"ياما في السجن أموات ومعذبين".. جملة اعتيادية من أعوام مضت ولا زالت لسان حال 11 واقعة شهدت تعذيبًا داخل السجون أو أُزهقت خلالها أرواح ظلمًا، حتى يكون الموت سبيلهم، وفقًا لحالات أمرت النيابة العامة بالتحقيق فيها، أو حالات كشفتها بعض منظمات حقوق الإنسان، وقد يكون "ما خفي أكثر"، وكانت آخر تلك الحالات ما أورده الطب الشرعي حول موظف بإدارة المالية توفي داخل قسم شرطة المطرية، وما أثبته أنه تعرض للركل ب"القدم والبوكس"، وإصابات وصلت إلى حد النزيف بالمخ وكسر 9 أضلاع وفشل في التنفس. 18 أغسطس 2013 لقي 38 متهمًا، من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي مصرعهم، أثناء صد قوات الأمن هجومًا مسلحًا على سيارة الترحيلات التي تقلهم من مديرية أمن القاهرة إلى سجن أبوزعبل، كما ألقت قوات الأمن القبض على 647 من جماعة الإخوان والمتعاطفين معها بالقاهرة والمحافظات. وقالت وزارة الداخلية، في بيان حول أحداث سجن أبو زعبل، "إلحاقًا للبيانات السابقة بشأن محاولة هروب عدد من المحبوسين احتياطيًا والسيطرة على الموقف وتحرير الضابط المحتجز وإصابة عدد منهم بحالات اختناق إثر التعامل لمنع هروبهم باستخدام الغاز المسيل للدموع، فقد نتج عن ذلك وفاة 36 منهم نتيجة الاختناق والتدافع، ومنعت جهود قوة التأمين هروب أي منهم وإحباط مخطط هروبهم، وتحرر عن الواقعة المحضر اللازم وتباشر النيابة العامة تحقيقاتها". 30 أكتوبر 2013 طالبت نقابة الصيادلة، بالتحقيق في واقعة وفاة صيدلي مسجون من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، في مستشفى المنيا العمومي، وأفادت جماعةالإخوان بأنها ثالث حالة وفاة لمسجون من أنصار مرسي منذ عزله. واتهمت النقابة السلطات الأمنية بتعذيبه داخل السجن، وقالت إن "الوفاة جاءت إثر عمليات تعذيب داخل السجن، وهو ما أدى إلى وفاته"، حسب بيان أصدرته، وطالبت بالتحقيق في وفاة "أبوالليل"، وأضافت أن "التعذيب الذي تعرَّض له أدى لإصابته بفشل كلوي ورئوي إلى وفاته"، ولفتت إلى أنها ستكلف أحد المحامين باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. وتوفي صلاح أحمد يوسف أبوالليل، وهو من أنصار مرسي، بداخل مستشفى المنيا العمومي، في محافظة المنيا، وسط البلاد. وألقت قوات الأمن القبض على أبوالليل (طبيب صيدلي- 30 عامًا) من صيدليته، ووجهت له تهمة محاولة اقتحام مركز شرطة بني مزار بالمنيا، ونقلته إدارة سجن المنيا العسكري، في 22 أكتوبر الماضي إلى المستشفى إثر إصابته بحالة إعياء شديد. وأفادت وزارة الداخلية، في بيان حينها، أن "مدير أمن المنيا تلقَّى إخطارًا من مدير إدارة البحث الجنائي بتلقيه بلاغًا من الضابط المكلف بتأمين السجن العسكري، يفيد بشعور أحد نزلاء السجن ويدعى (صلاح أحمد يوسف أبوالليل)، بحالة إعياء شديدة وتم نقله لمستشفى المنيا الجامعي". 