هتف الرئيس المعزول محمد مرسى أمس من داخل قفص الاتهام، أثناء محاكمته و130 آخرين فى قضية الهروب من سجن وادى النطرون، بعبارات منددة لما يحدث فى قطاع غزة من عدوان إسرائيلى، قائلاً: «الشهداء فى غزة وصلوا إلى 165 شهيداً حتى فجر اليوم يا سيادة القاضى.. لبيكِ يا غزة لبيكَ يا أقصى»، فهدد القاضى بطرده من القاعة، وطلب منه عدم الحديث فى شىء سوى قضيته. وتسلمت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة، برئاسة المستشار شعبان الشامى، من النيابة العامة خطاباً من قطاع الأمن الوطنى يفيد بصدور قرارات اعتقال بتاريخ 25 يناير بضبط 34 من قيادات الإخوان الإرهابيين، من بينهم الرئيس المعزول محمد مرسى، لاتهامهم بالتخابر مع جهات أجنبية لقلب نظام الحكم، وتم إيداعهم السجن، ولم يُتخذ أى قرار بشأن المتهمين، لأن الأحداث التى تلت ذلك حالت دون التصرُّف بشأنهم، وأنه تم هروب المتهمين عقب اقتحام السجون والهجوم عليها بالأسلحة الثقيلة. وبدأت المحكمة فى سماع أقوال الشهود، حيث أكد الشاهد أحمد جلال الدين، الضابط بالتنفيذ العقابى بسجن شديد الحراسة، فى شهادته أن اللواء شوقى الشاذلى، وكيل قطاع مصلحة السجون، طلب منهم الانسحاب من مواقعهم والهروب، وذلك عقب نفاد الذخيرة وخشيةً على أرواحهم. ومن جانبه، قال اللواء عبدالناصر خالد على، مأمور سجن ملحق وادى النطرون وقت أحداث الهجوم على السجن، وشاهد الإثبات رقم 30 فى القضية: إنه فى صباح يوم 29 يناير فوجئ بضرب نار فى الهواء وأصوات معدات ثقيلة تم استخدامها فى اقتحام باب السجن من خلال دائرة كهربائية حتى سقط الباب على الأرض بعد كسره ودخل السجن أكثر من 80 مسلحاً كانوا يرتدون جلاليب وجواكت ودخلوا العنابر لتهريب المساجين. وأضاف الشاهد: «حاولت وزملاءى الاستنجاد، ولكن لم ينجدنا أحد.. وتم تكسير جميع أبواب العنابر وهروب المساجين، وعند طلوع الشمس هدأت الأمور ولم نتحرك من أماكننا.. والسجن كان به سجناء سياسيون وأعضاء من تنظيم الجهاد وعددهم 61 سجيناً ومتهمون جنائيون من العساكر الهاربين من أداء الخدمة العسكرية». ووجّه المتهم محمد البلتاجى، القيادى الإخوانى، عدة أسئلة للشاهد حيث سأله: «هل تمت ملاحقة من قام باقتحام السجون؟ وهل تم اتخاذ أى إجراءات بشأن واقعة الاقتحام؟»، فأجاب الشاهد: «أيوة»، فسأل «البلتاجى» الشاهد عن أرقام المحاضر بهذه الوقائع؟، فرد الشاهد أن الأرقام موجودة فى النيابة، فقال «البلتاجى»: «ما تفسيرك لعدم وقوع قتيل أو مصاب طوال ساعات الاقتحام؟»، فأجاب الشاهد أن هدف المقتحمين كان تهريب المساجين وليس القتل أو الإصابة، لذلك لم تقع أى خسائر، فرد «البلتاجى» ساخراً: «هما كانوا بيلعبوا فى دوار العمدة».