تدعم شركة «أبوقير للأسمدة» الفلاح بنحو مليارى جنيه سنوياً، قيمة الفروق بين الأسعار المحلية والعالمية، وتطالب الحكومة بالتدخل لحل مشكلات شركات الأسمدة المتمثلة فى ثبات أسعار السماد منذ عام 2009 حتى الآن، فى الوقت الذى ترتفع فيه أسعار الغاز المستخدم فى الصناعة، فيما تطالب الشركة القابضة للغازات الطبيعية شركات الأسمدة بسداد ملايين الجنيهات قيمة فروق أسعار الغاز. وطالب المهندس سعد أبوالمعاطى، رئيس شركة «أبوقير للأسمدة» وممثل أفريقيا فى الاتحاد العالمى للأسمدة، بمساندة شركات الأسمدة حتى تتمكن من أداء دورها واستمراريتها، موضحاً أن إنتاج مصر من السماد لعام 2013 بلغ 18 مليون طن، منها 7 ملايين للاستهلاك المحلى إضافة إلى تصدير كميات من 25 إلى 30 ألف طن من السماد السائل شهرياً. وكشف «أبوالمعاطى» فى حواره ل«الوطن» أن إجمالى إنتاج المنطقة العربية من السماد وصل إلى 88 مليون طن وبلغ التصدير 50 مليون طن، وإلى نص الحوار. فى قاموس لغتنا العامية الجميلة يعرف العِترة بأنه الشخص الشهم.. الكريم.. ذو المروءة.. المدافع عن الحق.. المستقيم.. وفى قاموس الإنجليزية Magnanimous or generous وفى الزمن الحديث.. جاءتنا هذه المرة عِترات من نوع جديد.. جاءتنا من فيروسات لأمراض حيوانية أغلب الظن أنها وافدة وتوطنت فى بلادنا.. بلد الكرم والضيافة. عاشت هذه الفيروسات بيننا تفتك بثروتنا الحيوانية والداجنة بل والبشرية أحياناً.. ولم تكتف بذلك بل دخلت فى حرب ضروس على مدى عشرات السنين مع الطعوم المستخدمة للقضاء عليها، وكثيراً ما نجحت وغيرت من أشكالها وتحورت وتحولت إلى عِترات جديدة Strains «لعنها الله» لتبطل مفعول هذه الطعوم وتعود لتعبث بمقدراتنا. وفى المواجهة عقد علماؤنا الندوات والمؤتمرات وأداروا الحوارات وحلقات النقاش واستعرضوا مستجدات العلم الحديث وتبلورت الآراء ووُضعت الاقتراحات والتوصيات بأسلوبنا المعتاد وهو «البكاء على رأس الميت». تمنيت أن أسمع من علمائنا ما الذى لدينا من فيروسات تهلك ثرواتنا، هل هى كوكتيل منها وعِتراتها كما أعلنت إحدى المتخصصات على مستوى العالم هذه الجزئية فى لقاء علمى؟ هل نحن فعلاً تعرفنا على أسباب ما يدور فى مزارعنا من نفوق وكوارث فاقت الحد؟ أنشأت الحكومات والشركات الخاصة العملاقة فى بلاد العالم مصانع تحضير للقاحات الأمراض المختلفة لديها بأساليب علمية متطورة، كما تم هذا فى بلدان أو دويلات مجاورة بعد التعرف على الفيروسات ومتحوراتها وعزلها من الحقل من خلال برامج قوية مستمرة للتقصى والمتابعة أين نحن من ذلك؟ ثم ماذا قدمنا لإيقاف هذا النزيف؟ أو ما الخطة التى تم وضعها لعلاج ما نحن فيه؟ لقد استطاعت حكومات دول كثيرة التعامل مع هذه الفيروسات ومتحوراتها باستخدام أسلوب الاستئصال Eradication بإعدام المريض من الحيوانات والطيور أو الحامل للمرض أو حتى الواقع فى دائرته وتعويض المربين فى الحال بكامل قيمة ما تم إعدامه أو استئصاله، لتقضى بذلك على المرض من جذوره فأين نحن من ذلك؟ والآن.. هناك جهات سيادية أمينة على الوطن تسابق الزمن لعمل شىء ما لمحاربة هذه التوليفة من الفيروسات وعِتراتها.. نريد نتائج سريعة واضحة ومؤثرة الآن، فهل تنجح؟ هل سنبقى فى حرب الاستنزاف المستمرة مع هذه الفيروسات بعد أن تمكنت من ثروتنا وغذائنا؟ هل يمكن أن نستعد من قبل لاستئصال أى وافدات منها بأدوات المقاومة العلمية المبنية على خريطة جغرافية لأمراضنا وأوبئتنا، بأدوات فعالة للقضاء عليها قبل قضائها على الأخضر واليابس؟ ما العوائق التى تحول دون تقدمنا للانتصار؟ نحن فى ثورة ويجب أن نشعر بها فى كل نواحى حياتنا.. الأموال يجب توفيرها فوراً مهما بلغت قيمتها لدعم علمائنا وأبحاثنا فى هذا المجال وغيره، فالبحث العلمى لدينا غائب تماماً عن الساحة بسبب نقص السيولة أساساً وما يرصد له من مبالغ تقل كثيراً عن إيرادات حفلة من حفلات صيف مارينا! هذه المبالغ من الواجب توفيرها من الحكومة باعتبارها بعداً استراتيجياً، وعلى القطاع الخاص المستفيد أن يتحمل دوره ويساهم بقدر إمكانياته حفاظاً على استثماراته وإبقاء على العمالة الوطنية، وستتولى الصناعة وعلى نفقتها الفترة المقبلة الاستعانة بالعلماء والمعاهد والمعامل الخارجية الأجنبية لإيجاد الحلول السريعة. وبارك الله فى العِترات من رجالنا وعلمائنا وأهلك بفضله عِتراتنا من فيروساتنا.. إنه سميع عليم. ■ كيف ستواجهون أزمة ارتفاع سعر الغاز؟ - أسعار الغاز ليست عالية حال تصدير المنتج، لكن عند مقارنتها بتكلفة الإنتاج والبيع بالسعر المحلى تصبح أزمة، لأننا نرتبط بأسعار ثابتة منذ 2009 رغم ارتفاع أسعار الغاز وقطع الغيار والعوامل المساعدة وغيرها. ■ كم تبلغ كمية السماد التى تحتاجها السوق المحلية؟ - السوق تحتاج 9.5 مليون طن من الأسمدة سنوياً، وتوفر الشركات هذه الكمية، لأنه بعد تطبيق رسم الصادرات أصبحت الشركات تلتزم بتوفير الكميات التى حددتها وزارة الزراعة، ووزير الزراعة يبذل كل الجهد لتوفير السماد بهدف دعم الفلاح، وأصبح هناك منظومة تتحكم فى توزيع السماد. ■ لماذا يزداد الطلب العالمى على اليوريا؟ - الطلب العالمى على اليوريا سيشهد زيادة ثابتة بمعدل يبلغ 3% سنوياً على مدى السنوات العشر المقبلة، لأنه يعتبر الآن المنتج الأكثر تفضيلاً لدى المزارعين حول العالم، نظراً لاحتوائه على العناصر الغذائية الغنية، وأهمها عنصر النيتروجين، إضافة للمسئولية الكبيرة الملقاة على عاتق صناعة الأسمدة لمعالجة الضغوط المتزايدة من الإنتاج الزراعى، إلا أن الآن هو الوقت المناسب لأن تلعب هذه الصناعة دوراً أساسياً فى تعزيز الممارسات المستدامة ليس فقط فى إنتاج الأسمدة ولكن أيضاً فى استخدامها على النحو السليم والمبرمج لتحقيق الهدف المتمثل فى ضمان حياة صحية ومنتجة لجميع سكان العالم. ■ ما إجمالى إنتاج الأسمدة بمختلف أنواعها فى الدول العربية ومصر العام الماضى؟ - قطاع الأسمدة العربية استطاع أن يرسخ مكانته فى السوق العالمية نتيجة لوفرة المواد الخام، بما فى ذلك الغاز الطبيعى وصخر الفوسفات والبوتاس، وصناعة الأسمدة تمثل عوائدها أهمية كبيرة فى اقتصاديات البلدان العربية المنتجة والمصدرة للأسمدة وخاماتها ليكون نحو 90% من إجمالى الإنتاج العربى موجهاً بالدرجة الأولى للتصدير، لتدنى كميات الاستهلاك فى السوق العربية، إذ تساهم عوائدها دون شك فى دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى الدول المنتجة، حيث بلغ إجمالى الإنتاج من الأسمدة وخاماتها فى المنطقة العربية فى العام الماضى حوالى 88 مليون طن وصادرات تجاوزت 50 مليون طن. ■ ماذا عن الاستثمارات الجديدة فى صناعة الأسمدة فى مصر؟ - صناعة الأسمدة فى مصر شهدت تطوراً ملموساً خلال السنوات الماضية، وما تم تنفيذه من توسع فى الطاقات الإنتاجية وما هو مخطط لتنفيذه من مشاريع تكاملية فى مجال صناعة الأسمدة الفوسفاتية والبوتاسية، يعد دون شك نقلة نوعية فى منظومة إنتاج الأسمدة وتكاملها فى مصر ومساهمتها الموجهة والفاعلة فى دعم منظومة الزراعة ومضاعفة الإنتاجية الزراعية وتدعيم إنتاج الغذاء.