خرج من رحم جماعة وصمتها محكمة مصرية ب«الإرهابية»، ورغم أنهم «ذرية بعضها من بعض»، لكن كثيراً ما نفى قيادات الحزب الوليد، حزب الوسط، أى صلة تربطه بالجماعة الأم «الإخوان المسلمون». حتى كشف تحالفهما غطاء الناس فصار بصرهم من يومها حديداً. قرار أخير، بعد عام من تحالف لم يحرز تقدماً، قرر فيه الحزب الوليد أن ينسلخ عن العصبة، قرار كانت له عدة تفسيرات.. فبينما يرى البعض أن «الوسط» قفز من سفينة «دعم الشرعية» التى ضلت طريقها فى بحر التيه، يقول آخرون إن ثمة مناورة يلعبها الحزب المناصر للإخوان إما لدخول قاعة السياسة من باب خلفى، أو لإعادة صياغة الدور الذى يلعبه الحزب من أجل المطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسى. أعلن حزب الوسط انسحابه من تحالف دعم الشرعية، مبرراً ذلك بمتطلبات الحراك الثورى التى تقتضى العمل من خارج منصة التحالف، وأصدر بياناً يلفت فيه لضرورة «إنشاء مظلة وطنية رَحْبة تجمع تحتها كافة أطياف القوى السياسية الوطنية دون إقصاء لأى طرف من الأطراف». الحزب الذى انتقدت قياداته منهج جماعة الإخوان المسلمين انتقاداً لاذعاً، ذابت هذه الانتقادات مع وصول الجماعة لسدة الحكم، فسعت قياداته لمساندة جماعة الإخوان الحاكمة فى مواجهة بقية أفراد الجماعة السياسية من أحزاب وحركات. وتأسس الحزب من مجموعة من شباب الإخوان المسلمين انفصلوا عن الجماعة فى منتصف التسعينات، وقتما لاقى قيادات الجماعة محاكمات عسكرية. لكن طلب هيئة الحزب للجنة شئون الأحزاب قوبل بالرفض ثلاثاً فى 1996، و1998، و2004. لكنه اعتمد رسمياً بعد ثورة 25 يناير بقرار قضائى أسقط قرار لجنة الأحزاب. دخل الحزب الشاب أولى مواجهاته الحقيقية للإخوان فى انتخابات البرلمان 2011، حيث تصدر أبوالعلا ماضى، رئيس الحزب، قائمة حزبه فى محافظة المنيا، فى مواجهة سعد الكتاتنى، القيادى الإخوانى، لكنها مواجهة خسرها «ماضى» باقتدار. وفى وقت سابق كان عصام سلطان، الوجه الأبرز فى الحزب، أحد أهم المنتقدين لمنهج الإخوان، لكنه صار لاحقاً أبرز المدافعين عن حقهم فى البقاء على كرسى الحكم. عُرف الحزب بأنه حزب المنشقين، إذ إن أبوالعلا ماضى، الذى انضم للتنظيم المتشدد فى نهاية سبعينات القرن الماضى، وقت أن كان يدرس بكلية الهندسة جامعة القاهرة، واتصل بتنظيمات الجهاد، حل ضيفاً فى سجون السادات، قبل أن يخرج وجماعته من ظلمات العمل السرى إلى نور السياسة المفتوح، خاصة بعد أن حصل حزبه على رخصة فى أعقاب ثورة يناير. ينتظر الحزب المنشق عن تحالف دعم الشرعية مستقبلاً شديد الحساسية، وحذر مفرط من كافة الأطراف؛ الإخوان من الناحية التى ستتحسس تغيير الحزب مواقفه، والأطراف الموالية للنظام القائم التى تضع الحزب تحت مجهر إثبات حسن النوايا، وآخرين من دونهم يكتفون ب«الفرجة» إلى حين.