28 ديسمبر 2013 تم القبض على آيات حمادة، مسؤولة حركة مقاومة بجامعة الأزهر، مع حوالي 13 فتاة أخرى، وروت آيات بعد 54 يومًا من اعتقالها ما تعرضت له وزميلاتها داخل الحجز، بدءًا من وجود دفعة من المياه تغرق أرض معكسر الأمن المركزي، أما في السجن فالانتهاكات كانت التفتيش، غلق باب الزنزانة المستمر مع مرض 2 بالغدة وظهور الأعراض علىّ، وحدوث تشنجات لعدة أفراد وعدم المعاملة بإنسانية في المستشفى ليس معنا فقط، ولكن مع الجنائيين أيضًا، كأنهم يعاقبونهم فوق عقوبتهم عقوبة أخرى، كما روت آيات، التي الإفراج عنها في 18 فبراير الماضي، بكفالة 1000 جنيه هي و4 آخرين، نظرًا لسوء حالتها الصحية، حيث تعاني آيات من مرض السكر والحمى الروماتيزمية على القلب ومرض في الغدة النخاعية، وتقدم المحامين بالالتماسات التي تثبت هذا. 16 مارس 2014 استعجلت نيابة حوادث جنوبالقاهرة، برئاسة المستشار شريف معتز تقرير الطب الشرعي، الخاص بمصرع سجين داخل حجز قسم شرطة دار السلام، يدعى أشرف محمد، وشهرته "أشرف حريقة" محكوم عليه بالحبس 3 سنوات، لمعرفة سبب الوفاة. كانت نيابة جنوبالقاهرة، أمرت بتشريح جثة مسجون لقي مصرعه داخل حجز ديوان قسم شرطة داخل السلام، لمعرفة أسباب الوفاة، وإذا كانت هناك شبهة جنائية من عدمه، كما صرَّح بالدفن عقب الانتهاء من التشريح، وطلبت النيابة تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة، نظرًا لتكرار حوادث وفاة المسجونين داخل حجز القسم خلال الفترة الماضية. وقيل إن ضباط قسم شرطة دار السلام فوجئوا باستغاثات من المتهمين المحجوزين إلى ذمة قضايا مختلفة داخل غرفة حجز القسم، وفور ترجل الضباط إلى الحجز، لاتهامه في الإتجار في المواد المخدرة، جثة هامدة وملقى على أرضية الحجز. وأضاف مصدر أمني، أنه حرر محضرًا بالواقعة، وتمت إحالته إلى النيابة التي أمرت بدفن الجثة، بعد تشريح الطب الشرعى لها لبيان سبب الوفاة، وأكدت التحريات أن المتهم تم إلقاء القبض عليه منذ ثلاثة أيام لهروبه من تنفيذ عدة أحكام قضائية. 13 أبريل 2014 أطلق أمين شرطة الرصاص على "إخواني" داخل قسم شرطة إمبابة، ما أسفر عن مقتل الأخير، وكشفت التحريات والتحقيقات أن القتيل توجه للقسم لدفع كفالة مالية لأحد أصدقائه من عناصر الإخوان، صادر له قرار بإخلاء سبيله من محكمة الجنايات، وتبين أن القتيل مطلوب ضبطه وإحضار في قضية التحريض على العنف. وأثناء محاولة أمين الشرطة القبض على القتيل نشبت بينهما مشاجرة، وحاول القتيل الهرب، ما دفع المتهم لإخراج سلاحه الميري وأطلق عليه الرصاص فاستقرت الرصاصة في جسد المجني عليه، ولفظ أنفاسه الأخيرة داخل القسم، وتحرر محضر بالواقعة، وأمرت النيابة بالتحفظ على سلاح أمين الشرطة وطلبت التحريات، واستدعاء شهود عيان لسماع أقوالهم حول الواقعة. 8 مايو 2014 توفي عزت عبدالفتاح سليمان الغرباوي (46 عامًا- موظف في وزارة المالية) وذلك أثناء احتجازه 4 أيام داخل قسم شرطة المطرية، على ذمة التحقيق في بلاغ كيدي بالتشاجر مع أحد جيرانه، وقررت النيابة تشريح جثمان المتوفى لمعرفة سبب الوفاة، وأثبت تقرير الطب الشرعي المبدئي، وجود إصابات بالغة في جسد الضحية. وبعد مرور 68 يومًا من الوفاة، صدر التقرير النهائي للطب الشرعي للمتوفى، ليكشف عن وجود سحجات في معظم أجزاء جسم المتوفى، بالإضافة إلى وجود نزيف بالمخ، وكسور في الأضلاع 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8، 9، 10 وكذلك كسر في عظمة القص (وهي العظمة التي تربط