يرى الدكتور مصطفى عبدالمعطى، الأستاذ بكلية الفنون الجميلة بجامعة الإسكندرية، أحد رواد الفن التشكيلى، أن حصوله على جائزة النيل فى الفنون يأتى تتويجاً لمسيرته الفنية التى تقترب من 60 عاماً، كما أنه يحمل دلالات أعمق، تؤكد أن الدولة لم تقصر فى تكريم أبنائها من المبدعين، وأنها قادرة على تخطى الأزمات التى يمر بها العالم. ماذا يعنى حصولك على جائزة النيل فى الفنون؟ - الجائزة تتويج لمسيرة عمل تقترب من 60 سنة فن، ولذلك فالجائزة لها معنى كبير جداً، ويحسب للدولة أنه بالرغم من الظروف التى يمر بها العالم وبرغم انشغال مصر بمشاريع البناء الكبرى وظروف جائحة كورونا، التى لا يخفى أثرها على الجميع، فإن الدولة ممثلة فى وزارة الثقافة لم تتوان عن تكريم أبناء مصر من المبدعين، وهو رمز جميل يعنى أننا كبلد لم نتوقف فى أصعب الظروف عن ضروريات حياتنا بما فيها الاحتفاء بالمبدعين فى كافة المجالات. وهو رمز جميل سيكون له صدى على مستوى دولى، ويحمل رسالة تدل على أننا قادرون على أن نتخطى الأزمات بل نستطيع أن نتعايش معها وهو معنى كبير بالنسبة لى من هذا المنظور. كان التنافس قوياً جداً بينكم وبين الموسيقار عمر خيرت.. فكيف رأيت هذه المسألة؟ - الموسيقار عمر خيرت صديق عزيز، وهو مبدع وفنان كبير، ولم يكن لدىّ مشكلة لو ذهبت الجائزة إليه، ويوجد مبدعون كثر فى مصر يستحقون الجائزة، لكن فى النهاية هذا هو نظام الجائزة التى تمنح جائزة واحدة ولا تقبل المناصفة، ولذلك لا نستطيع أن نقول إن الحاصل على الجائزة هو أفضل من جميع الموجودين بل هو واحد من هؤلاء المبدعين الكثر، وأعتقد أن عمر خيرت «مش زعلان» أنى حصلت على الجائزة فهو قيمة كبيرة، ويحمل طاقة إنسانية لا محدودة. فنانون إسبان قالوا لي: «انت جاي تدرس هنا ومصر بلد الفنون» الفن التشكيلى أقل شعبية بالنسبة إلى باقى الفنون فماذا يعنى حصول فنان تشكيلى على الجائزة؟ - الحصول على الجائزة شرف للحاصل عليها وللمجال كله، وذلك يعنى أن المجلس الأعلى للثقافة يضم تركيبة مكونة من فنانين وعلماء وفلاسفة من جميع المجالات، ولديهم دراية بمختلف أنواع الفنون، وأحكامهم تختلف عن أحكام الجمهور، ولذلك ينظر للتجربة ككل وبشكل واع. الفن التشكيلي رمز الحضارة الفرعونية فالمصري القديم كان الفن له «حياة» حتى إنه كان يجمل المقبرة التى يدفن فيها والحضارة المصرية رمزها الفن التشكيلى، وما وصلنا إليه من عظمة هذه الحضارة كان عن طريق الفن التشكيلى، الذى حمل هذه الحضارة العظيمة، من معبد وهرم وجدارية وتمثال، وهو ما حمل تاريخ وثقافة هذا البلد، من ديانة وحياة سياسية واجتماعية بكل تفصيلاتها، لكننا لا ننتبه إلى هذه المسألة، والفن لدى المصرى القديم كان حياة، حتى إن هذا المصرى القديم كان يجمل المقبرة التى يدفن فيها، وعندما سافرت فى بعثة لإسبانيا فى السبعينات لدراسة الفن، كان الأساتذة هناك يسألوننى: أنت جاى تدرس الفن هنا ومصر بلد الفنون؟! فالعالم يرى أن مصر هى أم الحضارات. جمعية الفنون الشعبية من رشحني ما الجهة التى رشحتك للحصول على الجائزة؟ - جمعية الفنون الشعبية. ما رأيك فيما يقال عن مسألة التربيطات فى الجوائز؟ - أقسم بالله، أنا لا أعرف أى عضو من لجنة التحكيم، صحيح بعضهم أصدقاء، لكنى لم أكن أعلم أنهم أعضاء فى لجان التحكيم، وأعتقد أن مصر تضم الكثير من المبدعين الذين يستحقون الجوائز، وكثير من الفنانين يهنئوننى على الجائزة باعتبارها مكسباً للجميع. مسيرتي فى عام 1980 تم اختيارى لتأسيس مركز الفنون والآداب، الذى تحول إلى قطاع الفنون التشكيلية، وقضيت به نحو 8 سنوات ما بين التدريس فى الكلية والعمل فى القطاع، وفى 1988 عملت رئيساً لأكاديمية الفنون فى روما، وكانت تجربة جديدة وشاملة لمختلف الفنون، ثم عدت عام 1996 إلى الجامعة أستاذاً للتصوير بكلية الفنون الجميلة.