه، فهاجر من هاجر، ومات من مات! أما الآن وبعد أن أصبح منصب رئيس الحكومة، والوزير، والمحافظ، وحتى الكرسى الكبير نفسه «همّاً وغمّاً» ومسئولية لا يعلم بها إلا الله.. لدرجة أن كثيرين ممن تتوافر لديهم المواصفات والشروط «يعتذرون».. ولا يوجد لدينا قاعدة بيانات للرجال والنساء والشباب القادرين والمؤهلين، يختار منها متخذ القرار بدائل للمعتذرين، ولهذا نقع دائماً فى «حيص - بيص» فى كل تشكيل وزارى، أو حركة تغيير للمحافظين، ولن أحدّثكم عن رؤساء المدن والأحياء وغيرها، فمعظمها تأتى بالصدفة أو الواسطة والمحسوبية، ومكافأة نهاية الخدمة!! (بالمناسبة حركة المحافظين حالياً متعثرة لهذه الأسباب). ولهذا خرج الرئيس يطالبنا جميعاً بمساعدته فى البحث والتنقيب عن الشباب والنساء والرجال «المؤهلين»، ممن يملكون مواصفات القيادة من موهبة، وقدرة على الابتكار، والارتجال عند اللزوم، وسرعة اتخاذ القرار، و.. و.. ومن هذه «الكفاءات» نؤسس لقاعدة بيانات يتم تحديثها دورياً، ومنها يختار متخذ القرار «المميزين» وأهل السمعة الطيبة بعيداً عن المشتبه بهم.. والسؤال الثانى: كيف نقنع كل «موهوب» (وموهوبة طبعاً) ليتقدم ك«فدائى»، ويقبل أن يكون «خدّاماً» لمصر، وللمصريين جميعاً؟.. بالقطع بلدنا الآن محتاج للكل.. فالشباب حتى الأربعين يجب أن يتكون منهم صف ثانٍ يحكم ويتصدر المشهد خلال عامين أو ثلاثة، على الأكثر (فى الدول الأخرى معظم المسئولين من سن السابعة والعشرين، ورؤساء الحكومات بين الثلاثين والأربعين).. ولكن «فارق التوقيت» يُجبرنا الآن على قبول الواقع مؤقتاً.. ومن 40 سنة حتى 60 سنة يجب أن تكون المناصب التنفيذية هم المسئولون فيها وعنها (ولكل قاعدة استثناءات إذا اضطررنا)، وفوق الستين.. يصبح «خبيراً» مستشاراً، بما تراكم لديه من خبرات، مصر فى أمسّ الحاجة إليها بكل التخصصات، والقادرون منهم يشاركون كمتطوعين بالعمل الأهلى، كما يحدث فى كل الدول المتقدمة. والسؤال: من يقوم بعملية البحث والتنقيب عن المواهب المدفونة من المصريين بالداخل والخارج، ليسهم فى خلق قاعدة البيانات وتحديثها دورياً؟ ومن أين نحصل على هذه البيانات؟ وهل كل «موهوب» يقبل بأن يكون «فدائياً» و«خادماً» لبلده؟ الآراء كثيرة، ووجهات النظر مختلفة.. فهناك من يقول: أجهزة الأمن لديها بيانات من كانوا «أكفاء» ومستبعدين أيام «مبارك».. ومن يقول: ابحث عن الذين تعلموا فى الخارج، «وشافوا الدنيا بره»، ولم يعملوا طويلاً فى الجهاز الإدارى الفاسد.. وانتهى الأمر بعد مناقشات وحوارات مع كثيرين من المتخصصين إلى «الشفافية».. أى الإعلام والإعلان المباشر، وعن طريق «بنك الأفكار» بعد تحويله الآن إلى «عمل مؤسسى»، وأن يفتتح له «فرعاً» فى كل محافظة. محافظ الإسكندرية اللواء طارق المهدى رحّب جداً، وسيفتتح هناك أول «بنك أفكار» لسببين: (1) يتلقى من أبناء المحافظة كل «فكرة» مدروسة الجدوى تفيد المحافظة، وتسهم فى تطويرها، وتحسين معيشة أبنائها. (2) تؤسس لقاعدة بيانات «للموهوبين» من أبناء المحافظة، والمؤهلين للقيادة، وتساعد