تحتشد منابر الجمهورية على مستوى الجمهورية، اليوم، والتي يقدر عددها ب120 ألف منبر، للحديث حول تنظيم النسل في الإسلام، في ظل توجيهات الدولة المصرية، والرئيس السيسي بمعالجة قضية الزيادة السكانية وتنظيم النسل. وتحدثت خطبة الجمعة، اليوم، عن «تنظيم النسل قضية أخذ بالأسباب الشرعية»، حيث أكدت الخطبة علي ضرورة معالجة قضية الصحة الإنجابية وتنظيم النسل، فتنظيم النسل في واقعنا الراهن ضرورة شرعية، ويدخل في عمق مفهوم الأخذ بالأسباب الشرعية، والمتأمل في الشريعة الإسلامية، يجد أنها أولت إعداد الإنسان عناية خاصة، بداية من تكوين الأسرة، مرورا بمراحل الحمل، والولادة، والرضاعة؛ فكفلت له حقه في الرضاعة الطبيعية حولين كاملين، حتى ينمو في صحة جيدة. تنظيم النسل أوضحت الخطبة الموحدة أن تنظيم النسل ضرورة شرعية، ويدخل بقوة في باب الأخذ بالأسباب، فالعبرة ليست بالكثرة العددية؛ وإنما بالصلاح، والنفع، فإن القلة التي يرجى خيرها وبركتها، خير من الكثرة التي لا خير فيها، وهذا ما أكده القرآن الكريم في قوله تعالى: «كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين». تابعت الخطبة: «المتدبر في حال الأنبياء يجد أنهم لم يطلبوا من الله تعالى كثرة الأبناء؛ وإنما طلبوا الذرية الصالحة النافعة، فالقلة القوية النافعة خير من كثرة ضعيفة هزيلة». الخطبة الثانية وفي الخطبة الثانية، أكدت الأوقاف أن الأخذ بأسباب العلم في عملية تنظيم النسل يعد ضرورة شرعية ووطنية، وله أثره في رقي المجتمع وتقدمه، والمتدبر في قوله: «تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأمم»، يجد أن المباهاة لا تكون بالكثرة الضعيفة التي تعيش عالة على غيرها؛ إنما تكون بالكثرة القوية، الصالحة، النافعة، التي بينها نبينا في قوله: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف...». وهذا ما بينه الصحابة الكرام - وهم خير الناس اقتداء برسول الله- فقد خطب سيدنا عمرو بن العاص قائلا: «يا معشر الناس، إياكم وخلالا أربع، فإنها تدعو إلى النصب بعد الراحة، وإلى الضيق بعد السعة، وإلى المذلة بعد العزة، إياكم وكثرة العيال، وإخفاض الحال، وتضييع المال، والقيل بعد القال، في غير درك ولا نوال».
