سألت نفسى: ماذا يمكن أن أقدم لمصر؟.. فدائماً ما ننصح الآخرين، نطالبهم بأن يعطوا لمصر، ونعيد ونزيد فى حقها علينا، وكأننا نلوم الآخرين دون أن نسأل أنفسنا: ماذا قدمنا نحن لمصر؟ هذا السؤال الذى لو قاله كل مصرى وفعل ما عليه، لما احتاجت مصر شيئاً، ولعاش شعبها سعيداً. سألت نفسى، بعد الإعلان عن شهادات الاستثمار مساهمة فى مشروع تنمية قناة السويس، فأنا لا أتوقف عن التفكير للحظة فى وحيدى «يوسف»، أخشى عليه من كل شىء، وأفكر فى تأمين مستقبله، بل هذا هو محور حوارى مع زوجى، لكن عندما أُعلن عن شهادات الاستثمار، وبدلاً من أن أفكر فيها من أجل ابنى، وجدتنى أقول لعفيفى (زوجى): لازم نشارك فى مشروع القناة، لازم نشترى شهادات ليوسف، عشان لما يكبر يحس إنه شريك فى بلده، يخاف عليها، ما يفكرش فى يوم يحرقها أو يدمرها. هذا ليس كلاماً إنشائياً ولكن والله من قلبى، حتى إن زوجى كان أكثر حماساً منى وقال: ونحن أيضاً سنشارك ونشترى شهادات باسمينا، إن ماوقفناش مع بلدنا فى الوقت ده، امتى هنقف؟! أنا لست إعلامية، ودخلت هذا العالم المثير من باب السياسة التى أحبها، وأصابها التعثر فى السنوات الأخيرة مما جعلنى أبحث عن نافذة جديدة للتعبير، ومع ذلك لا أخجل من دعوة الإعلاميين إلى حشد جهودهم فى هذه المرحلة خلف هذا المشروع، وخلف مصر وخلف السيسى. وما يشجعنى على التجرؤ والحديث مع الإعلاميين، ما كتبه الأسبوع الماضى الأستاذ مجدى الجلاد منتقداً الأداء الإعلامى بعد لقائهم بالرئيس السيسى، وأحدث رد فعل كبيراً بين الإعلاميين أنفسهم، فكتب فى نفس الموضوع الأستاذان د. معتز عبدالفتاح وعماد الدين حسن، وتحدث فيه الأستاذان معتز الدمرداش ومحمد شردى، وهذا يعنى أن الإعلاميين أنفسهم يراجعون دورهم ويصححون بيتهم من الداخل دون وصاية أو رقابة، فهم الأقدر والأجدر بذلك. لن ينصلح حال مصر إلا بالإعلام، ولا أتفق مع الموجة الحالية لمهاجمة الإعلام المصرى، فهذا الإعلام، وإن أخطأ بعد ثورة يناير، فإنه هو نفسه الذى أصلح أخطاءه، وساعد فى حشد الشعب لإسقاط الإخوان، والرئيس السيسى أكثر من يعرف هذا، لذلك هو حريص على اللقاء بالإعلاميين ودعوتهم للوقوف الآن خلف مصر، بعيداً عن الصراعات الصغيرة، فالمعركة صعبة، وكما تحتاج إلى دعم الإعلاميين تحتاج إلى الأحزاب السياسية وتكاتف القوى الشبابية، مصر تحتاج إلى شعبها، يداً بيد.. حلم واحد وأمل كبير، أن مصر تبقى قد الدنيا.