قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إننا بحاجة إلى فهم ديننا فهمًا صحيحًا، مبينًا أن هناك فرقًا بين التوكل والتواكل. وأضاف «جمعة» خلال خطبة الجمعة بمسجد السيدة نفيسة -رضي الله عنها -، بعنوان «حقوق الطفل قبل ولادته»، أن الإنسان الذي يسرف في الإنجاب يعد متواكلًا إذ لم يكن لديه من السعة والقدرة ما يقوم به على تربية أبنائه ويجعل منهم أبناء أقوياء للوطن. وأشار إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «كَفي بِالمرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يقُوتُ»، مؤكدًا أننا بحاجة إلى مراجعة فيما يخص مسألة الإنجاب، فالعبرة ليست في العدد وإنما في الكيف حتى نخرج للمجتمع ذرية صالحة نافعة، أما الكثرة التي كغثاء السيل فلا خير فيها. وأوضح أن العبد إذا كان اعتماده على الله سخر الكون لخدمته بولد أو بغير ولد، وأن من حق الطفل أن يكون له أبوان صالحان لينشأ في أسرة صالحة تحسن تربيته، مضيفًا أن ديننا الحنيف يأمرنا أن نوفر حق أبنائنا في الحمل والرضاعة حولين كاملين؛ ليأخذ الولد حقه. وأشار إلى أن من حق الطفل أن نؤهل له حياة كريمة حتى قبل مولده، أما أن يسرف بعض الناس في الإنجاب ويتركون أبناءهم للضياع، فهو مما يتنافى مع الدين والإنسانية والقيم الرفيعة، منبهًا على أن مقياس الكفاية والاستعداد لاستقبال الطفل والوفاء بحقه لا يُقاس بقدرات الأفراد فحسب، وإنما أيضا بإمكانات الدول وقدرتها على توفير الخدمات الصحية والتعليمية والبنى التحتية، التي تجعل من أبناء الوطن قوة فاعلة ومؤثرة في صنع الحضارة وعمارة الكون. ولفت إلى أن تنظيم النسل قضية شرعية تحتمها ضرورة الوقت، وأن الاستعداد الصحي للزواج له صور منها: أن يكون الزوجان في حالة صحية تؤهلهما لبناء أسرة قوية، وأن كلا من الرجل والمرأة في سن قادرة على تحمل الأعباء، وتبعات الزواج، محذرًا من تزويج القاصرات لما فيه من الضرر والظلم البين للطفل الذي لن يجد من يقوم بحق رعايته. وتابع: أن أمة وشعبًا بهذا الإقبال على الله -عز وجل-، وحب رسوله -صلى الله عليه وسلم- وآل بيته الأطهار، معلقة قلوبهم بالمساجد، شعارهم « رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ» لم ولن تضام أبدًا.