جيمع الأضلاع ببعضها). وكشف التقرير عن وجود نزيف في التجويف الصدري، وأن سبب الوفاة نتيجة للحالة الإصابية، وما أحدثته من كسور بالأضلاع وفشل في التنفس، بالإضافة إلى إصابة الرأس، وما صاحبها من مظاهر ارتجاج دماغي أدت إلى الوفاة. وأوضح التقرير النهائي الخاص بالمتوفى، بأنه لم يتم رصد آثار لكرباج أو أي آلة حادة على جسد المتوفى، وأن إصاباته كانت بجسم صلب عريض المساحة مثل ركلات القدم واللكمات وهي السبب في كسر 9 ضلوع في جسده، وبالنسبة للنزيف الدماغي والارتجاج الدماغي، يرجح صدم رأس المتوفى في الحائط أو أي شيء صلب. كما رصد المعمل الكيميائي في عينة البول وجود نسبه ضئيلة من مخدر الترامادول، ولم ترتق للإدمان، ولم تثبت بأن الضحية مدمن لعقار الترامادول. 23 يونيو 2014 طالبت 10 منظمات حقوقية في بيان مشترك بفتح تحقيق فوري ومستقل في ادعاءات التعرض للضرب والمعاملة السيئة ضد مجموعة من المحتجزات في سجن القناطر وطالبت بعرضهن على الطب الشرعي واتخاذ إجراءات سريعة من أجل حمايتهن من التعرض للاعتداء. واشار البيان إلى تعرض 39 محتجزة على الأقل للتعذيب والمعاملة السيئة. حيث شهدت الأسابيع الثلاثة الماضية ادعاءات مختلفة عن عنف مورس تجاه سجناء سياسيين في كلٍّ من سجن وادي النطرون في 31 من مايو، وضد قُصَّر محتجزين في دار رعاية كوم الدكة في الإسكندرية يوم 4 يونيو، وضد سجناء سياسيين في فبراير 2014، وفقا للمنظمات وهو ما نفته وزارة الداخلية. 12 يوليو 2014 استقبلت مشرحة زينهم، جثة سيد آدم محمد، الذي توفي داخل مستشفي الحميات بمدينة نصر، أثناء إسعافه وتبين أنه كان محتجزًا على ذمة قضية بقسم شرطة قصر النيل وتم تحرير المحضر رقم 2074 إداري مدينة نصر ثان، والي تعتبر وفاته غامضة لأنه لم يُكشف عن سببها حتى الآن، وجار تشريح جثته لمعرفة سبب الوفاه بناءً على قرار النيابة العامة. 12 يوليو 2014 استقبلت مشرحة زينهم، جثة هاني عطية عيسوي (39 عامًا)، والذي توفي داخل حجز قسم شرطة إمبابة في ظروف غامضة بمحضر رقم 6974 إداري إمبابة، وجار تشريح جثته لمعرفة سبب الوفاه بناءً علي قرار النيابة العامة. 12 يوليو 2014 شهد نفس اليوم استقبال مشرحة زينهم لجثة أشرف عبدالله محمد شاهين (35 سنة)، والذي توفي داخل حجز قسم شرطة أكتوبر ثان، في ظروف غامضة بمحضر رقم 3466 إداري أكتوبر ثان، وجار تشريح جثته لمعرفة سبب الوفاه بناءً علي قرار النيابة العامة. 15 يوليو 2014 لفظ سجين أنفاسة الأخيرة في ممشى قسم شرطة عين شمس، بعد تعرضه للتعذيب، وفقا لما أوضحه الفيديو الذي تم تداوله على موقع التاصل الاجتماعي "فيس بوك". ومن جهته، أكد مصدر أمني بمديرية أمن القاهرة، ل"الوطن"، أن "الفيديو ورد إليهم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، ويتم فحصه الآن، ومحاولة التأكد من هوية الشخص المتواجد فيه، موضحا أن التحقيق في الواقعة مستمر، وأنهم سيتأكدون من صحة الفيديو، والمكان الذي حدثت فيه الواقعة، مضيفًا: "إذا ثبت صحة الواقعة، وأن المتواجد في الفيديو سجين تعرض للتعذيب، سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، جراء الواقعة، ومحاسبة الضابط المتسبب في ذلك".