سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"بناء المشتركات بين جيل الوسط في القوى السياسية" بمكتبة الإسكندرية طارق البشري: يوجد دائمًا حدود للتفاهم كحدود الوطن، ويجب التخلص من التبعية الاقتصادية لاسترداد الإرادة السياسية
شهدت مكتبة الإسكندرية سلسلة حوارات جيل الوسط، والتي جاءت بعنوان "بناء المشتركات بين جيل الوسط في القوى السياسية"، ونظمها مركز دراسات التنمية بمكتبة الإسكندرية في الفترة من 25 إلى 27 سبتمبر. وقال الدكتور سامح فوزي، مدير مركز دراسات التنمية بمكتبة الإسكندرية، إن حوارات جيل الوسط تأتي انطلاقًا من مشروع ثقافي تبنته المكتبة، يقوم على تعبير أبناء جيل الوسط من تيارات سياسية وثقافية متنوعة عن رؤاهم في قضايا تتصل بنهضة المجتمع المصري. وتحدث المستشار طارق البشري، المفكر المصري، في الجلسة الافتتاحية لسلسلة الحوارات عن "المشتركات بين القوى السياسية"، وأدار الجلسة أيمن الصياد، مستشار رئيس الجمهورية. وشارك في سلسلة الحوارات الناشط السياسي وائل خليل، والخبير الإعلامي ياسر عبدالعزيز، وخبير الشؤون البرلمانية الدكتور خليل مرعي، والدكتور ناجح إبراهيم، وأحمد خيري عضو حزب المصريين الأحرار، وتناولت عددًا من المحاور الرئيسية تتعلق بالعلاقة بين الدين والدولة، والتنمية الاجتماعية، والتطور الثقافي. وأكد أيمن الصياد أن سلسلة الحوارات تهدف إلى محاولة إيجاد مشتركات بين من يُظن أن بينهم اختلافات، مشددًا على أهمية البحث عن المشترك والالتفاف حوله للخروج من مستنقع الاستقطاب ومأزق استحضار ثغرات الماضي واستدعاء الاختلافات. وفي كلمته، شدد المستشار طارق البشري على أهمية وجود منهج تسعى جميع القوى السياسية من خلاله للتقارب، مؤكدًا وجود حدود عامة في فكر الجماعة، بالرغم من اختلاف البعض في داخلها، إلا أنهم يدركون جميعًا حدود التفاهم والتي تعد كحدود الوطن. وأوضح أن مصر مر عليها 20 شهرًا منذ ثورة 25 يناير، التي تعد لحظة دقيقة في تاريخنا السياسي، إلا أن هذه الأشهر انقضت في صراع حول موضوع واحد، وهو: هل مصر دولة مدنية أم دينية؟ بحيث ينتهي الصراع عند نقطة بدايته، ولا يسفر العراك عن نتيجة. وأوضح أن الديمقراطية تعني جماعية اتخاذ القرار، فمصر كانت مستعمرة في فترة نظام مبارك بالتبعية والاحتياجات الاقتصادية، لذلك فإن استرداد الإرادة السياسية كاملة يعني تدبير ما يمكن تديبره والاكتفاء الذاتي لمنع الضغط الخارجي. وتحدث أحمد خيري عن خطاب الهواجس السائد الآن، على حد تعبيره، وهو أن اختصار الثقافة في البعد الديني ظالم، مؤكدًا أن مصر مجتمع متعدد الثقافات ويجب الاعتراف بوجود وقبول اختلاف. وأكد الدكتور ناجح إبراهيم أنه لن يكون هناك مشترك بين القوى السياسية بدون توافر شرطين، شرط في القلب وهو التسامح، وشرط في العقل وهو الوسطية في الإسلام، وقال إن الشرطين غير موجودين في مصر، حيث زادت بعد الثورة معاني الانتقام والتفنن في صنع عداوات، بالإضافة إلى غياب لمعظم دعاة الوسطية. وقال الدكتور عبدالفتاح ماضي إن مصر لديها إرث من الاستبداد والتخلف في الفقه السياسي، ولا يمكن حل كل المشكلات قبل وضع الدستور، لأنها تحتاح وقتًا طويلًا جدًا لحلها. وفي جلسة بعنوان "حرية الرأي والإبداع"، قال وائل خليل إن حرية الرأي والتعبير تكفل حق المستضعفين في الدفاع عن أنفسهم، موضحًا أنه في مصر يتعامل المجتمع مع مفهوم حرية الرأي على أنه يخص غير الإسلاميين، وأن الليبراليين يدافعوا عنه والإسلاميين يعادونه، مشيرًا إلى أننا حتى الآن، وعند الحديث عن شهداء حرية الرأي والتعبير، لا يتم ذكر سيد قطب على سبيل المثال. ومن جانبه، قال ياسر عبدالعزيز إنه يجب التفكير في كيفية ترقية الإبداع في مصر من خلال حرية الرأي والتعبير، مؤكدًا أن الإعلام يخطئ كما يخطئ الآخرون، لكن لا يجب إخراسه أو إسكاته.