سابقة تاريخية يشهدها القطاع الطبي في مصر، حيث عُقد أول امتحان قومي إلكتروني موحد لمزاولة مهنة الطب، وجاء كشرط أساسي للحصول على رخصة مزاولة المهنة، وسيجري تجديدها كل 5 أعوام، في قرار مفاجئ لخريج كلية الطب، التي تباينت ردود أفعالهم ما بين القبول والرفض لذلك الامتحان، إلا أنهم جميعا شاركوا فيه. وكان مجلس النواب المصري وافق في مارس 2019 على مشروع قانون مقدم من الحكومة بشأن تعديل بعض أحكام القانون رقم 415 لسنة 1954، بشأن قانون مزاولة مهنة الطب، وجاءت موافقة البرلمان بالثلثين لأنه من المشروعات المكملة للدستور، والتي ألزمت المادة الثانية منها، من يمارس مهنة الطب باجتياز الاختبارات اللازمة التي تضعها الهيئة المختصة للتدريب الإلزامي لمزاولة مهنة الطب، سواء أثناء الدراسة الجامعية أو بعدها. «أحمد»: أنا ممارس طوارئ وامتحنت بتعمق في كل التخصصات أحمد علي، أحد المشاركين في الامتحان، وجاءت تلك المشاركة بعد تخرجه بعامين من كلية الطب بجامعة عين شمس، حيث نجح في اجتياز امتحان مزاولة المهنة، يروي ل«الوطن»، أن الامتحان عبارة عن 100 سؤال، منقسمين على جميع التخصصات الطبية، ولم يكن سهلا بالنسبة له: «أنا ممارس عام طوارئ، ليه أتسأل بتعمق في كل التخصصات». لم تقتصر مشكلات «أحمد»، على ذلك وحسب، بل واجهته صعوبة آخر متمثلة في تطبيق الامتحان عن بعد، حيث عانى من بعض المشكلات التنقية الخاصة بالموقع الذي يجرى عليه الامتحان، «الامتحان كان ميعاده 11، دخلونا 12 وربع بسبب أن السيستم واقع». «الديب» تقبل الامتحان لأنه يساعد في الحصول على فرص عمل بالخارج أحمد الديب، طبيب آخر شاب ممن شاركوا في الامتحان، تخرج من العام نفسه الذي تخرج منه سابقه، ويحكي ل«الوطن»، أن الامتحان كان عاديا، فهو في مستوى الطالب المتوسط، و30% فقط من أسئلة الامتحان كانت تحدد مستوى ذكاء الطالب، وأن ما يعيب الامتحان هو تعمقه في بعض التخصصات فقط، لكنها تحدد الطالب المتفوق من غيره، مؤكدا أن العطل التقني الذي تسبب في تأخير الامتحان شيء طبيعي بسبب ضغط الخريجين على الموقع. واقتناع الطبيب العشريني بفكرة امتحان مزاولة المهنة والترحيب به، لكونها توفر له اعتمادا يساعده في الحصول على فرصة عمل في الخارج: «سمعت إن الشهادة معتمدة في أمريكيا»، وأنه احتفل بالنجاح وسط أصدقائه الذين نجحوا أيضا، «بقيت طبيب رسمي خلاص». «طلعت»: واجهت مشكلات تقنية في الامتحان رغم اجتياز الشاب العشريني أحمد طلعت، امتحان مزاولة المهنة، إلا أنه لم يقتنع بفكرته، يروي ل«الوطن»، أن دراسته الجامعية ونجاحه بامتحاناتها تعد كافية، لأنها كانت الاختبار والشاهد الحقيقي على دراسته وتفوقه: «أنا خريج جامعة حكومية مش خاصة، وكل سنة كنت بمتحن في جميع التخصصات أي فائدة امتحان تانى». صعوبات عديد واجهت «أحمد»، في ذلك الامتحان، تُكمن في المشكلات التقنية التي شكلت له صعوبة في دخول الامتحان، فضلًا عن بعض الأسئلة التي جاءت خارج تخصصه، «أنا أتسأل في التخصصات المختلفة ليه وأنا مش هشتغل ولا هكشف عليها».