خيَّمت حالة من الحزن على قرية النشو البحرى، بمركز كفر الدوار بالبحيرة، وتحولت شوارع القرية إلى سرادق عزاء كبير، بعد استشهاد أحد أبنائها فى حادث مطروح أمس، وانتقد أهل الشهيد وزارة الداخلية، بعد تأخر وصول جثمان الشهيد، مؤكدين أن جميع أهالى القرية ينتظرون وصوله لفترة طويلة، وقال أحد أقارب الشهيد، إن مشرحة كوم الدكة بالإسكندرية طلبت الحصول على عينة دم من والدة الشهيد لإجراء تحليل «DNA» للتعرف على الجثة وتسليمها، مشيراً إلى تفحم جميع الجثث بالسيارة، مستنكراً بطء الإجراءات من قِبل وزارة الداخلية. «دائماً ما يدفع الغلابة من شعب مصر ثمن الخيانة والإرهاب».. هذا ما قاله مدحت أبوصالح، عم المجند محمود محمد أبوصالح، ل«الوطن»، مضيفاً: «لقد كان محمود العائل الوحيد للأسرة المكونة من أربعة أفراد، هم شقيقاته الفتيات وأمه، بعد زواج شقيقه الأكبر واستقلاله بعيداً عن منزل الأسرة، ووفاة والده منذ ستة أشهر، وقد قضى عامين من فترة خدمته، وكان يتبقى له عام قبل ترك الخدمة، إلا أن أيادى الإرهاب الغاشم نالته». وأشار إلى أنه كان يعد لزواج إحدى شقيقاته بعد عيد الأضحى المقبل. واستنكر بطء إجراءات دفن الجثة قائلاً: إن وسائل الاتصال مقطوعة بين أهله وبين قطاع الشرطة التابع له، ولم يخبرونا بأى شىء حول الحادث، ولم يتعرفوا على الجثة حتى الآن. فيما قال عبدالحكيم زكى أبوصالح، العم الأكبر للشهيد: «نحن لا نطلب إلا القصاص من كل إرهابى يحاول أن يقتل أبناء الوطن»، مؤكداً أن «محمود» عاد من إجازته الشهرية منذ ثلاثة أيام، وكانت آخر كلماته لأمه: «هانت يا أمى فات الكتير ما باقى إلا القليل»، ولم يعلم أنه يتحدث عن عمره الذى راح ضحية الأعمال الإرهابية الخسيسة، مضيفاً: «كان ابن أخى مثالاً للشاب الملتزم دينياً وأخلاقياً، وله من العلاقات الاجتماعية ما جعله محبوباً بين أهالى قريته»، مطالباً وزير الداخلية بالقصاص من مرتكبى الحادث وكل إرهابى تمتد يده لقتل أبناء مصر.