متخذ القرار فى اختيار رؤساء الأحياء والمدن وحتى القرى، وفى كل المجالات بقسم يُسمى «بنك القادة». ويمكن «لبنك الأفكار» فى كل محافظة أن يتسع لقسم جديد.. يجمع كل شباب «المخترعين»، ويسهّل لهم الطريق لتسجيل براءات الاختراع.. بتوفير التمويل من القادرين، وبتسهيل الإجراءات فى التسجيل.. كما يمكن فتح قسم ببنك كل محافظة: «لحماية المستهلك» من المحامين المتطوّعين، ليشكّلوا «رقابة أهلية»، بجانب الرقابة الحكومية و.. و.. الخلاصة: من يجد فى نفسه «الكفاءة» والمواصفات القياسية العالمية «للقائد»، ومستعد لأن يكون «فدائياً»، وخادماً لبلده وأهله، فليراسلنا على العنوان الذى سنُعلنه قريباً وبه كل التفاصيل، وخلال هذا الأسبوع، وبمجرد التنويه، وصلنا طلبات من المتخصصين فى التنمية البشرية، ومن عملوا فى مركز دعم واتخاذ القرار، لديهم الخبرة الكافية، و«متطوعين» ليساعدوننا.. وهذه بشرى خير، فالكل جاهز لخدمة مصر.. بعد أن أصبحت هناك «إرادة سياسية» حقيقية لدى الرئيس. صباح الخير سيادة الرئيس: أولاً: كما وعدنا.. سنوفى.. وقبل 60 يوماً، سيكون هناك «قاعدة بيانات» قابلة للتطوير والتحديث، ولكنها حقيقية، بعيداً عن أى مؤثرات، وكل من سيشارك فيها ليس له حق الترشّح لأى منصب تنفيذى ونحن أولهم. ثانياً: لدىّ رسالة من الشباب، حمّلونى أمانة توصيلها: «.. الشباب معظمهم (غاضب).. ويتساءلون (هل معقول أو حتى مقبول بعد ثورتين أن نظل هكذا (مهمشين).. وأمامنا كل اللاعبين على المسرح من بقايا النظام الكئيب، نظام مبارك (ربنا هيحاسبه)، وهؤلاء هم أنفسهم الذين يرسمون خارطة المستقبل.. مستقبلنا نحن.. نحن الشباب الذين لا يعرفوننا.. فكيف يتركهم الرئيس يحددون لنا الطريق».. ويطالبون سيادتك «بالمشاركة»، وبتراجع هؤلاء خطوة للخلف.. ويكررون أن المستقبل يخصهم، وهم القادرون على صياغته، بالاستعانة بخبرات كل هؤلاء إذا احتاجوا إلى مشورتهم.. توقيعات من شباب كثيرين، ولهذا أقترح: وسيادتك الآن تجهز لحركة المحافظين.. أن تختار 4 من الشباب والشابات «للتدريب» كمساعدين ومعاونين لكل محافظ كما اتفقنا فى لقائنا السابق.. على أن «يُؤمر» كل محافظ بأن يصنع من هؤلاء «قادةً» يتولى أحدهم المحافظة خلال 24 شهراً، وأن يقوم «المحافظ» باختيار 4 مع كل رئيس حى أو مدينة، ويتم التقييم كل 3 شهور، لخلق صف ثانٍ، ويمكن الآن تطبيق الشىء نفسه مع كل وزير، ومع رئيس الحكومة.. وأيضاً فى الرئاسة، فى قطاعات يمكن تدريبهم فيها بلا خوف أو حذر.. وهكذا نبدأ فى استيعابهم، ونزولهم أرض الملعب الحقيقى، قبل أن يحدث الانفجار.. انفجار كل هذا الشباب الغاضب، والمركون على دكة الاحتياط. خبر عاجل: (1) تم ضبط وزير الصناعة أمس ولأول مرة متلبساً بزيارة الورش والمشروعات الصغيرة بدمياط.. لماذا يا تُرى؟ (2) وأخيراً وزير الزراعة يعلن أمس الأول عن ال60 صنفاً من الخضر والفواكه التى تحتاجها السوق الروسية.. يبقى كل منا جاب نتيجة.. عقبال ما نسمع إن «العصابة» اتنازلت عن الدعم.. وطبعاً المحامين بتوعهم زعلانين!!!! ونستكمل الثلاثاء المقبل.