توجه ظهر اليوم، الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إلى جمهورية الشيشان، للمشاركة في مؤتمر "التصوف أمان للإنسان واستقرار للأوطان"، برعاية رمضان قديروف رئيس الشيشان. وقال المفتي، قبيل سفره، إن هذه المشاركة تأتي في وقت عصيب يمر به العالم، حيث انتشرت أفكار التطرف والإرهاب، مؤكدًا أن عقد المؤتمر في الشيشان وبرعاية كريمة من رئيس جمهورية الشيشان جاء ليدعم أواصر الوحدة الإسلامية بين المسلمين في كل بقاع الدنيا وأنهم أمة واحدة، ولكي يوصل رسالة الإسلام الحقيقية من خلال التصوف الملتزم المتبع للهدي الشريف. ومن المقرر إلقاء المفتي خلال المؤتمر كلمة مساء اليوم، يؤكد فيها أن التصوف في حقيقته هو المظهر الأخلاقي والروحي للإسلام، وهو الطريق الموصل إلى التقوى وتزكية النفس والسمو الأخلاقي والتحلي بالفضائل الروحية والأخلاقية، وتطهير الإنسان من خصال الشر للنفس الدنيا الموجودة بداخل كل منّا، مثل الجهل والكبر والحقد والحسد والغضب والكره، والتحلي بالفضائل مثل المعرفة والتواضع والرضا والصبر والحب. ويوضح مفتي الجمهورية في كلمته أن العبادات والمعاملات في الإسلام ترتبط برابط الروح أو القيم الأخلاقية، بحيث لا تجد معاملة أو عبادة لا تستند على أساس أخلاقي، فالصلاة مثلا في الإسلام طهارة للنفس، وترقيقًا للقلب، وتحلية للإنسان بفضائل الهيبة، والخشوع، والمشاهدة، والمراقبة، والمناجاة مع الله تعالى، والأنس به، وبدون هذه المعاني تكون الصلاة هيكلًا فارغًا من المضمون. ويضيف المفتي أن الإسلام تجلى في أروع صورة عندما وضع أخلاقيات وضوابط فيما يتعلق بالحرب والقتال- وهي ظاهرة اجتماعية إنسانية صاحبت الإنسان من قديم الزمان-؛ ليظهر للعالمين روح الإحسان في الأحكام المتعلقة بهذا الباب؛ ومن ذلك: "كفالة الحرية الاعتقادية، حرمة إكراه أحد على الدخول في الدين، حرمة قتل النساء والصبيان غير المحاربين في الحرب، حرمة استعمال النار لإحراق العدو في الحرب ما دام يقدر عليه بغيرها".