لجأ أهالي قرية القصر، التابعة لمركز نجع حمادي بقنا، للدخول إلى منتصف نهر النيل ناحية القرية عبر قوارب صغيرة، لتعبئة "الجراكن" بمياه واستخدامها في أغراض الشرب والاستخدمات المنزلية. واصطحب محمود شعبان محمد (18 سنة)، طالب بالصف الثاني الثانوي، محرر "الوطن" للدخول لمنتصف النيل لتعبئة "جركن" بالمياه، وقال: "هنا الميَّه لسه بخيرها"، وذلك على خلفية إصابة 10 أفراد من أهالي القرية بقيء وإسهال شديدين، أرجعه ذويهم لتلوث مياه محطة المرشحة بالقصر التابعة لشركة مياه الشرب والصرف الصحي بقنا. ولاحظ محمود أمس رائحة كريهة بالمياه عقب تناولها بعد صلاة العشاء بعد انقطاعها ظهرا، وانتابته آلام حادة وإسهال شفي منه بتناوله "مش جبنة قديمة". ولم يكن شعبان وحده من شعر بآلام، بل شاركه نحو 40 من أهالي القرية نفس الأعراض، لكن حالتهم تحسنت بالأساليب العلاجية الريفية (تناول ماء بملح أو ثمرة ليمون أو مش جبنة قديمة). واشتدت آلام البطن على صابر أبوالفضل شلقامي (47 سنة)، فتم نقله بصحبة 8 أفراد لمستشفى نجع حمادي المركزي، وفي الساعة العاشرة والنصف بعد شكوك الأهالي في تلوث المياه اعتلى أئمة مساجد الحق وأبي عسران ونجع العرب منابرهم ليحذروا الأهالي من المياه. ويعتمد العديد من أهالي القرية على تعبئة "الجراكن" من نهر النيل، ومنهم شعبان محمد ماضي (61 سنة) وصابر أبوالفضل وعبدالمغيث إبراهيم وخالد أحمد تغيان، فيما لا يزال المئات يحاصرون مرشح المياه مطالبين بربط مرشح القرية بمرشح قريتي المصالحة والشعانية لجودة مياههما، وإبعاد ومحاسبة محمد عمر مصطفى وحسني محمد حسن، مسؤولي المرشح، بالإضافة لعماد أيوب مفتش الصحة.