نصف مليون جنيه أنفقتها مجموعة مكونة من 25 شاباً فى ثلاث سنوات من مالهم الخاص، بعضهم باع ذهب زوجته، والبعض الآخر باع أغراضه العزيزة على قلبه من أجل استكمال إنتاج سلسلة أفلام «أجنحة الغضب»، لكن أموالهم انتهت مع الانتهاء من الجزءين الأول والثانى، وأصبحت الحاجة إلى تبرعات، أو رعاية من إحدى الشركات الكبرى، أو حتى شراء الجزءين المنتهيين، بمثابة الأمل الوحيد لمجموعة الشباب المجتهد كى يتمكن من إتمام حلمه، واستكمال تمويل سلسلة الأفلام الوثائقية التى لم يسبق أن تم إنتاجها فى العالم العربى من قبل، عن معارك حرب يونيو، والاستنزاف، وحرب أكتوبر، التى جرت فى السماء العربية. «بدأنا المشروع حين لم نجد أحداً من الجهات الرسمية فى الدولة يتحرك لإنقاذ تاريخ حرب 73 من التزييف والضياع، أردنا تقديم منتج جيد، يحارب موجة تزييف التاريخ المصرى، وبالذات حرب 73»، يتحدث أحمد زايد، كاتب سيناريو الفيلم، الذى يؤكد أن العديد من الأفلام الوثائقية الإسرائيلية والأجنبية الموجودة على شبكة الإنترنت، وتحديداً موقع يوتيوب، تقول إن المنتصر فى حرب 73 هى إسرائيل، وليست مصر، «الحقائق معكوسة، والمؤسسة الرسمية لم تتحرك لإنقاذ الموقف، فقلت أنا وزمايلى نعمل اللى نقدر عليه، وأطلقنا على نفسنا المجموعة 73 مؤرخين، وبدأنا نتحرك». ويتابع: «القنوات عاوزة الحاجة ببلاش، إحنا فريق من تلت سنين وإحنا شغالين، صرفنا مبالغ ضخمة، وجهد كبير، ولما فلوسنا خلصت قبل الانتهاء من المشروع حاولنا نحصل على عقد رعاية لاستكمال الأجزاء الأربعة الباقية، يكفى إن دقيقة الجرافيك تتكلف من 4 إلى 6 آلاف جنيه، وعمل لا يقل عن أسبوعين، كما أن عملنا دقيق، لذا يستلزم جهداً أكبر، ونعتمد على فريق مستشارين منهم اللواء طيار محمد عكاشة، واللواء طيار نصر موسى، والدكتور ديفيد نيكول، ومستر توم كوبر، من كبار المؤرخين الأجانب عن الحرب فى الشرق الأوسط، تعاونوا معنا مجاناً وتبرعوا بمجهودهم فى مراجعة الفيلم تاريخياً وفنياً». سلسلة الأفلام التى تنتظر تمويلاً رفضتها القنوات؛ لأنها لن تجلب إعلانات، ما دفع الشاب الثلاثينى إلى التعجب: «تاريخنا مش جايب إعلانات، عشان كده كله عاوزه مجاناً، والاختيار قدامنا إما نتبرع بالفيلم مجاناً وما نقدرش نكمله، أو نرضى ببيعه لقنوات عربية اشترطت التدخل فى محتواه وتغييره حسبما يتراءى لها، وده مرفوض، للأسف مضمون التسالى هو فقط اللى بيجلب الإعلانات ويغرى القنوات بعرضه». المجموعة «73 مؤرخين» اكتشفت خلال عملها على السلسلة عدداً من المفاجآت من بينها أن الفريق أحمد شفيق كان قائد السرب 45 فى مطار القطامية ولم يشارك فى القتال، رغم خسائر السرب، لكنه ادعى المرض، وظلت مقولته الشهيرة تتردد فى آذان أعضاء السرب «صول عايش ولا لوا ميت»، يقول زايد: «حصلنا على هذه المعلومة من طيارين أكدوها كانوا من بين أعضاء السرب، بالتحديد من الطيار خ. ف، الذى رفض أن يخرج ليعلن عن الأمر بنفسه، خوفاً من استغلال المسألة سياسياً ضد الفريق فى وقت الانتخابات، لكن الحقيقة التى يعرفها الجميع أن قادة أسراب، وقادة لواءات جوية، لم يكن من بين مهامهم الطيران، شاركوا فى أكثر من 20 طلعة قتال، رغبة منهم فى المشاركة والانتصار».