واصل فضيلة الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، حديثه حول حدود عقل الإنسان في التفكير، قائلا: «من صفات العقل أن يكون محدودا، كما يستطيع العقل التفكير في ما لا نهاية له من الأمور، ولا يقف عند رقم معين، والعقل دائما يفكر ويبدع ويخترع ويكتشف لكنه محدودا، لو أنا باصص أمامي مقدرش أبص خلفي في نفس الوقت». وأضاف «جمعة»، خلال لقاء ببرنامج «من مصر»، المذاع عبر قناة «cbc»، ويقدمه الإعلامي عمرو خليل: «يقولونا وكالات الأنباء الست الكبيرة تذيع كل يوم 120 مليون معلومة وجملة، أنا كإنسان علشان اطلع عليهم، فيجب عليا اقرأ كل ما نشرته وكالات الأنباء في الأرض، فحسبناها ووجدنا أنه ياخدله 250 سنة، النهاردة السبت، وعلشان أقرا الحاجات اللي حصلت فيه عاوز 250 سنة عشان أخلصها، يبقى إذن الإنسان محدود، إذن العقل له حدود، سواء كان عن طريق الحس أو التجربة أو النقل». وأكد: «ليس هناك حاجز شرعي في التفكير، وتجربتنا مع سيدنا إبراهيم واضحة للغاية في البحث عن الإله وسبب وجود الكون، لكن تحتاج لتفكير مستقيم، ويصل بنا إلى الحقيقة وليس إلى الأوهام والرغبات ودخول الشهوات الإنسانية واختلاطها مع الموضوعية، فعندما فكر إبراهيم بطريقة موضوعية، وصل للحقيقة، ولما فكر قومه بطريقة غير موضوعية لم يصلوا للحقيقة بل وصولوا للوثنية وضلال الفكر، نعم نفكر ولكن بقواعد التفكير المستقيم حتى نصل للحقيقة والواقع والواقع». وواصل: «التفكير السليم مثل الصلاة والوضوء السليم أو الصوم أو الحج السليم، وتعريف العقل أن جزء لا يتجزأ منه هو المعلومات السابقة، ومجال الشريعة كمجال الطب والسياسة، وحتى نتكلم في مجال من المجالات لابد من أن تمتلك أدوات البحث في هذا المجال، فلا يمكن أن تفكر في مسائل طبية وتتخيل نفسك تقوم بعملية قلب مفتوح لغيرك حتى تنقذه، هذا كلام عبث، من شروط الاجتهاد أن تمتلك الأدوات».
